العدد 3514 - الجمعة 20 أبريل 2012م الموافق 28 جمادى الأولى 1433هـ

قِلَّة

هاني الفردان hani.alfardan [at] alwasatnews.com

كاتب بحريني

منذ أن وقَّعت وزارة العمل، والاتحاد العام لنقابات عمال البحرين، وغرفة تجارة وصناعة البحرين، اتفاقية ثلاثية بدعم ممثلي منظمة العمل الدولية في مطلع مارس/ آذار الماضي لإنهاء ملف المفصولين بشكل كامل مع حلول شهر أبريل/ نيسان وحتى الآن لم يُنهَ هذا الملف رغم تجاوز المدة المحددة في الاتفاق بأكثر من 50 يوماً.

بالطبع لا نقول بأنه لم يعُدْ أحد للعمل، وهذا سيكون مجافياً للحقيقة والواقع، وهناك أعداد ليست بسيطة تم إنهاء ملفهم، ولكن في الوقت ذاته هناك أعداد مقاربة أيضاً لم تُحَل قضاياهم، بل ربما تعقدت أكثر.

الحديث عن الأرقام، هو الصراع الحقيقي بين الحكومة والعمال، فقد هربت الحكومة في أكثر من تصريح لها عن ذكر الأرقام الحقيقية لعدد من تم تسوية ملفاتهم من المفصولين والعدد المتبقي، حتى خرجت علينا عبارة «قِلَّة».

وزير العمل في تصريح له أكد أن «أعداداً قليلة جداً من المفصولين لم يتم إرجاعهم لأعمالهم، وأن الوزارة تسعى لإنهاء هذا الملف».

بالطبع كلمة «قليلة» أو «قِلَّة» مفردة مطَّاطة جداً، لا يمكن من خلالها تلمس حجم المشكلة المتبقية، فالقِلَّة قد يتجاوز عددها الألف مفصول حتى الآن، وتبقى في نظر الحكومة قِلَّة.

اعتصام يوم الأربعاء الماضي، وأعداد المفصولين الذين تجمعوا فيه قد يكونون في نظر الحكومة «قِلَّة»، إلا أنها في الوقت ذاته مشكلة قائمة لم تحسم بعد، بل تزداد تعقيداً كلما مر الوقت عليها.

حضر الاعتصام الأربعاء عدد من موقوفي ومفصولي هيئة شئون الإعلام، إذ ذكروا أن هناك قائمة تضم زهاء 45 اسماً بين موقوف ومفصول لم يتم إرجاعهم حتى الآن. فيما كان لمفصولي شركة (أسري) حضور أيضاً، وشركة الخليج لدرفلة الألمنيوم (جارمكو)، وشركة ألمنيوم البحرين (ألبا)، كما حضر الاعتصام عدد من أعضاء الكادر الطبي، وهناك غيرهم من مختلف الشركات الكبرى والمتوسطة والصغرى فضلاً عن المفصولين في القطاع العام.

وبالتالي فإن تعبير «قِلَّة» في ملف كملف المفصولين، لا يعكس الحقيقة أبداً، مع الأخذ في الاعتبار أن بقاء مفصول واحد لم يعد لعمله هو بذات حجم الملف في ذروته، فكل فرد له الحق الكامل في العودة لعمله عزيزاً كريماً، مع ضمان كامل حقوقه بما فيها مقاضاة المتسببين في فصله.

التجربة طوال الأشهر الماضية أثبتت أن مسألة اللعب بالوقت في هذا الملف ليس من صالح الحكومة أبداً، إذ إن القضية أخذت أبعاداً دولية متشعبة، كما أن الوقت يزيد من تعقيدات الحل، ولا يهبط من عزيمة المفصولين لكي يتراجعوا أو ييأسوا من المطالبة بحقوقهم.

لعبة الكلمات التي تتفنن فيها الجهات الرسمية، أصبحت مكشوفة لدرجة أنها أصبحت غير مستساغة بل مفضوحة في الكثير من الأوقات.

كل ما نأمله أن تفي السلطة بتعهداتها التي وقعت عليها في الاتفاق الثلاثي، وأمام منظمة العمل الدولية في إنهاء ملف المفصولين بشكل كامل وحقيقي، ودون المس بأي حق من حقوق المفصولين.

إقرأ أيضا لـ "هاني الفردان"

العدد 3514 - الجمعة 20 أبريل 2012م الموافق 28 جمادى الأولى 1433هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان
    • زائر 17 | 3:13 ص

      اذا اعتمدت الحكومة على الواشين لن ينصلح الحال

      اذا اعتمدت سياسة الحكومة على الواشين والمتمصلحين ، لن ينصلح الحال فما أكثر الواشين هذه الأيام كلما اختلفت مع أحد من الواشين المتغطرسين قال سأشتكيك للشرطة سأرفع اسمك للمسئول ( يفنشك ) سأقول انت تشتم الحكومة سأقول انك تتعرض للدولة ، هذا هو الحاصل وزد على ذلك وجود مسئولين ضعاف نفوس ويخافون مواجهة الحقيقة فيلتم المتعوس على خائب الرجا والضائع في الأخر المواطن المسكين الذين يقولون انه (قلة )

    • زائر 16 | 3:12 ص

      عودة المفصولين والموقوفين

      لو افترضنا جزافا بان الجميع قد عاد الى عمله تبقى هناك مسالة اخرى بان من عادوا نقلوا الى وظائف اخرى والجزء الاخر ممن هم على درجات تنفيذية مثل المدراء لم تصدر بحقهم قرارات وبالتالي غير مسموح لهم بممارسة وظيفتهم رسميا ولا حتى التوقيع على اي ورقة ذلك غير الإهانات اليومية لهؤلاء، الى متى يستمر هذا المسلسل ؟ لو تعلم الدولة كم ستكلفها هذه السياسة؟ وكم ستوسع من دائرة معارضيها ؟ لما جاز فت واتخذت هذه القرارات .

    • زائر 15 | 3:10 ص

      أوامر من فوق

      أأيد تعليق رقم 2 وأضيف بعد وزير ثاني لا هش ولا ينش والمتحكم الأول وكيلة الوزارة بأوامر من فوق .

    • زائر 14 | 2:58 ص

      محاكم

      عدنا لمحاكم التفتيش ولهذه الثلة من الطائفة فالمطارق إدق على رؤسنا

    • زائر 13 | 2:05 ص

      لو كان هناك أقل من القلة لقالوه

      هل من مخترع لاقل من القلة غير الصفر حتى يستخدم لوصف حالة المفصولين الذين لم يعادوا الى وظائفهم

      ماهو تعريف القلة في نظرهم ؟

      القلة في الصين لها دلالة وفي البحرين لها دلالة

      فايهما المعني والمقصود

    • زائر 12 | 2:03 ص

      فقط للواجهة

      القرار في يد حفنه في هذا البلد

      كم تصريح سمعنا اخر موعد وكلها لم تصدق فثبت الكذب

      لماذا لم يحاسب من فصل حتى الان

      لانهم المتحكمون بجميع مفاصل الدولة يامرون فيتم الفصل ليس بارادة المسؤول بل بارادة من الحفنة المحكمة بمصير البلد

    • زائر 11 | 2:01 ص

      ما هو أصغر؟ قِلَّة أم شرذمة؟

      سؤال محيرني.. ما هو أصغر: قِلَّة أم شرذمة؟ أفيدونا رعاكم الله..

    • زائر 10 | 1:51 ص

      دون المساس بحقوقهم الوظيفية

      عبارة دون المساس بأي حق من حقوق المفصولين
      تعني أنه لابد من إرجاع الموظف الى سابق عهده و بنفس وظيفته السابقة وليس معناها ان يعود مهمشا في أي وظيفة هامشية او إذلالية بالنسبة لتخصصه وسنوات العرق الذي بذلها ليتطور في وظيفته السابقة.

    • زائر 9 | 1:21 ص

      لعب وتلاعب بالألفاظ وحقيقة المشكلة باقية

      قلّلوا منها او لم يقلّلوا فالمشكلة هي المشكلة باقية وسوف تظل تؤرق الوطن وسيصل صوتها للعالم حتى ولو كان واحد يستطيع الآن رفع عقيرته وايصال صوته للعالم.
      عالم اليوم غير امس وقد جربوا ذلك وعرفوا ان العالم كله وقف وقفة ضد المساس بأرزاق الناس وهذا حق لا منازع فيه.
      فليتعلموا مما حصل ويرجعوا الناس الى اعمالها ليس هذا الوقت الذي يمكن عقاب الناس بهذه الطريقة فالعالم مفتوح على بعضه ورغم علّات المجتمع الدولي لكن هناط خطوط حمر مثل الارزاق لا يمكن المساس بها

    • زائر 8 | 1:09 ص

      اللعب بالمفردات والكلمات لم يوجد حلا

      التلاعب بالالفاظ لتسويق بعض الامور الغير صحيحة للخارج لن يحل المشكلة وهي باقية على الارض ستبقى تؤرق الوطن ولم يعد بالإمكان الآن اخفاء الحقيقة باللعب بالكلمات لقد اصبح الآن العالم مفتوح على بعضه ولو ابقيت شخصا واحدا مفصولا لاستطاع ايصال قضيته للعالم وبأسهل الطرق. لذلك نقول حلوا المشكلة احسن وجوزوا عن سوالفكم هذه اللي جربتوها وما نفعت وبالنهاية ما صح الصحيح.
      اليوم غير امس انتبهوا بسكم عاد خذوها من قصيرة ولا تتمادوا في المماطلة واحد او عشرة هم مواطنين مفصولين بغير حق ارجعوهم وكفى

    • زائر 7 | 12:55 ص

      ياولد الفردان اليك قصتي وهي مشابهة للعشرات واليكم الحكم ياقراء

      الشركة الكبرى وهي صناعية واقالت اكثر من 450 عامل وموظف وانا احدهم لم اقم بجرم ولم اتغيب وحتى وان ذهبت للدوار فهذه ليست تهمة لكن كون رئيسي في العمل يرسم على وظيفتي فلقد اقالني هكذا فقط ليحل ابن اخيه مكاني وبعد هذه الشهور الطويلة تم ارجاعنا لكن ليس لوظيفتي التي احمل فيها شهادة جامعية متخصصة انما للمصهر كعامل فهل يقبلها عاقل واقول لقد رفضت التدوير الظالم وشكوت امري لرب العباد لينتقم لي من كل ظالم تجبر واقول سنظل صامدين فلن نموت جوعا لكن سنترك اثر صمودنا على المستقبل ان لايجرأ اي ظالم باقالة اي موظف

    • زائر 6 | 12:25 ص

      اتفق مع الوزير فى كلمة ( قِلَّة ) ولاكن اختلف معه فى القصد

      اتفق مع الوزير فى كلمة ( قِلَّة ) ولاكن اختلف معه فى القصد
      نعم فهم قِلَّة لعدم وجود من يحمل نفس التخصص كــ استشاري جراحة المخ والأعصاب طه الدرازي
      والدكتور علي العكري والكثير من المفصولين الذين هم قِلَّة في تخصصهم ونشاهد ونسمع معاناة المواطنين من بعد ايقافهم ,
      نعم هم قِلَّة

      ,هؤلاء يا سعادة الوزير بعض دول الخليج تتمنى ان تحصل عليهم وبرواتب تفوق راتب وزير بحريني

    • زائر 5 | 12:24 ص

      اشوي

      مب وايد

    • زائر 4 | 12:14 ص

      مسكين يا وزير العمل لاتهش ولاتنش

      القرار ليس بيد الوزير القرار بيد من عينه بس الريال صوري علشان مايقولون مافي وزير من الطائفة الفلانية

    • زائر 3 | 12:10 ص

      وماذا عن العسكريين

      اخي الكريم
      وماذا عن العسكريين وهم ليسوا بقلة ؟؟ على الرغم من ان اكثرهم ابرياء وتم فصلهم اما تشفبا او بوشاية واهية؟؟

    • زائر 1 | 10:38 م

      قلة على قاعدة ,,,,

      قلة على قاعدة ثلة وشردمة ومجموعة وووووو

      للتصغير والاهانة والاستهزاء والتحقير


      لكن حتى لو كان القلة واحدا وله حقوق اليس من العدل اعادة خقوقه له خاصة اذا سلبت منه سلبا

      والسالب والغاصب لها معروف ومنظور ومشاهد ويعلن مسؤوليته

      تلك هي قواعد التلاعب بالحقوق والضرب على يد سالبها

اقرأ ايضاً