ظل عامر 3 سنوات يبحث عن وظيفة، حتى تسلل اليأس إلى قلبه، وظن أنه لا أمل في العيش الرغيد.

عامر يعيش مع أسرته في شقة إيجار، يدفع ثمن إيجارها مؤسسة خيرية من تبرعات المحسنين.

تخرّج عامر من الجامعة، حاصلاً على شهادة بكالوريوس في اللغة الإنجليزية. كان يعتقد أن وظيفة مدرس تنتظره بمجرد أن يتخرج، لكن جرت الرياح بما لا تشتهي السفن.

أرسل مئات الرسائل لمؤسسات القطاع العام والخاص طلباً للوظيفة، ويأتي الرد دائماً لا توجد وظيفة تناسب مؤهلاتك. بينما كان عامر في إحدى المكتبات لطباعة أوراق ومستندات، شاهد إعلاناً مكتوب فيه «لدينا خدمات الترجمة بسعر دينار لكل صفحة».

فكر عامر، وسأل نفسه: «لماذا لا أعمل مترجماً؟». فوضع إعلاناً في قريته، ولكن لم يجد زبائن لأنه كان يستهدف قريته الصغيرة.

وجاء الفرج، طفل صغير مولع بمشاهدة الأفلام الكارتونية على شبكة الإنترنت، قال إلى عامر: «إن موقع رسوم متحركة يريد مترجماً»، وأعطاه عنوان الموقع على الشبكة الإلكترونية. الدافع الذي دفع الطفل لمخاطبة عامر، هو اعتذار الموقع الإلكتروني عن وضع أفلام كارتونية باللغة العربية بسبب مشاكل في الترجمة. والطفل يريد أن يشاهد. راسل عامر موقع الأفلام الكارتونية، فاتفقوا معه على الترجمة بسعر 200 دولار عن كل حلقة يقوم بترجمتها. بحث عامر عن شخص لديه خبرة بإنتاج أفلام الفيديو، وطلب منه أن يعلمه كيف يضع النص في شريط الفيديو، وبعض الأمور التي يحتاجها لعمله الجديد.

في الشهر الأول ترجم 6 حلقات كارتونية. ثم بدأ بمراسلة مواقع أخرى، إلى جانب مواقع الأفلام والسينما، وتطور تدريجياً حتى تعاقد مع شركات بترجمة حلقات أفلام مقابل 1000 و2000 دينار عن كل حلقة أو فيلم.

وفي 3 سنوات، اشترى أرضاً، وبنى منزلاً فخماً، واشترى سيارة «بي إم دبليو» آخر موديل. يقول عامر: «عملي أفضل من وظيفة مدرس، لأن المدرس بحاجة إلى 20 سنة لبناء منزل، أما أنا في 3 سنوات... الفرص موجودة، ولكن العقول بحاجة إلى تحرير من سجن الوظيفة».