يردد المواطن البحريني الأصيل والذي يحمل الوطن في أعماق قلبه، يردد هذه الأيام دعوات أكاد أسمعها تتكرّر يومياً في المجالس والبيوت والمقاهي الشعبية وفي القرى والفرجان... الله يحفظ البحرين وأهلها من كل شر ومكروه. الله يديم المحبة والمودة والمعروف بين سنة وشيعة أهل البحرين. الله يلم شملهم ويوحد كلمتهم... والله المستعان.
إن من لا يصدّق ذلك عليه أن ينزل من برجه العاجي إلى الواقع... واقع المواطن البحريني البسيط ويتحاور معه، وسوف يجد الألم والحسرة تعتصر قلبه على المنزلق الخطير الذي وصلت إليه البحرين. سوف يجد في أعماق مشاعره الحب الصادق للجميع. سوف تجده يتحسر ويضرب كفاً بكف على تلك الأيام التي يأبى اللسان فيها أن يقول هذا سني وهذا شيعي. سوف تجده يلعن هذا الزمن»الردى» الذي غيّب وهمّش الأوفياء والمخلصين لوطنهم، وأظهر على السطح أقزاماً أصبحوا كالفطر المسموم، ممن رهنوا وباعوا مبادئهم وكرامتهم للمنصب والمادة. بل من اًجل نشر بذور الفتنة والكراهية والحقد بين مكونات الشعب البحريني والمستفيد من التخندق والتشرذم الطائفي فئة تقتات وتعيش على هكذا وضع، حيث أن استقرار البحرين واستردادها لعافيتها يضع مشاريعهم الشيطانية والرامية لتعطيل عملية الإصلاح والتنمية في مهب الريح. وهنا نستحضر بيتاً للشاعر البحريني علي خليفة: «حظ الوفي ينكسر ويقوم حظ اللاش».
إن أهل الديرة الأوفياء قلوبهم تدمى نتيجة لتسارع وتيرة الأحداث الخطيرة، والتي حدثت مؤخراً من مواجهات بين الأمن والمحتجين، وهجوم مسلحين بملابس مدنية على بعض القرى والمحلات التجارية والتي كان عدد من رجال الأمن طرفاً فيها. أو انفجارات هنا وهناك وخطابات تحريضية تدعو إلى حمل السلاح ومواجهة الآخر، ويتم فيها استحضار الدين! ومن معاناة المواطن البحريني الأصيل التي ذكرناها، يمكن القول بأن البحرين يسودها نوعٌ من الفوضى ولكنها غير خلاقة.
يبدو لي ومن خلال قراءة المشهد والخطاب السياسي الذي يصدر عن الفرقاء السياسيين بين الفينة والأخرى، أن هناك أطرافاً وقيادات من هنا وهناك لا تملك قراءة واعية أو ناضجة للظروف الذاتية والموضوعية التي تعيشها البحرين هذه الأيام. فهي باختصار -أي تلك الأطراف- تلعب بالنار وبمصير شعب بأكمله، ولكن حذار ثم حذار فإنه كما يقال «من يلعب بالنار تحرق أصابيعه». فالبحرين في اعتقادنا تعيش هذه الأيام على صفيح ساخن، أو يمكن تشبيهها بالبركان الذي يوشك أن يثور ويرمي بالحمم على الجميع. حينها لن يستطيع أي أحدٍ من القيادات السياسية أياً كان موقفه أو موقعه، أن يقول ياليت... لأن «كلمة ياليت عمرها ما عمّرت بيت».
إن المواطن البحريني البسيط يستشعر خطراً يحدق بالبحرين، ربما لا يشعر به كثيراً القادة السياسيون أو الدينيون، أو المتاجرون بالوطن، والسبب بسيط لأنهم يمارسون لعبة... أجل لعبة، يمكن أن يطلق عليها أحياناً لعبة «كسر العظم» أو «عض الأصابع»، وهم على ما يبدو لا يدركون أن الوطن على وشك أن يحترق بسبب اندماجهم في اللعبة وربما لإدمانهم على هذه اللعبة... والخاسر الوحيد فيها دون شك سوف يكون الوطن.
ان شعب البحرين والذي يعد مثالاً يحتذى به في المدنية والتحضر، والذي انصهر في بوتقة واحدة عند المنعطفات التاريخية الوطنية، التي لم تستحضر خلالها الطائفية قط. وهو مطالبٌ اليوم وقبل الغد باًن ينتفض وينتصر للوطن، ولا يقف متفرجاً وسلبياً أمام جماعات الانتهازيين من أصحاب النفوس المريضة، الذين ركبوا موجة الفوضى غير الخلاقة من أجل تحقيق مصالحهم الخاصة. وعليه أن يفشل مخططاتهم لطأفنة البحرين.
إن شعب البحرين مطالبٌ باًلا يقبل بهذه اللعبة التي تقودها أطراف وشخصيات باعت الوطن بثمن بخس، لذا ومن هذا المنطلق ندعو أهل الديرة الأوفياء، أهل الديرة الحقيقيين، لمقاومة مروّجي الفتن سواء كانوا قيادات سياسية أم رجال دين أم إعلاميين أو من لف لفهم، ومحاصرتهم وكشف أجنداتهم التحريضية. كما أطالب مخلصاً أهالي البحرين في القرى والمدن والفرجان، بضبط النفس أمام حالات التحريض والكراهية وتفويت الفرصة على خفافيش الظلام.
لقد حذّرنا من قبل من هذا السيناريو الخطير، واليوم نكرّر تحذيرنا لمن يهمه الأمر في هذا البلد، ونقول لهم لا تستهينوا بما يحصل في البحرين من أحداث، كما نطالب الفرقاء السياسيين أياً كان انتماؤهم أو لونهم أو موقفهم، ونقول لهم باًن الوطن يحترق... ألا تسمعون؟ ألا ترون؟ ألا تقرأون؟
إن الوطن يحمّلكم المسئولية التاريخية لو انفلت العقال... أيها الفرقاء! اصحوا. تحرّكوا. تصالحوا. توافقوا. وقفوا النار ولا تقفوا كالسمار؟ فمن يرفع الشراع؟
إقرأ أيضا لـ "عيسى سيار"العدد 3511 - الثلثاء 17 أبريل 2012م الموافق 26 جمادى الأولى 1433هـ
من يستطيع
شكرا للاخ الاستاد عيسى سيار شريف ولد شرفاء لقد كلمة الحق فجزاءك ليس علينا ومصيرك ليس بيد الناس جزاءك على الله ومصيرك بيده لقد وفيت وكفيت وما على الرسول الا البلاغ ، اما ما قلته فهو ندير شؤم يحوم في الافق وماهذا الا نتيجة هذه الغربان التي اليوم تحلق في سماء البحرين فمن يستطيع يسكت نعيقها اليوم غير مجمنوعة من الشرفاء سنة وشيعة مثلك تحط يدها بيد وتعلن صراحة قول كلمة الحق حالا قبل ان يستحفل الخطر المحدق الذي نراه اليوم في سماء البحرين تقوده مجموعة من المتسلقين من ابناء هذا الوطن وتستعين بالاحنبي
بــوح وطــن
لا يختلط الماء بالزبت مهما سعى المغرضون..
ولا تصبح الجيفةَ مسكاً ولو غرق بالعطر الحاقدون..
كلام رائع.. ثمة شرفاء في هذا الوطن كالنجوم في السماء لا تهاب الدخان ولا تتهاوى نحو الحظيظ مهما تسلق الوصوليون من السلالم ما لا نهاية له..
أمثالك من الشرفاء صمام أمان هذه البلاد.. هذه الحروف التي تمطر بها سماء الوطن من موسم لموسم.. تجعلني في الواقع أتفاءل وأبصر ملامح الفرح تلوح في سماء وطني المجروح..
شكراً لأرحام الأمهات التي أنجبت رجال لأيامنا الصعبة هذه..
حظ الوفي ينكسر ويقوم حظ اللاش
مختصر لما هو حاصل الان . ندعو الله ان يخرجنا من عنق الزجاجة التي أوشكت على الانفجار لما لا تحمد عقباه ، والكل خاسر حتى "اللاش" . واخيرا تسلم على هالمقال الرائع . وياريت يفكرون مثلك جان البحرين في خير .
زمن الطائفييون
لاكلمه للأوفياء ولامجال لهم فلقد أصبح من يتكلمون في مصلحة الوطن والمواطن لايستمع لهم ومن يتاجرون بالوطن والمواطن هم من تفتح لهم ألأبواب ليسبو ويكفرو ويوزعو الولاءات ولهم حق الإقصاء من المواطنه والعمل وووووووو الى ما لانهايه حتى ينتهى الوطن
يا اخي عيسى انت واحد ممن يرفع الشراع وبادر مع الاخوة والاخوات المخلصين والغيورين على الوطن
الآن هناك مجموعات تتشكل لرأب الصدع وانقاذ الوطن من براثن الطائفية البغيضة التى اوصلوا الوطن الى الانزلاق وهم ممن ذكرت وهم معرفيين والكل يعرفهم ما همهم الا ذواتهم والباقي من المواطنيين للطوفان ، فالبدار البدار انت والاخت مريم الشروقي و اصدقائكم ومحبيكم و محبي الانسان والوطن ، وانا كنت معك زميل عمل بالمدرسة واعرفك تمام المعرفة وشكرا لك على هذه الغيرة والحمية على وطنيك ومن يرفع الشراع يا اخونا عيسى ؟؟
انت مخلص ونزيه فتقول هذا الكلام ولكن
لكن وما ادراك ما بعد لكن هناك الكثير ممن صعد على اكتاف الآخرين وظهورهم بسبب التمييز والاقصاء واعطي منصبا ومكانة تمكنه من اللعب بمستقبل الناس ومصيرهم.
هؤلاء الذين اخذوا ما لا يستحقون هم اكثر الناس تكريسا للواقع المرّ فهم يخافون من اي حركة اصلاحية
والتي سوف تمسهم هم بالاول قبل كل شيء.
من المعروف من حصل على ما لا يستحق ثم جاء من يستحق يبحث عن حقه فهنا تكون المشكلة
شكرا للوطنين ...أمثالك
هذه المناشدات لاتخرج الا من الناصحين والمحبين لهذا الوطن بكل أطيافه فكثر الله أمثالك ياعيسى وأنت تضع يدك على الجرح فهل هناك أذن صاغية؟
الشكر الجزيل
الشكر يتجدد للاستاذ المحترم علي مقالاته النابعة من حقيقة حرصه علي الوطن .ومن اراد ان يتعلم مفاهيم المواطنة الحقة قلينظر الي الاستاذ وامثاله.وموفق لكل خير
3 رسايل هامه
يجب هناك تكون وقفه حازمه من وزارة الداخليه
لوقف عمليان النهب والتكسير
وبعدها وقف منابر الي تدعو على العنف بشارع وتبث الكراهيه رساله لوزارة العدل
وبعدها وقف بعض المنتديات الي فيها سب وبث الكراهيه بين اجيال المستقبل رساله الى وزارة الاعلام
بعدها ديرتنا بتمشي للاحسن
ولد البلد
بارك الله فيك و صح لسانك