أحد الإخوة بعث لي بالأمس على «الواتس آب» البرنامج الذي أذيع من خلال إحدى القنوات التلفزيونية العربية بعنوان «البحث عن المؤامرة». بصراحة لم أتمالك نفسي من الضحك كثيراً، سواءً خلال مشاهدتي لهذا البرنامج الذي صُرف عليه بالطبع الكثير من المبالغ، حتى أن الشهود الذين ظهروا خلاله تم الترتيب لسفرهم إلى العاصمة النمساوية (فيينا)، لمجرد أن يدلُّوا مقدم البرنامج على مبنى الأكاديمية المزعومة التي درسوا فيها أساليب الإطاحة بالحكومات العربية من المحيط إلى الخليج!
بشكل عام فإن هذا البرنامج يفتقد إلى العديد من المقومات التي قد تجعل منه برنامجاً يمكن مشاهدته أو تصديق بعض ما جاء فيه، فبالدرجة الأولى يفتقر البرنامج إلى المهنية بشكل فظيع، حتى وإن حاول بشكل مضحك تقليد برنامج «سري للغاية» الذي قدمه الصحافي القدير يسري فودة في قناة «الجزيرة» مؤخراً.
هناك فرق كبير جداً في مستوى الحرفية والمهارة لكلا المقدمين، دون حساب المصداقية بالطبع.
برنامج «البحث عن المؤامرة» حاول أن يقنع المشاهدين أن هناك مؤامرة كبرى تحيكها الدول الغربية للإطاحة بجميع الأنظمة العربية من خلال «أكاديمية التغيير» التي تتخذ من العاصمة النمساوية (فيينا) مقراً لها، ولها فرع آخر في إحدى الدول الخليجية، في حين أن الطاقم الأكاديمي والفني والإداري لهذه الأكاديمية هما شخصان لا ثالث لهما، أحدهما مدير الأكاديمية وهو موجود في الدولة الخليجية، والآخر هو من يقوم بتقديم المادة العلمية للمستهدفين من الشباب العربي من أجل التحضير والتخطيط للإطاحة بالأنظمة العربية عبر ما سمي في البرنامج بـ «دورة حروب اللاعنف».
الملفت أن البرنامج ركّز على البحرين من خلال الشاهدين اللذين قالا إنهما التحقا بهذه الدورة، مع أنهما لم يذكرا متى قاما بذلك وما هي مدة الدورة التي أهلتهم لاستيعاب «علم حروب الثورات اللاعنفي»، ليتمكنوا من قيادة الثورة في البحرين عبر استهداف دول شقيقة!
بصراحة لم أسمع من قبل بقصة أكثر استهبالاً للناس من هذه المؤامرة، وكأن الشعوب العربية تنتظر من محاضِرٍ لا يعرف أبجديات العمل السياسي لتتعلم منه كيف يجب أن تتعامل مع أنظمتها، وكأن الأحزاب السياسية في الدول العربية التي نشأ بعضها منذ مطلع القرن الماضي ويزيد عمرها على مئة عام، لا تمتلك القدرة على التحليل والتفكير والقدرة على قيادة الناس نحو مجتمع أكثر عدالة، في حين أن بضعة أشخاص التحقوا بهذه الأكاديمية يمكن لهم أن يصنعوا الثورات ويطيحوا بالأنظمة ويغيّروا وجه العالم العربي!
بصراحة لم أفهم حتى الآن لماذا تم إقحام أغنية المطربة ليلى مراد «ليالي الأنس في فيينا» في هذا البرنامج وما هو الداعي لذلك، إلا إذا كانت مجرد لفظة «فيينا» في الأغنية تبرر ذلك، أو أن «ليالي الأنس» المدفوعة الأجر هي التي أتاحت ذلك وبالتالي أنتجت هذا البرنامج في المحصلة.
إقرأ أيضا لـ "جميل المحاري"العدد 3517 - الإثنين 23 أبريل 2012م الموافق 02 جمادى الآخرة 1433هـ
المغالطات
ولو اني غير متاكد ولكن اعتقد ان الكاتب كان متعمدا وذكيا حين تغالط في اسماء من غنى الاغنية لبين هشاشة البرنامج وكيف هي المغالطات وهكذا راينا احد المعلقين حين راح يبحث عن الحقيقة توهم وجودها في هذا الغلط
رقم واحد
خليت الحمار ودرت على البردعة وش هل تفكير الى عندك اسمهان لو ليلي مراد كلهم في الهوي سوي
الحطيئه .
ما الفرق بين من يبيع شربت و من يبيع البترول ؟ و الذى يريد ان يقوم بمشروع المؤامره لا يستهلك جهوده و فكره ضد الذى يبيع له بثمن رخيص ... و القصه طويله .
المستهبل
المستهبل مستنكر عدم معرفة الكاتب بالاسم الصحيح للمغنية ولقد شكل هذا الامر الخطير جرحا لمبادئة الفنية فهل هو اخطأ في قراءة سورة الفاتحة مثلا !!
لا وبزيدك من الشعر بيت امس بعد قرأنا اعجب من العجب
لا زال البعض كما يقال بالبحريني يخور وينجب ويكتب مقالات واخبار لا يستوعبها جهال السياسة ولا يقبلها
اطفال اليوم فهي تضحكهم وتجعلهم يسخرون من العقول التي قامت بكتابة هذه الأسطر.
مؤامرات وتحالفات اغرب ما تكون لقبول عقل انسان
بلغ الحلم.
انهم بهذا يسقطون ويسقطون (بضم الياء) من يدافعون عنه فأحيانا اذا جاءك منافق يدافع عن شخص معين فإن دفاعه يزيدك قناعة بأن الشخص عكس ما يقول.
وهذا المحاولة اليائسة جاءت بعد اليأس من تهمة انتماء المعارضة الى جهة ما وبشهادة بسيوني انها وطنية 100%
زائر رقم 1
الحين خليت كل اللي المقال وعلقت علي من مغني الاغنيه....بصراحه فلته
يا جبار السماء والارض
ما في فايده يا أستاذ لقد أسمعت لو ناديت حيا فانظر ماذا هم قارؤك من المقال (اسم المغنيه)ولكن اقول وماربك بظلام للعبيد ،كل الشكر لك
لم لا
استاذ جميل لماذا تستبعد احتمال التدخل الخارجي في تغيير انظمة دول عربيه وهي تعد من الدول ذات موارد طبيعيه كثيره بل هي غنيه بهذه الموارد . هناك دول تطمح في اقل من ذالك حتى تحصل على الفتات لا الوليمه كلها . تقبل شكري استاذ جميل
من الأهبل ؟
كيف أثق بتحليلك وتهجمك على البرنامج ومعد البرنامج وأنت حتى لاتعلم إن "ليالي الأنس في فيينا" هي لإسمهان وليس لليلى مراد !!!