العدد 3513 - الخميس 19 أبريل 2012م الموافق 27 جمادى الأولى 1433هـ

حزب الحمير الكردستاني!

قاسم حسين Kassim.Hussain [at] alwasatnews.com

كاتب بحريني

من أهم الأخبار المثيرة خلال هذا الأسبوع، إزاحة الستار عن تمثال «حزب الحمير الكردستاني»، في مدينة السليمانية شمال العراق.

الخبر تداولته الكثير من الصحف العربية، واهتمت به العديد من الفضائيات العالمية، وجذب إليه آلاف العراقيين لالتقاط صور تذكارية أمامه، فالتمثال يتشكل من رأس حمار يرتدي بدلةً أنيقةً وربطة عنق، وهو مصنوعٌ من البرونز. كما أنه أقيم في ساحة «نالي»، نسبةً لشاعر كردي كتب قصيدة شهيرة عن السادة الحمير، حسبما جاء في أحد التقارير.

قبل سبعين عاماً، ألف توفيق الحكيم رواية «حمار الحكيم»، يروي فيها كيف كان ذاهباً ذات صباح إلى دكان الحلاق، فشاهد حماراً أعجبه حسنه ورشاقته وقدّه المياس فاشتراه، واستطاع أن يدخله إلى الفندق حيث يقيم بعدما رشا الحارس بقطعةٍ فضيةٍ.

طبعاً لم تكن المسألة مجرد تسلية أو خفة دم، فالحكيم كاتبٌ ومفكرٌ وأديبٌ، وقد ذهب في تعريته ونقده للواقع المصري الذي يسيطر عليه الفقر من خلال مقارنة الفلاح المصري بنظيره الفرنسي. وكذلك الحال مع تمثال حزب الحمير الديمقراطي الكردستاني الذي تم تدشينه قبل أيام، إذ حضره عددٌ من الفنانين والمثقفين الأكراد. وأوضح أمين عام الحزب، واسمه عمر كلول، في تصريح صحافي، أن لتمثال الحمار معاني عميقة، فقد لعب الحمار دوراً مهماً في نضال الأكراد، وكان الصديق الصدوق والزميل المخلص الودود، للمقاتلين في تلك البيئة الجبلية الوعرة، لعشرات السنين. وذكّر في لقاء مع «بي بي سي» أن الناس كانوا يعتقدون أن الحمار هو أغبى الحيوانات، وأن القرود هي أكثرها ذكاءً، ولكن ثبت أن الحمار من أذكى الحيوانات على الإطلاق... لكنه صبور!

كلول من الآباء المؤسسين القدامى، إذ كان يرفع شعار: «بسبب انحرافات البشر يجب أن نعيش كالحمير»! وحين سعى مع مجموعة من أصدقائه لتشكيل جمعية للدفاع عن حقوق الحمير أواخر السبعينيات، هدّد النظام العراقي السابق أعضاء وناشطي الحزب من مغبة الاستمرار في مثل هذا النشاط الحقوقي الهدّام والمشبوه لارتباطه بأجندات خارجية ودول أجنبية! وحين اتُهم بالسعي نحو الشهرة باستخدام اسم الحمير، كماركة تجارية، رد قائلاً: «أليس شعار أكبر حزب أميركي هو الحمار؟»، (في إشارة للديمقراطي حزب أوباما وسلفه بيل كلينتون وزوجته هيلاري).

حزب الحمير الوطني الديمقراطي الكردستاني، تأسّس العام 2005 واعتُرف به رسمياً، حتى أنه طالب قبل عامين حكومة إقليم كردستان عبر عريضة وقّعها مئات الأعضاء، بتقديم دعم مالي لافتتاح محطة إذاعة تسمى «زارين» (وتعني النهيق باللغة الكردية الفصحى)، وذلك ليتسنّى للحمير متابعة آخر أخبار وحروب وحماقات البشر، الذين لايزالون منذ قرون طويلة، يقتلون ويسبون ويقطعون أرزاق بعضهم بعضاً. والغريب إن حكومة كردستان منحتهم 800دولار فقط (260 دينار)، لافتتاح الإذاعة، بينما لايكفي لشراء جهاز تلفزيون (LCD)!

حزب الحمير الديمقراطي له مقرٌ رئيسي وعدة فروع في شمال العراق، ويركّز هيكله التنظيمي على حياة السادة الحمير ويسعى لتحقيق رفاهيتهم! وتتوزّع درجات عضويته بين «جحش» و «حمار» و «إتان» (وهي أنثى الحمار... إيماناً بالمساواة السياسية بين الجنسين) و «حمار فخري»! وتُمنح العضوية الفخرية لمن قدّم خدماتٍ جليلةً أو تبرعاتٍ سخيةً أو مساعداتٍ عينيةً مثل القت (البرسيم) والشعير للحمير!

إقرأ أيضا لـ "قاسم حسين"

العدد 3513 - الخميس 19 أبريل 2012م الموافق 27 جمادى الأولى 1433هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان
    • زائر 20 | 9:38 ص

      هاد الكان ناقص بس.......

      ماكان ناقصنا غير حزب للحمير بس لو انو كل البشر الحمير بينتسبولو كانو كسحو العالم وصارو قوه عظمى (بس حمير) بس كان شي حمار حكم العالم.... والله شي ببكي العالم العربي كيف عم يتحارب وعم يتقتل وكل حمار من كل الاحزاب داير على تأسيس حزبو حتى لو كان دعمو من عدو أو عفوا بجوز مابيعتبرو ايركا او حتى الكيان الصهيوني عدو .. اصلا نحن العرب حرام نعيش

    • زائر 19 | 2:34 م

      من يعيش في المناطق الجبلية الوعرة يعرف أهمية الحمار ووفائه و ذكائه و صبره ... ام محمود

      في الطابق و يدخل كل حجرة يجد بابها مفتوحا و قد وصف توفيق الحكيم الحمار بقوله يا له من أحمق ! شأن أكثر الفلاسفة يبحثون عن أنفسهم في كل مرآة و لا يعيرون الجميلات التفاتا و عندما قدم الحكيم الرضاعة للحمار رفض أن يشرب فأخذت السيدة الرضاعة و قدمت اللبن للحمار.
      __
      استاذ قاسم عندما نُشر الخبر في الوسط اون لاين توقعت بانك ستكتب عنه لأنك الوحيد من بين الكتّاب القادر على استخدام هذا الاسلوب الصعب في كتابة المقالات وتوصيل ما تريد قوله
      أنا أشعر بالأسى لأني رأيت الكثير من الصبية يضربون الحمار عندنا بقسوة

    • زائر 15 | 4:22 ص

      سنابسيون

      من صدقك سيد اللي قاعد تقوله لو تمزح هههههههه بصراحه الموضوع حلو وواقعنا المر يحتاج لبعض الضحك لننسى هذا الواقع المتعب خصوصا ليوم الجمعه
      وجمعه مباركه يا سيد

    • زائر 14 | 4:13 ص

      عالم البشر

      صدقت يبوهاشم ما فيه حمير تتآمر ضد بعضها وتقتل بعضها وتسب وتشتم وتخون بعضها.هذا لا نده الا في عالم البشر.

    • زائر 12 | 3:51 ص

      الله يكون في العون

      هنيئا للحمير حصلوا ليهم ناس اتدافع عنهم الله لينا اللي محد مفتكر فينا

    • زائر 11 | 3:38 ص

      السمع و البصر وصوت الصورة

      يصعب وزن او قياس سرعة عصر السرعة بالكيلو او المتر اوالوحدات المعروفة الأخرى..
      لكن المعلوم ان الضوء أسرع من الصوت .. فالصورة التي نقلتها قنوات التلفزيون المختلفة من أرض دجلة والفرات قد وصلت وما هذا الا دوي ما حصل في تلك البلاد..
      صوت وصورة .. لكي لا تكون حجة لدى البشر...!!!
      فما الذي وصل الصوت ام صورته؟؟

    • زائر 10 | 3:37 ص

      السلم والمسيقي والمقام

      عرف الكثير من الناس الحضارات التي نشئات في بلاد الرومان وبلاد الرافدين .
      واشتهرة شعوب وقبائل هذه البلاد بالكثير من الذي توصلو اليه، ومنها السلم المسيقي و في بلاد الرافدين عرف المقام..
      فالعلاقة واضحة في علاقة النشاز من الاصوات وأنكر الاصوات وهذه على ما يبدو رسالة للعالم؟؟
      فما علاقة الصوت باالتمثال الرمز "الصورة"؟؟

    • زائر 9 | 3:25 ص

      جاء ذكر الحمار والحمير اكثر من مرة في القرآ ن الكريم

      ".......مثل الحمار يحمل اسفارا "
      ((وأن انكر الاصوات لصوت الحمير ))
      لكن بصراحة أن الحمير مكرمين عن بعض الاوادم الذين يحملون نفسية مريضة و مؤذية لابناء جلدتم البشر
      لكن الحمير لا بؤذون احد ابدا
      اقرأ مقالة في نفس الاعمدة ــ الوحش الذي ربيناه ثم التهمنا .

    • زائر 8 | 3:15 ص

      الحق ... غريب

      وإليكم الخلاصة من المقال ،في هذه الأيام ثبوت الحق شيء غير معرفته، غير الإقتناع به،غير الثبات عليه،غير الدعوة إليه،وحتماً غير الدفاع عنه ، ولقد رأينا – وجمعية الحمير- في تجاربنا مع الأيام أن الحق "غريب مستوحش " يموج في عالم الأباطيل موجاً وتتوارثه عصبيات وسلطات جاثمة يستبد بها الطيش ، ويشيع فيها الجور وتننتشر خلالها الشخوص الموقّرة والحكومات المرهوبة ، والملوك المقدسون ! . وتحياتي لكم ... نهوض

    • زائر 7 | 2:48 ص

      مقالة رائعة

      لقد قرأت مقالك وأعجبني كثيراً. ولديك قراء أيضاً فى ألمانيا . د هوبرت لانغ، السفير الالماني السابق.

    • زائر 6 | 2:20 ص

      هو الاختيار الصح للشباب .......هاني

      ان الحمار مع الحمار مطية
      فاذا خلوة به فبئس الصاحب
      هذا بييت من الشيخ المفيد رحمة الله عليه يتكلم عن الحمير
      الصراحه انا هم رايح اشترك مع الجمعية الحمير اللي في العراق ليش لانه الحمير في العالم كلهم حمير مافي تفرقه ابدا حقوقهم مصانه مع الحمير وكل حمار ليه خصوصيته ويبقا الحمار حمار ولو اهنته او اكرمته ورايح ادعمهم بالحموريه الخاصه بي وشكرا واكون اول حمار بحريني بجمعية الحمير العراقيه برتبت حمار وحش او جحش

    • زائر 5 | 1:11 ص

      كما يمثل الصبر يمثل

      كما يمثل الحمار الصبر فهو يمثل صورة من صور الظلم

      والظلم كما يبدو لايسلم منه سالم لان الفاعل له واحد

      يمارس ويعكس ما في نفسه

      والظلم وممارسته مرض يصيب الفاعل ويفع ثمنه لاحقا

      المظلوم وبعده يدفع الثمن الظالم وهوأشد أمضى

    • زائر 3 | 12:07 ص

      ماعند حچي

      أنا مافهت ما ترمي اليه ...يمكن تقصد المثل الشعبي (الروس نامت والعصا عص قامت)

    • زائر 2 | 11:36 م

      بهلول

      هل تعلم بأن البرسيم و الشعير هما كنزان غذائيان و من أفضل ما يمكن أن يتناوله الإنسان؟ وأن الحمار هو أيضاً شعار و قدوة للحزب الحاكم في أمريكا؟

      ليتنا نأكل مثل ما تأكل الحمير

      و نعمل بجد مثل ما تعمل الحمير

      و نرفس من يريد فقط أن يركب الحمير

      و ننهق على من يريد فقط أن يستغل الحمير

    • زائر 1 | 11:15 م

      ** مــوضــوع مــضحـــك

      على العموووم شكرا ابو عمار على موضوع اليوم وكل مواضيعك .
      (( الحمار حمار ولو ألبسته ذهبا ))
      إذا فقد الانسان عقله فقد فقد إنسانيته فهو كالحيوان . وم أكثر الذين عقولهم مغيبة في الفريزر .
      ونهاية موضوعك مضحكة جدا جدا ...... وسلامتكم ......

اقرأ ايضاً