العدد 3515 - السبت 21 أبريل 2012م الموافق 30 جمادى الأولى 1433هـ

يا عالم... قيسوا التقدم المحرز في السعادة لا في المال

حيدر رضوي

وكالة إنتر بريس سيرفس

ما هو الأهم في حياة الإنسان: المال أم السعادة؟ وهل يمكن للمال أن يشتري السعادة؟ تساؤلات أزلية حان الوقت لأن يهتم العالم جديا بها، على الأقل وفقا لمملكة بوتان الصغيرة الواقعة في جبال الهيمالايا.

في هذا الشأن، شنت مملكة بوتان «حركة عالمية على هذه القضية» المهمة، حسبما صرح رئيس وزراء بوتان جيغمي ثينلي لوكالة إنتر بريس سيرفس بعد اجتماع رفيع المستوى عن «السعادة والرفاه: تعريف نموذج اقتصادي جديد» في مقر الأمم المتحدة في نيويورك في بداية الأسبوع.

وأضاف رئيس الوزراء أن بلاده تريد أن يدرك المجتمع الدولي الحاجة الملحة لنقلة نوعية في مجال تناول قضايا الاستدامة في البيئة والتنمية العالمية. وأوضح أن مؤشر «السعادة القومية الإجمالية» هو نموذج التنمية التي قاد نمو بلاده على مدى عقود طويلة، معربا عن أمله في أن يتبنى المجتمع الدولي هذا النموذج نفسه.

وكان أول من صاغ عبارة «السعادة القومية الإجمالية» في العام 1971 هو الملك الرابع لمملكة بوتان، جيجمي سينجاي وانجتشوك، الذي شدد على أن «السعادة القومية الإجمالية هي أكثر أهمية من الناتج المحلي الاجمالي». هذا المفهوم يعني أن التنمية المستدامة لا ينبغي أن ترتهن فقط بالمؤشرات الاقتصادية للرفاهية كمقياس للتقدم.

ومنذ ذلك الحين، أثر مفهوم «السعادة القومية الإجمالية» على سياسات بوتان الاقتصادية والاجتماعية، فيما هيمن أيضا على خيال الآخرين خارج حدودها.

فيؤكد المسئولون في بوتان أن بلادهم - البالغ تعداها نحو 710.000 نسمة - قد وضعت نظاما لقياس التقدم، لا يعتبر مفيدا فقط لوضع السياسات ولكن من شأنه أيضا أن يحفز الحكومة والمنظمات غير الحكومية والقطاع الخاص على زيادة «السعادة القومية الإجمالية».

ويتضمن مؤشر «السعادة القومية الإجمالية» المجالات التقليدية للاهتمامات الاجتماعية والاقتصادية مثل مستوى المعيشة والصحة والتعليم، فضلا عن الثقافة والصحة النفسية.

وشرح رئيس وزراء بوتان لوكالة إنتر بريس سيرفس، أن هذا المؤشر هو بمثابة «انعكاس شامل للرفاه العام لأهالي بوتان أكثر منه مجرد تصنيف نفسي ذاتي لحالة «السعادة وحدها».

هذا وقد حددت بوتان تسعة مجالات لقياس «السعادة القومية الإجمالية»، ألا وهي: الصحة النفسية، الصحة البدنية، التعليم، استخدام الوقت، التنوع الثقافي، القدرة على التكيف، الحكم الرشيد، حيوية المجتمع، التنوع البيئي والقدرة على التكيف، ومستويات المعيشة.

فما هي النتيجة؟ النتيجة هي أن 41 في المئة من أهالي بوتان «سعداء» وفقا لمؤشر السعادة القومية الإجمالية لعام 2010، في حين يتراوح شعور 59 في المئة بين «السعادة بالكاد» و «عدم السعادة». ومن المجموع، يشعر 8 في المئة من الأهالي «بالسعادة التامة» في سبعة من التسعة مجالات المذكورة، وفقا للمسئولين في المملكة.

هذا وقد أوضح المسئولون في بوتان في بيان أن «أهداف بوتان، والمفهوم البوذي للسعادة، أوسع بكثير من تلك التي يشار إليها في الأدب الغربي باسم «السعادة».

وفي تعقيب لوكالة إنتر بريس سيرفس على واقع تبني مملكة بوتان أسلوبا جديدا لقياس الرفاه، قالت فاندانا شيفا، الرائدة في مجال الدفاع عن حقوق الإنسان والبيئة من الهند، ان الأمر يتعلق «بحدث مهم. لا يمكن تجاهله».

وبدورها، قالت أشجار علي: «ما السعادة التي نتحدث عنها هنا؟ إذا كنا نتحدث عن السعادة لجميع البشر، يجب علينا تغيير هذا النظام الاقتصادي» العالمي السائد. «فطالما استمرت أنماط الاستهلاك الحالية، لا أعتقد بأن ملايين البشر في مختلف أنحاء العالم سيكونون سعداء».

هذا وأكد رئيس وزراء بوتان لوكالة إنتر بريس سيرفس أنه سيشارك في قمة الامم المتحدة عن التنمية المستدامة - المعروفة باسم قمة ريو +20 - في ريو دي جانيرو في يونيو/ حزيران المقبل، لحث صناع القرار علي النظر في مفهوم بلاده عن السعادة.

وأضاف «ستكون لحظة تاريخية... وسنقدم طلبا إلى الأمانة العامة للأمم المتحدة لاعتماد نهج شامل للتنمية. وآمل أن تتبنى الأمم المتحدة هذا النموذج الجديد».

العدد 3515 - السبت 21 أبريل 2012م الموافق 30 جمادى الأولى 1433هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً