انتهكت وسائل اعلامية اجنبية كبرى الاحد الحظر المفروض على نشر تقديرات نتائج الدورة الاولى من الانتخابات الرئاسية الفرنسية قبل الساعة الثامنة مساء بتوقيت فرنسا (السادسة مساء تغ)، ما دفع بوكالة فرانس برس الى نشر تقديرات كبرى معاهد الاستطلاع الى مشتركيها حصرا.
وسارعت النيابة العامة في باريس الى اعلان فتح تحقيق حول الجهات التي خرقت الحظر، يشمل وكالة فرانس برس ووسيلتين اعلاميتين بلجيكيتين وثالثة سويسرية وموقعا الكترونيا مقره في نيوزيلندا وصحافيا بلجيكيا ارسل التقديرات عبر موقع تويتر. وتحركت النيابة العامة في باريس بناء على طلب من لجنة استطلاعات الرأي. وقال سكرتير هذه اللجنة جان فرنسوا بييون لوكالة فرانس برس "هناك وقائع تبدو لنا جرمية" مضيفا انها تخص "مؤسسات صحافية وافرادا".
وبموجب قانون يعود الى العام 1977 يحظر نشر اي اشارة حول نتائج الانتخابات قبل اقفال آخر صناديق الاقتراع في المدن الكبرى الساعة 20,00.
لكن منذ عصر الاحد، نشرت المواقع الالكترونية لوسائل اعلامية بلجيكية وسويسرية وكندية مثل قناة "ار تي بي اف" العامة الفرنكوفونية وصحيفة لوسوار وهيئة الاذاعة والتلفزيون السويسرية وموقع "20 دقيقة" وراديو كندا تقديرات النتائج الصادرة عن معاهد استطلاع فرنسية.
عندها قررت فرانس برس مستندة الى مصادرها الخاصة، نشر التقديرات بدورها، مرسلة الى مشتركيها من وسائل الاعلام حصرا تنبيها اولا عند الساعة 18,46 تعلن فيه تأهل المرشحين فرنسوا هولاند ونيكولا ساركوزي للدورة الثانية.
وقال المدير العام لفرانس برس ايمانويل هوغ ان "فرانس برس (وكالة) دولية وفرنسية، كيف نتصور ان يتلقى مشتركونا من منافسينا الدوليين معلومات بشأن الانتخابات الرئاسية الفرنسية قبل ان تطلعهم فرانس برس عليها"، معتبرا ان "التصرف بشكل مغاير سينم عن غياب الحس الصحافي".
واضاف هوغ "لقد اعلنا قواعدنا قبل يومين، لم نخرق أي حظر، لكن حين تم خرقه، قمنا بواجبا مع الالتزام بقواعدنا بشكل صارم، ولا سيما الدقة والموثوقية".
وأكد "كانت فرانس برس في غاية الوضوح برفضها اي خبث في الجدل القائم بشان نشر نتائج استطلاعات الرأي".
وحذرت وكالة فرانس برس الاحد في مذكرة الى مشتركيها بان "بث هذه المعلومات الى الجمهور العريض هو مسؤولية يتحملها العملاء وحدهم" مضيفة انها لن تبث "اي معلومات حول التقديرات الى عموم مشتركيها عبر خدماتها على الانترنت قبل الساعة 20,00".
ونشرت عدة وسائل اعلام اجنبية كبرى معلومات فرانس برس غير ان معظم المواقع الالكترونية الفرنسية التزمت بالحظر المفروض حتى الساعة 20,00.
واعربت بعض رئاسات التحرير ردا على اسئلة فرانس برس عن "دهشتها" لسلوك فرانس برس الذي يشكل سابقة في انتخابات فرنسية.
واشادت فرانس سوار الصحيفة التاريخية الفرنسية التي لم تعد تصدر الا على الانترنت بقرار فرانس برس معتبرة ان "الوقت حان للتخلي عن القواعد التي .. ليس لها اي معنى اذ لم يعد يتم احترامها، لانه لم يعد يمكن احترامها".
وكتب الصحافي بيار هاسكي مؤسس موقع "رو 89" الاعلامي الالكتروني، في رسالة على موقع تويتر "اف ب تعطي المعلومات لزبائنها، والفرنسيون يستعلمون لدى سويسرا وبلجيكا: لقد سقط قانون".
والخيار محسوم بنظر نيكولا دوموران مدير صحيفة ليبيراسيون الذي قال لفرانس برس "افضل ان ادفع ثمن تقارير على ان ادفع مخالفات" في اشارة الى المخالفة المفروضة على نشر نتائج استطلاعات قبل الساعة 20,00 والتي يمكن ان تصل الى 375 الف يورو.
غير انه كان اكد الاربعاء ان صحيفته لن تتردد في مخالفة الحظر ان حصلت على ارقام من مصادر موثوقة.