العدد 3509 - الأحد 15 أبريل 2012م الموافق 24 جمادى الأولى 1433هـ

صلاةٌ في المساجد المهدّمة

قاسم حسين Kassim.Hussain [at] alwasatnews.com

كاتب بحريني

يلتزم مئات من المواطنين كل سبت بأداء صلاة الظهرين في عدد من المساجد المهدمة، للتذكير بهذه القضية الجارحة للشعور العام، وأملاً في إصلاح أوضاعها.

عملية هدم عشرات المساجد تلت إعلان حالة السلامة الوطنية في منتصف مارس/ آذار 2011، وكانت موضع انتقادٍ واسع، باعتبارها مسّاً بالمسلمات الدينية والوطنية الراسخة منذ قرون. فلم يسبق هدمُ مسجد أصحاب ملة في هذه الأرض المعروفة بتسامحها، وطالما كان وجود كنائس المسيح ومعابد الهندوس من مصادر فخر الحاكم والمحكوم في هذا البلد.

بقاء حال هذه المساجد المنتهكة بهذه الطريقة لا يساعد على نسيان إساءة أو برء جرح، فكثيرٌ منها يقع على شوارع رئيسية، ويشهد الرائح والغادي ظهر كل سبت، جماعاتٍ من المؤمنين تقيم الصلاة في أراضٍ بالعراء، كانت أغلبها من قبل مساجد عامرة. ومؤسفٌ أن أصبحت هذه المساجد سلعةً في المزادات السياسية، والأسوأ أن وزارة العدل المؤتمنة على الشئون الإسلامية والأوقاف... لم تكن على مستوى المسئولية الوطنية، إن لم تكن في الجانب الخاطئ من القضية، حين برّرت ودافعت عن عمليات الهدم.

وزارة الداخلية تنشر أرقاماً كل أسبوع عن عدد زوّار البحرين من الأشقاء الخليجيين، وغالباً ما تكون زياراتهم يومي الجمعة والسبت، حيث يشاهدون منظراً غير مألوف في أي بلد خليجي، ولم يكن مألوفاً في البحرين قبل عام، وهو إقامة الصلاة في العراء. وحين يسألون يأتيهم جوابٌ واحدٌ موحّد: هذه مساجد طائفة معينة هدمتها الحكومة في الشهر الفلاني، في العام الفلاني. هذا تاريخٌ ينبغي أن يصحّح بلا ترددٍ ولا مماطلةٍ ولا تسويف... من أجل سمعة البحرين واحتراماً لتاريخها السابق في احترام المذاهب والأديان.

بحكم تنقلاتي اليومية أشاهد ظهر كل سبت ما يحدث من تجمعات للمصلين، أحدها في مسجد العلويات الواقع على شارع الشيخ سلمان (أطول شارع في البحرين)، عند المدخل الرئيسي للمنامة العاصمة من جهة الغرب. والثاني مسجد «البربغي» الواقع على طرف الشارع القادم من جسر السعودية. والثالث «الوطية» عند شارع الكويت الممتد من المنامة إلى جزيرة سترة. والرابع يقع وسط دوّار منطقة سلماباد المكتظة بالشركات الصناعية والورش والمحلات التجارية. أينما ذهبت في محيط العاصمة والمحافظة الوسطى تجد هذه الجراح النازفة التي لم يخفّف من ألمها وإيذائها للوجدان العام وصفها في «تقرير بسيوني» بـ «أماكن العبادة»، تهرّباً من اسمها الحقيقي... المساجد.

لجنة الحقوق الدينية في وزارة الخارجية الأميركية أصدرت بياناً، حثّت فيه «لجنة متابعة تنفيذ» توصيات «لجنة بسيوني»، «للعمل على إلزام حكومة البحرين بإعادة بناء جميع المباني التي دُمِّرت بصورة غير مشروعة، والتعويض عن هدم دور العبادة». وفيما همزت من قناة لجنة تقصي الحقائق، لعدم معالجتها «مزاعم عدة جماعات معنية بحقوق الإنسان عن تعرّض بعض الأفراد للمضايقات والتحقيق والاعتقال أثناء محاولتهم العودة إلى دور العبادة المهدومة لإقامة الصلاة أو استرداد ما تم تخريبه من محتوياتها»، فإنها طالبت بـ «التصدي لهذه الادعاءات وتوبيخ المسئولين عنها ومحاسبتهم».

لم تكن البحرين بحاجةٍ إلى مثل هذه الانتقادات لو التزمت وزارة العدل بمسئوليتها في رعاية الشئون الإسلامية وحماية الأوقاف، ولو سبق المجلس الإسلامي الأعلى لجنة الشئون الدينية الأميركية إلى الكلام... ولكن كان الصمت سيد الموقف.

البحرين بحاجة إلى صحوة ضميرٍ لتصحّح أخطاءها، وتعيد إعمار ما هدّمته من بيوت الرحمن في لحظة غضب وانفعال.

إقرأ أيضا لـ "قاسم حسين"

العدد 3509 - الأحد 15 أبريل 2012م الموافق 24 جمادى الأولى 1433هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان
    • زائر 34 | 11:34 ص

      bahraini

      Al sallam Alikum ,,We never heard of any nation destroying there religion places ,,It is only happen in this KINGdom ,,LLAH AKHBAR

    • زائر 31 | 5:55 ص

      الهدم لم يكن خطأ بل كان عمدا والأصرار على عدم الموافقة على البناء اكثر

      لو كان مسجدا واحد لقبلنا مسألة الخطأ فربما يوجد تبرير، ولكنها عشرات المساجد فكيف يكون الخطأ متكرر
      هل هذا معقول؟
      الأنكى من ذلك الاصرار على عدم القبول ببنائها فهذا هو اصرار على الذنب والذنوب الصغيرة في حالة اصرار العبد عليها تعد من الكبائر فما بالنا بكبائر الذنوب والاصرار عليها.
      هل يعي من يقوم بهذا الامر خطورة مستقبله الاخروي
      ان لا اتكلم من منظور سياسي إنما من ناحية العواقب فالامر في غاية الخطورة ولا ادري ربما يخرج علينا البعض مبررا ومن يريد التبرير فليكن جاهزا عند رب المساجد

    • زائر 30 | 5:29 ص

      هدمها ومنع اعادة بنائها حرب مع الرب !

      هدم المساجد هو استهتار بالاسلام و شريعته ومنع البناء لايخدم الا الشيطان

    • زائر 29 | 5:23 ص

      مسجد البربغي تم اغلاق الممر المودي له قبل الاحداث بفترة ليست قليلة في حين يتم فتح معبر للجمال مع وضع اشارة مشاة لهم.
      بعض المساجد هدمت اثناء الليل ربما لتقليل الخسائر البشرية كما افتى احدهم

    • زائر 27 | 4:54 ص

      تحليل,,,,

      مشكلتنا اننا نتكلم عن ظواهر الامور ولا نغوص في خفاياها ,,,,
      و لو حللنا ما يجري من سلوكيات اتجاه دور عبادة لفهمنا الكثير و الكثير ,,,,

      مما لا يمكن البوح به,,,,

    • زائر 26 | 4:53 ص

      إبرهه الحبشي !!

      لعل مصير اللي هدم المساجد إنشاء الله كمصير اللي أراد هدم الكعبة !!
      "ألم ترى كيف فعل ربك بأصحاب الفيل"

    • زائر 25 | 4:49 ص

      يا سيد

      بس في فوق ال 4000 مسجد محد مسهم ليش؟

    • زائر 17 | 2:48 ص

      القهر ياسيد مو بس الهدم

      القهر ياسيد انهم يسمون المسجد منشاة او دكان لانك من مذهب مختلف عن مذهبهم فهل يرضون ان نسمي مسجد الفاتح بمنشاة الفاتح حتى في زمن النواصب لم يسموا المساجد الشيعيه بالمنشاة او الحانات اتقوا الله ياقساة القلوب
      لعن الله هادمي مساجدنا ومقدساتنا وليعلم القاصي والداني اننا الاصل في هذا البلد وليس من حق التالي ان يطلب من السابق اي وثيقه او رخصه بناء وعلى الظالم تدور الدوائر

    • زائر 16 | 2:35 ص

      ومن أظلم ممن منع مساجد الله- أظلم على وزن افعل ماذا تفيد

      يقال في اللغة ظالم وتعني اسم فاعل من قام بالظلم ولكن في حالة زيادة الظلم يقال اظلم اي اكثر ظلما.
      والمعنى ان من يقوم بهدم المساجد هو من اشد الظالمين فهل وعينا ذلك ولا يبرر هدم مسجد معين كونه مسجد بناه شيعة او سنة فالمسجد مسجد ولم يكن مسجد في يوم من الايام حكرا على طائفة معينة للصلاة فيه فالشيعة يصلون في كل مساجد السنة والعكس صحيح ولا يوجد من يقول غير ذلك ربما البعض من مذهب معين يحاولون الآن تكريس التفرقة المذهبية ولكن تبقى المساجد لله وحده لا سنية ولا شيعية ومن يعتدي عليها ؟؟؟

    • زائر 15 | 2:23 ص

      سنابسيون

      اعتقد يا سيد وإذا ما خاب ظني حتى على اراضي المساجد شافين وعندهم نية اخذها .

    • زائر 14 | 2:19 ص

      كنائس المسيحيين ومعابد الهندونس لها قدسيتها

      نعم نحن شعب البحرين نمثل انموذجا راق في التعايش السلمي ولكن ما حصل لنا كشعب شيء غريب ينم عن حقد لا نعرف سببه اننا وقبل بزوغ فجر الإسلام لنا تاريخ في التدين والعبادة(من يريد الاضطلاع فليقرأ عن قبيلة عبد قيس).
      ولكن الغرابة تكمن في المس بمقدساتنا رغم اننا نحترم جميع الاديان فما بالك باخواننا المسلمين الذين تعايشنا معهم وفتحنا لهم صدورنا ودورنا وبلدنا وقلنا اهلا ومرحبا والآن بعض من رحبنا بهم اصبحوا يشنون على مقدساتنا حربا الم يقرأوا الآية( ان المساجد لله)
      لا للشيعة ولا للسنة

    • زائر 6 | 12:28 ص

      هدم المساجد

      من العار جداً ان نتكلم عن هدم المساجد وكأننا في بلد غير إسلامي فهذه سابقة لم يتجرأ احد على ارتكابها اعجب من الاشخاص اللذين أمروا بهدمها هل ينامون ليلا ؟ أتذكر استنكار العالم الواسع عندما قامت طلبان بهدم أصنام بوذا في افغانستان ولم ارى اي دولة اسلامية واحدة تستنكر هدم المساجد في البحرين ، تبا لامة ضحكت من جهلها الامم

    • زائر 5 | 11:44 م

      لاحياة

      أسمعت لو ناديت حيا ولكن لا حياة لمن تنادي \r\nهم معتمدين هادمين ها لمساجد لانها على الشوارع العامة لانهم يبون يخفون اي معلم خاص بالطائفة داخل دهاليز والدليل انهم يبون يبنون مسجد البربغي ومسجد ابو طالب في مكان غير

    • زائر 4 | 11:33 م

      صلاة العشائين ايضا

      اتمنى ان تكون صلاة العشائين ايضا كما الظهرين فهي ستعطي صدى اوسع وعلى مدار الاسبوع

    • زائر 3 | 11:16 م

      المساجد عاد ؟؟؟

      من ساهم في بناء مسجد فضلا عن من بنى مسجدا فإن له من الثواب عند ااااا ما لا عين رأت ولا أذن سمعت .
      ومملكتنا الغالية والتي نفخر أنها أكبر نقطة تجمع للاديان (( قياسا مع مساحتها )) ـــ نراها تهدم المساجد ودور العبادة . من المساجد من مضى عليه 1000 عام .

      (( ـــ حلمك علينا لا غضبك يا ارحم الراحمين ــ ))

    • زائر 2 | 10:58 م

      الأوقاف أيضاً

      كذلك الأوقاف الجعفريه تماطل في متابعة المساجد المهدمه فبعد عدة اجتماعات لم ترسل خطاب واحد للبلديات بخصوص مسجد فاطمه الرهراء بمدينة زايد علما ان المسجد متوقف علي رخصة البناء فقط

    • زائر 1 | 9:59 م

      ما الحكم الشرعي في من هدمها ؟

      فاليفتينا العلماء الاجلاء من الطائفتين الكريمتين في حكم الله في من هدم المساجد وهو مسلم ويعلم بحرمتها

      هل يمكن تشبيه ما حدث للمساجد بما حدث للكعبة

      المشرفة على يد ابرهة الحبشي ؟

      أو ما حدث لبيت المقدس على يد المحتلين ؟


      تلك والله مما يندى له الجبين ويخاف منه ومن عقاب رب العالمين

اقرأ ايضاً