يبدأ مراقبو السلام التابعون للامم المتحدة مهمتهم في سوريا اليوم الاثنين للاشراف على وقف هش لاطلاق النار قوضته اعمال العنف المستمرة وقصف القوات الموالية للرئيس بشار الاسد معقل المعارضة في حمص. ووقف اطلاق النار هذا جزء من خطة سلام اوسع توسط فيها المبعوث المشترك الخاص للامم المتحدة والجامعة العربية كوفي عنان ولكنها بدت معرضة للخطر على نحو متزايد طوال مطلع الاسبوع مع توعد الحكومة بشن حملة على موجة من "الهجمات الارهابية" في سوريا.
وقال شاهد من رويترز ان فريقا طليعيا من خمسة مراقبين غير مسلحين وصل الى العاصمة دمشق مساء الاحد . وقال مسئول سوري يرافق الفريق في فندق بدمشق لرويترز ان من المتوقع وصول مزيد من المراقبين اليوم الاثنين ولكنه لم يقدم تفاصيل. وبموجب خطة الامم المتحدة من المقرر ان يدخل 24 مراقبا اخر سوريا خلال الايام المقبلة. ومع تأهب المراقبين لمباشرة مهمتهم استمر العنف على الارض. وقال ناشط ان مدينة حمص -احد معاقل المعارضة للاسد- قصفت امس الاحد من قبل القوات الحكومية بمعدل "قذيفة كل دقيقة". وقالت مصادر النشطاء ان ستة أشخاص قتلوا الأحد وتم العثور على أربع جثث. ونقل التلفزيون الحكومي السوري عن مصدر امني قوله ان سوريا ستمنع ما وصفتها بأنها "جماعات ارهابية" من مواصلة اعمالها الاجرامية وهو ما يلقي بشكوك حول ما اذا كان وقف اطلاق النار سيستمر.
وتوسط عنان في خطة السلام المؤلفة من ست نقاط في مارس اذار في اطار الجهود الدولية لوقف 13 شهرا من اعمال العنف. وتدعو الخطة الى بدء حوار سياسي ونقل مساعدات انسانية والافراج عن السجناء بما في ذلك الذين شاركوا في الاحتجاجات السلمية وحرية تنقل الصحفيين للعمل في شتى انحاء سوريا. واجاز مجلس الامن الدولي نشر ما يصل الى 30 مراقبا غير مسلحين يوم السبت في اول قرار بشأن سوريا يتمكن مجلس الامن من الموافقة عليه بالاجماع منذ تفجر الانتفاضة في مارس 2011 . وتنحي سوريا باللائمة في اعمال العنف على من تصفهم بارهابيين يسعون الى اسقاط الاسد. ومنعت الصحفيين من دخول البلاد مما يجعل من المستحيل التحقق من التقارير بشكل مستقل. وتشير تقديرات الامم المتحدة الى ان قوات الاسد قتلت اكثر من تسعة الاف شخص في الانتفاضة.
وتقول السلطات السورية ان متشددين مدعومين من الخارج قتلوا اكثر من 2500 من قوات الشرطة والجيش. وقالت الوكالة العربية السورية للانباء ان "جماعات ارهابية" نصبت كمينا لجنود من الجيش في محافظة ادلب وقتلت جنديا وأصابت ثلاثة آخرين. واضافت "منذ إعلان وقف العمليات العسكرية تصاعدت الاعتداءات من قبل المجموعات الإرهابية المسلحة على المدنيين والعسكريين ونقاط وحواجز قوات حفظ النظام والممتلكات العامة والخاصة والتي تجاوزت عشرات الخروقات وتسببت بخسائر كبيرة في الأرواح والممتلكات."