قال مدير عمليات مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الانسانية إن المنظمة الدولية تأمل بالحصول على تصريح من الحكومة السورية في الأيام القادمة لإرسال المزيد من عمال الإغاثة الى البلاد لمساعدة ما لا يقل عن مليون شخص بحاجة الى مساعدة عاجلة.
وأضاف جون جينج أن سوريا اقرت بأن هناك "احتياجات انسانية خطيرة" وبأن هناك حاجة الى التحرك لكن المسائل المتعلقة بالنقل والامداد والايواء ومنح التأشيرات لعمال الإغاثة مازالت قيد النقاش. ومضى يقول "الآن هي مسألة تنفيذ هذه الخطط. في هذا الصدد نحتاج الى المزيد من الانخراط الفعال مع السوريين حتى ننفذ هذه الخطة." وأضاف "الخطوة التالية في العملية التي نريد إتمامها في غضون ايام... هي الاتفاق على تفعيل الخطة ليتزامن مع هذا حشد الموارد لتحقيقه."
ومن المهم الحصول على موافقة سوريا على الخطة وحشد وكالات الاغاثة الشريكة لما قال جينج انها ستكون "عملية انسانية ضخمة". وكان جينج يتحدث الى الصحفيين بعد المنتدى الانساني السوري الذي عقد في جنيف لبحث خطة مساعدات قيمتها 180 مليون دولار على مدى ستة اشهر وتستهدف مساعدة ما يقدر بمليون شخص في سوريا. ومن المقرر ان ينتشر فريق طليعي من مراقبي الامم المتحدة في سوريا خلال الاسبوع القادم لمراقبة وقف اطلاق نار هش فشل حتى الان في وقف اراقة الدماء.
وقال جينج ان الخطة - التي وضعت بعد بعثة تقييم مشتركة مع مسؤولين سوريين الشهر الماضي - تستهدف تقديم مساعدات غذائية وطبية وادوات طهي للعائلات النازحة التي فقدت المأوى ومساعدات مالية للاسر التي تأويهم.
وعلى صعيد منفصل طلبت مفوضية الامم المتحدة العليا لشؤون اللاجئين 84 مليون دولار لمساعدة اكثر من 60 الف لاجئ سوري فروا إلى الاردن ولبنان وتركيا والعراق.
وقالت المتحدثة باسم المفوضية مليسا فلمينج في افادة صحفية ان المفوضية تلقت 19 في المئة فقط من التمويل الذي طلبته.
واعلنت الولايات المتحدة انها ستتبرع بثمانية ملايين دولار اضافية للشعب السوري تخصص في أغلبها للمساعدات الغذائية والرعاية الصحية مما يرفع مساهمتها إلى 33 مليون دولار.
وقالت مصادر بالامم المتحدة ان كندا والصين والسويد تعهدت بتقديم مساعدات خلال المحادثات.
وقال جينج إن برنامج الأغذية العالمي التابع للأمم المتحدة يهدف الى مضاعفة عدد من يساعدهم في سوريا هذا الشهر الى 200 الف بعد أن كان 100 الف في مارس آذار.
وشارك مندوب سوريا بالأمم المتحدة في جنيف فيصل خباز الحموي في المحادثات المغلقة مع ممثلي الدول المانحة ومنظمة التعاون الإسلامي والجامعة العربية ومكتب الشؤون الانسانية التابع للاتحاد الاوروبي.
وعلى صعيد منفصل قال الحموي للصحفيين إن الاجتماع كان بناء لكنه اتهم بعض الوفود التي لم يسمها بمحاولة تسييس المساعدات الانسانية.
وأضاف "نحن مستعدون للتعاون لكننا نأمل أن يدخلوا البيت من بابه الأمامي وليس من النافذة... ليست لدينا اي أزمة في سوريا فهي ليست الصومال."
ولدى سؤال جينج عن ضمانات من السلطات السورية بشأن إمكانية الوصول قال "هذه هي القضية المحورية لما نتفاوض بشأنه.. الدخول وطاقة الوكالات الانسانية والمنظمات على الارض."
وقال "علينا ان نتفق على زيادة هذه القدرة وعلينا ان نتفق على المسائل العملية أي المسائل العملية الخاصة بالتنظيم والادارة واستخراج التأشيرات للموظفين."
ومنعت وكالات الأمم المتحدة من العمل في سوريا حيث اللجنة الدولية للصليب الأحمر هي الهيئة الدولية الوحيدة التي تنشر عمال إغاثة.
ووفرت وكالات للأمم المتحدة بعض إمدادات الإغاثة ليوزعها الهلال الأحمر العربي السوري.
وقالت اللجنة الدولية للصليب الاحمر في بيان اليوم الجمعة ان الاضطرابات في سوريا ما زالت تتسبب في معاناة ونزوح جماعي. وقال نائب رئيس وفد الصليب الاحمر في سوريا الكسندر ايكوي "هناك تدفق مستمر للناس الذين يغادرون منازلهم بحثا عن ملاذ آمن... وبينما تمكن البعض من الانتقال للسكن عند اقارب لهم او اصدقاء او حتى غرباء عنهم يرغبون في المساعدة لم يكن لدى البعض الاخر خيار بديل عن اللجوء للمدارس والمساجد والكنائس." وقدمت اللجنة الدولية للصليب الاحمر والهلال الاحمر العربي السوري عبوات أغذية لستين الف شخص في عدة محافظات خلال الاسابيع الاخيرة إلى جانب ادوات نظافة ومناشف وبطاطين وافرشة. وقال المتحدث باسم اللجنة الدولية للصليب الاحمر هشام حسن ان السلطات السورية سمحت للمنظمتين بحرية اكبر خلال الاسابيع الاربعة الماضية في دخول مدن من بينها حمص.