ليس هناك خبرٌ يثير حنق 360 مليون عربي هذه الأيام أكثر من خبر الغاز المصري الذي فكّر العسكر أخيراً بإيقاف تصديره إلى «إسرائيل».
خط أنابيب تصدير هذا الغاز تعرض إلى عشرات التفجيرات، منذ سقوط الرئيس المصري المخلوع حسني مبارك، الذي اعتبرته «إسرائيل» كنزاً كبيراً فقدته. وكان يمثّل وكيلاً متمرّساً لإخضاع الفلسطينيين للإرادة الإسرائيلية خلال ثلاثة عقود. واشتد ذلك في السنوات الخمس الأخيرة، وخصوصاً مع حرب غزة، حيث تولّى نظام المخلوع مبارك إحكام الحصار على قطاع غزة وتجويع أهلها وتركيعهم، بمنع الدواء والغذاء والوقود.
المفارقة ان الغاز المصري كان يباع إلى عدو الأمة بأقلّ من السوق العالمية، بينما تنشر الفضائيات ووكالات الأنباء في تقاريرها صوراً للنساء المصريات وهن يحملن اسطوانات الغاز الفارغة حيث لم يعد متوفراً.
مهندس تصدير الغاز كان مدير المخابرات المصرية، الذي عينه مبارك خلفاً له، ولكن ثورة الغضب المصرية أطاحت به خلال أيام قليلة. وحاول العودة قبل أسبوعين من خلال الترشح لمنصب الرئاسة، ممثلاً للنظام القديم، إلا أن كراهية المصريين اضطرت المجلس العسكري إلى تنحيته مجدّداً مع آخرين. كانت «إسرائيل» تعوّل على عودته للحكم لإعادة ضبط الأوضاع بما تشتهي سفنها، وكان كثيرٌ من الاسرائيليين يعتبرونه ممثلاً لدولتهم في مصر.
الأخبار المتعلقة بإيقاف الغاز متضاربة، على الجانبين المصري والصهيوني، ولا تدري أين خيط الحقيقة. فالنظام المصري الحالي بعد الإعلان عن إيقافه، تصدّت له «إسرائيل» بالتقريع والتهديد. فأسرع إلى البحث عن مبرراتٍ لإيقافه، وكانت الحجة الأولى أن «إسرائيل» توقّفت عن دفع مستحقات الغاز، وعليه يحقّ له أن يوقف تصديره. وأسرعت «إسرائيل» إلى تفنيد ذلك، فهي ربما تدفع قيمة الغاز بالعملة الصعبة، الدولار الأميركاني أو اليورو الأوروبي أو بالشيكل الاسرائيلي!
حتى الآن لا تفكّر الحكومة المصرية، وعلى رغم ما حصل من زلزالٍ أسقط عمود الخيمة وأطاح به إلى قفص المحاكمة، بمنطق الثورة وحقوق الشعوب في ثرواتها. ومثل هذا الموقف الرخو شجع الاسرائيليين على إطلاق مزيد من التصريحات المهينة بحق مصر والمصريين. فقد أشار أحد الوزراء الصهاينة الى أنه لا يفيد مع المصريين إلا الأميركان، فهم وحدهم القادرون على تغيير الموقف المصري ودفعهم لإعادة تصديره. ولم يمض غير 12 ساعة حتى أعلنت الحكومة المصرية مساء أمس (الاثنين) استعدادها لإعادة تصدير الغاز، «ولكن بأسعار جديدة». فالقضية قضية سمسرة وعمولة و «عقد لم يلتزم ببنوده الطرف الآخر فاعتُبر مفسوخاً من تلقاء نفسه» كما قالت الوزيرة أبوالنجا، وليست قضيةً قوميةً أو مبدئيةً أو حتى سيادةً وطنية.
قومياً... مصر مازالت تمد «إسرائيل» بـ 43 في المئة من احتياجاتها من الغاز، حيث يساعدها في إنتاج 40 في المئة من الكهرباء، في الوقت الذي تمنع الوقود عن غزة، وتتسبّب في إيقاف محطة الكهرباء الوحيدة في القطاع، مع ما يعنيه ذلك من شللٍ في الحياة والمرافق العامة، ونشر البؤس والمعاناة لمليون ونصف مليون عربي فلسطيني، كان آخرها التسبب في اختناق عائلة، بسبب شمعة أشعلوها في الظلام وهم نيام.
اللهم أعد مصر من غربتها، إلى أحضان أمتها، فقد طال الفراق.
إقرأ أيضا لـ "قاسم حسين"العدد 3517 - الإثنين 23 أبريل 2012م الموافق 02 جمادى الآخرة 1433هـ
القرب
دائماً طرحك قريب من عقول الناس ولكن بكلمات لا يمكن أن يعبر بها شخص عادي
سيدنا
متى يتوقف الغاز عن الامنين
عندي سؤال سيدنا
السؤال : متى سيتوقف إطلاق الغاز على المناطق المأهوله بالسكان ..؟!
إسرائيل .. إلى أين؟
إلى النهاية و الزوال قريباً إن شاء الله ((كما تُحدّث بذلك التوراة الصحيحة)).
ولد البلد
متى يتوقف الغاز عن البحرينيين !!!؟؟؟
بعد كل صلاة أدعو أن لا تقتحم قذيفة غاز من خلال النافذة أو الحوش منزلي أو منزل أحد المواطنين أو حجرة أحد الوافدين الهنود .
لا تراجع لا تراجع
شعب مصر شعب عظيم وله من الفضل على الجميع الشبئ الكثير .ولولا التجاوزات الاخيرة الواضحة كالشمس والسياسة الا حكيمة لما سقط الجمل بمن جمل . فلا تراجع عن وقف الغازالمصري الى العدو .أين قوله (( وأعدوا لهم ما إستطعتم من قوة .... الخ . )) وما نرى إلا العكس
سيدنا صباح الخير
لا يتوقف الغاز عن اسرائيل حتى يدخل الجمل من سم الخياط فهمتنى سيد...ديهي حر
نوم المغناطيسيه !!
عندما تضع المبدأ و الحق و العداله فى التنور لتحترق حينها تفقد الثقه فى النفس . العسكر و الفلول النظام السابق فى مصر فقدوا الثقه فى النفس و الإراده فتحولوا قرود ليقلدوا ما يملى اليهم .
فلول النظام
لن يتوقف الا اذا ملك الشعب المصري قراره وتجاوز المجلس العسكري وفلول النظام السابق