أكد سياسيون ونشطاء مصريون أهمية مليونية "تقرير المصير" التي دعت اليها جميع القوى السياسية اليوم الجمعة ورأوا أنها تمثل إعادة توحيد الصفوف بين مختلف القوى على الساحة.وقال عماد عبد الغفور رئيس حزب "النور" السلفي أن مليونية اليوم "تأتي للمطالبة باستكمال أهداف ثورة 25 يناير التي أطاحت بالرئيس المصري حسني مبارك في شباط/فبراير 2011".وقال عبد الغفور ، في تصريح لوكالة الأنباء الألمانية(د.ب.أ) إن مليونية تقرير المصير "تعطي زخما جديدا وكبيرا للثورة من أجل أن ينعم المصريون جميعا بما يستحقوه من حياة كريمة".وأعرب عبدالغفور عن أمله في أن تخرج مليونية اليوم "سلمية وبدون فوضى" وأن يقدم المحتشدون جميعهم "مصلحة بلادهم بعيدا عن أي مصالح شخصية أو آنية".
وقال د. جمال زهران رئيس قسم العلوم السياسية بجامعة قناة السويس وعضو مجلس الشعب السابق إن مليونية اليوم "هي بالفعل مليونية تقرير المصير والاقرار بأن مسار الفترة الانتقالية كان مسارا خاطئا".وقال زهران لوكالة الانباء الالمانية، إن مليونية اليوم "تعد محاولة لاسترداد المسار الحقيقي للثورة الذي كان يجب أن يبدأ بقانون تأخر كثيرا وهو قانون العزل السياسي".وأضاف أن هذه الجمعة تأتي لتقول "كفى عبثا بالثورة وكفى عبثا بالوطن" فالقوى الثورية التي أشعلت الثورة قادرة على حمايتها".ونبه إلى ضرورة فرض الحراسة على أتباع وأركان نظام الرئيس السابق حسني مبارك والإسراع في محاكمتهم ، مشيرا إلى ضرورة اتباع "المدخل الحقيقي لبناء ديمقراطي".بدوره ، أكد جورج إسحاق الناشط السياسي إن مليونية اليوم تمثل "عودة اللحمة بين كافة الأطراف السياسية المختلفة من أجل حماية الثورة والوطن".وطالب إسحاق ، في تصريح لـ(د.ب.أ) ، " حزب الحرية والعدالة (الذراع السياسية لجماعة الإخوان المسلمين) بالاعتذار عن مواقفهم والعودة إلى الجماعة الوطنية في ميدان التحرير".ودعا إسحاق إلى أن تسحب جماعة الإخوان المسلمين مرشحها لانتخابات رئاسة الجمهورية المقررة في الثالث والعشرين من أيار/مايو المقبل.كان عشرات الالاف من المصريين توافدوا منذ الصباح الباكر على ميدان التحرير بقلب القاهرة للمشاركة في مليونية اليوم التي يطلق عليها جمعة "تقرير المصير" وأيضا "تسليم السلطة" و"حماية الثورة" و"لم الشمل" بين جميع القوى السياسية والثورية.وشيد المتظاهرون المنصات في الميدان استعدادا لانطلاق فعاليات المليونية التي من المتوقع أن تصل ذروتها عقب صلاة ظهر الجمعة حيث يتوافد الالاف من المساجد من أنحاء القاهرة والجيزة على الميدان الذي صار رمزا للثورة الشعبية التي أطاحت بالنظام السابق بعد ثلاثة عقود في الحكم.وانتشرت اللجان الشعبية على مداخل الميدان وفي أنحاء متفرقة منه تحسبا لتسلل عناصر قد تفتعل مشاكل أو تثير فوضى، مثل البلطجية، ، فيما انتشر الباعة الجائلون وباعة الأعلام في أماكن عدة.يتوقع محللون أن تشهد تلك المليونية زخما كبيرا خاصة أنها تأتي بعد قرار اللجنة العليا لانتخابات الرئاسة في مصر بإقصاء العديد من المرشحين لاسيما مرشحي التيار الإسلامي.وقامت القوى السياسية والائتلافات الثورية بالعديد من التحركات شعبية في جميع المحافظات استعدادا للمليونية ودشنت العديد من الحملات المتنوعة لمحاربة مرشحي "الفلول" حيث رسموا على الحوائط وكتبوا الشعارات ضد مرشحي الفلول أحمد شفيق وعمرو موسى في عديد من أنحاء مصر.وتشهد عدة محافظات مصرية مظاهرات مماثلة.