عندما تريد أن تشاهد التوتر والانزعاج والسرعة في وجوه أعداد كبيرة من اللاعبين البحرينيين، عليك بمشاهدة كل ذلك لدى حديثهم للقنوات التلفزيونية، ففي الكثير من الأحيان تكون التصريحات «فاضية» ولا تحمل أي معنى، فالسؤال في واد والإجابة في واد آخر.

أنا هنا لا أعمم على جميع اللاعبين الذين يدلون بتصريحاتهم للقنوات التلفزيونية، فهناك عدد كبير من اللاعبين يمتلكون الجرأة في الحديث ويخرجون بـ «زبدة» ممتازة لدى حديثهم، لكنني أقصد اللاعبين الآخرين وحتى بعض الإداريين، فعندما يتحدثون كأن الكاميرات تتحول إلى «أشباح» تستعد للانقضاض عليهم، أو كأنهم يشاهدون أفلاما مرعبة وكوابيس يريدون التخلص منها بأسرع وقت ممكن، فترى إجابتهم كالبرق وبالمختصر الغريب وليس المفيد.

ثقافة التحدث أمر ضروري لابد أن يتحلى به الجميع، فليس من العيب الخطأ في المرة الأولى أو الثانية وحتى الثالثة، فربما يكون الأمر مرعبا في المرات الأولى لكن الثقة ستزداد بعدها، والعتب ليس فقط على اللاعبين، فهناك بعض الإداريين أسوأ بكثير عند التحدث للقنوات التلفزيونية.

البعض يخرج بتصريحات مفيدة للغاية، فهناك الكثير من الشخصيات المميزة ثقافياً في الحديث، يتحدثون بلباقة وفكر كبير يدل على ثقافتهم وحنكتهم، وبالإمكان الاستفادة منهم، والبعض الآخر يبدأ بالتهرب عن الحديث، وربما يعذر من يتهرب لأنه أفضل بكثير من الشخصيات التي تحب «الشو» التي تنطبق عليها المقولة «نافخ صدره على خرطي»!

عندما نقول بأننا نسير على خطى الاحتراف، فمن الممكن أن تكون هناك قنوات كثيرة تنقل الدوري ولن يقتصر على قناة البحرين الرياضية، فهل من المعقول أن تغيب ثقافة اللاعبين في التصريحات وخصوصاً أن المشاهد يريد أن يسمع آراء معقولة ومقبولة وليست «أدينا مباراة جيدة ومشكورين»! والأكثر من ذلك أن البعض يعطي الكاميرا ظهره خوفاً من الارتباك أو الخطأ في الكلمات ولسان حاله يقول «متى أخلص وأفتك»!

لو ألقينا نظرة سريعة على حديث اللاعبين الخليجيين بعد انتهاء المباريات أو قبلها، سنرى الفروقات شاسعة وبعيدة كل البعد عما يحدث لدينا.

أخيراً... أتمنى أن يعي اللاعبون والإداريون هذه النقطة المهمة التي تحرج الشخص نفسه، فهناك الكثير من المتابعين لكل ما يدور حول الكرة البحرينية في الدول الخليجية. والله من وراء القصد.