وأخيرا قرر الإعلاميون أن يكون لهم صوت عبر تجمع محلي غير ذلك الموجود على الساحة والذي يمثل «بعض الصحافيين» دون غيرهم، ليكون عنواناً لمن يريد أن يدافع عن حقه وحق زملائه بعد أن أغفلت جمعية الصحافيين هذا الدور الذي كان يجب عليها أن تضطلع به منذ بداية انتهاك حقوق الصحافيين في البحرين.
عشرات المفصولين، عشرات الذين تعرضوا للانتهاك عبر التحقيق والاعتقال ولم يرف للجمعية طرف ولم تدافع عن حق أعضائها المنتهك، وحتى بعد أن أطلقت ميثاقها لم تنبس ببنت شفة إثر اعتقال أحد مؤسسيها وتعرضه للضرب بينما كان يشارك في مسيرة سلمية بالمنامة قبل أقل من اسبوعين.
بعد كل هذا الصمت المطبق من قبل الجمعية قررت جماعة من المتضررين من الإجراءات التعسفية كالفصل، والتشهير، والإبعاد عن المناصب، والخصم من المعاش، والتوقيف، وما صاحب هذه الانتهاكات من أذى نفسي وأسري، قرّروا تكوين تجمع تحت عنوان «مجموعة 19» ليضم اليه بعض المتضامنين معهم من أدباء ومثقفين واعلاميين وشعراء وفنانين وموسيقيين، مجموعة تعمل على دعم ومساندة بعضها البعض، مستلهمة اسمها من المادة 19 من الاعلان العالمي لحقوق الانسان التي تنص على ان: «لكل شخص الحق في حرية الرأي والتعبير، ويشمل هذا الحق حرية اعتناق الآراء دون أي تدخل، واستقاء الأنباء والأفكار وتلقيها وإذاعتها بأية وسيلة كانت دون تقيد بالحدود الجغرافية».
وضعت المجموعة لها أهدافا وخطوات أولى للعمل بعد اجتماعات خاصة توجت باجتماعات موسعة حضرها عشرات المهتمين الذين من المتوقع أن يزدادوا مع الأسابيع المقبلة. أهدافها انسانية وثقافية وتخصصية لا دخل لها بالسياسة ولا بالانتماء، ومن أهمها: كشف جميع الإجراءات التعسفية التي تعرض لها المثقفون والفنانون والأدباء والكتاب والإعلاميون والفنيون في الوسط ذاته، بجميع الوسائل وعلى كل المستويات والمجالات، وإسقاط التهم وإبطال الإجراءات التأديبية التي تعرض لها هؤلاء فيما يتعلق بأعمالهم ومواقعهم الوظيفية، وإرجاع جميع المفصولين إلى مواقعهم الوظيفية، وتعويضهم عما أخذ منهم وما حرموا منه من ترقيات وزيادات خلال فترة فصلهم أو توقيفهم، والاعتذار رسمياً من قبل الجهة أو الإدارة المسئولة لكل من تعرض من هؤلاء إلى إجراء تعسفي مهما كان نوعه، ومحاسبة كل من تثبت مساهمته في التحريض والتدليس والدس والوشاية بحق هؤلاء المتضررين، واتخاذ الإجراءات القانونية تجاهه، ونشر وتقوية روح التضامن والتعاضد بين عناصر الجماعة، وتحفيز طاقاتها المبدعة وتوظيفها في صالح المجتمع والوطن.
أهداف كان على جمعية الصحافيين أن تقوم بها ولكنها أبت إلا أن تلتزم الصمت وكأنها انشئت لتكون مظلة لصحافي دون آخر بحسب مزاجها.
كلنا يأمل خيرا في هذه المجموعة التي ضمت خيرة الاعلاميين في مجالاتهم، وتسامحهم ونبذهم للتفرقة وكرههم «الاصطياد في المياه العكرة»، وما ضاع حق وراءه مطالب.
ومضة:
«قلبي معكم يا من تقاتلون من أجل التغيير وجموع الأهل من حولكم، يرددون دعاءهم الأثير: «الله لا يغيّر علينا»!
محمد الرطيان
إقرأ أيضا لـ "سوسن دهنيم"العدد 3512 - الأربعاء 18 أبريل 2012م الموافق 26 جمادى الأولى 1433هـ
19 19 19
*** أختي بنت الدهنيم الموقرة : ـــ موضوعك عين الصواب وكلامك عسل مصفى نقرأه فنشفى .
كنت
أعتقد رقم 19 هو عدد المفصولين ،، أو تاريخ تجمعهم ،، أو يوم تم فصلهم ،،، أو يوم عودتهم ( إن شاء الله ) ــ أو يوم ذكرى إستشهاد الشهيد هاني عبدالعزيز البلادي .
أو عدد مجلس إدارتهم .
اللهم غير سوء حالنا بحسن حالك
الى الامام يا اعلاميين
الله مع الحق وهو ناصركم
خطوة جرئية
هذا المقال رائع استاذة سوسن. نحن الان نقرأه في وزارة الثقافة ونقول ان الموضوع فعلا حساس جدا ورائع جدا وكان يجب عليكم أن تقوموا بهذه الخطوة منذ فترة طويلة وليس الان. شكرا للاعلاميين الذين قرروا التحدث والدفاع عن حقوقهم . وشكرا للمتضامنين معهم ولكن لا تنسوا من فصلوا من هنا أيضا من الموسيقيين والمثقفين وجعوا لهم الدعوات وسترونهم في افضل حال.