المنافسات الأوروبية التي انطلقت في شهري أغسطس/ آب وسبتمبر/ أيلول من العام الماضي وصلت إلى مراحلها الحاسمة والنهائية والتي يتحدد من خلالها جهد الموسم كله في الأسبوع الجاري والأسبوع المقبل، لأن كل ما فعلته الفرق طوال الأشهر السبعة الماضية تظهر نتيجته الآن.
قيمة المسابقات الأوروبية أنها لا تحسم مبكرا وأن عليك أن تمر بلحظات حاسمة هي الأكثر إثارة ومتعة، ونحن بالفعل الآن وصلنا إلى مرحلة الحسم التي سيتحدد خلالها كل شيء فإما تحقيق الألقاب وإما الخروج خالي الوفاض.
الفرق الأوروبية الكبرى كانت مستوياتها متفاوتة في هذا الموسم وبعضها خرج مبكرا من دائرة المنافسة محليا وأوروبيا وبعضها مازال مستمر إلى الآن على الجبهتين أو جبهة واحدة.
في نهاية الشهر الجاري وبداية الشهر المقبل ستكون الألغام قد فككت وعرف كل فريق ما سيحصده وما لا سيحصده، والفرق التي تعبت طوال الموسم عليها الاحتفاظ بتركيزها الكامل حتى الأمتار الأخيرة.
في الأيام القليلة المقبلة ستعرف الفرق الكبرى من خلال قدرتها على التركيز والتعامل مع الضغوط الهائلة التي تتعرض لها، فكل مباراة هي بمثابة البطولة بالنسبة لها، والنقطة باتت تساوي لقبا.
في إنجلترا الفرق المتنافسة على الدوري كانت قد خرجت من كل المنافسات الأوروبية، ومانشستر يونايتد بتاريخه وقوة شخصيته وشخصية مدربه السير أليكس فيرغسون فرض نفسه وتقدم بفارق جيد على مانشستر سيتي الذي فقد الكثير من تركيزه في لحظات الحسم، ليتجه اللقب أكثر إلى المان يونايتد الذي لن يقبل أن يخرج من هذا الموسم خالي الوفاض.
وفي إيطاليا قدم ميلان موسما رائعا وكان منافسا في كل البطولات ولكن شخصية البطل يوفنتوس كانت واضحة تماما بعودته القوية في هذا الموسم بعد الظروف الاستثنائية التي مرت بهذا النادي العريق في السنوات الماضية بعد فضيحة التلاعب بالمباريات.
يوفنتوس عاد من الدرجة الثانية لتصدر الكالتشيو والاقتراب من اللقب بعد أن دخلت المسابقة مرحلة الحسم في المباريات المقبلة.
أما في إسبانيا فإن كل الأنظار تتجه إلى كلاسيكو الرعب يوم السبت المقبل والذي يمكن أن يتوج من خلاله ريال مدريد بنسبة 90 في المئة في حال فوزه أو تعادله أو ربما ترجع الأمور إلى نسبة 50 في المئة للطرفين في حال فوز برشلونة.
والحال نفسه في ألمانيا وفرنسا، إذ إن المنافسة على أشدها وسيظهر الخيط الأبيض من الخيط الأسود في هذا الأسبوع.
إلا أن الأهم هو مسابقة دوري الأبطال التي تنطلق لحظاتها الحاسمة مساء اليوم بلقاء قمة يجمع الريال وبايرن ميونيخ وغدا بلقاء تشلسي وبرشلونة.
هذه المسابقة الأغلى والأكثر جماهيرية هي الأخرى وصلت إلى مرحلتها الحاسمة، وباستثناء تشلسي فإن الفرق الثلاث الأخرى مازالت منافسة قوية في دورياتها المحلية وهو ما يضاعف الضغوط عليها على عكس الفريق اللندني الذي سيصب كل تركيزه على مسابقة دوري الأبطال.
اليوم وغدا سنعيش أهم لحظات الموسم، وشهر أبريل الجاري هو شهر الحسم بامتياز لكل المنافسات، ومن يمتلك التركيز الأكبر والأعصاب الأهدأ سيكون الأقدر على الحسم.
إقرأ أيضا لـ "محمد عباس"العدد 3510 - الإثنين 16 أبريل 2012م الموافق 25 جمادى الأولى 1433هـ