طالبت عائلة زكريا العشيري، الذي توفي نتيجة تعرضه للتعذيب الذي أفضى إلى الموت، بمحاسبة المتسببين بقتله أثناء تواجده في المعتقل.

جاء ذلك خلال تأبين العشيري بقرية الدير مساء يوم الجمعة الماضي (13 أبريل/ نيسان 2012).

وقال شقيق العشيري، النائب السابق علي العشيري «نحن لا تهمنا التعويضات ولا نريدها مع أنها حق، نحن نريد القصاص من قتلة شقيقي وكل من يتحمل المسئولية في إراقة الدماء»، وبين أن «فوجئنا بوفاة أخينا بعد أن انتشر الخبر على المواقع الإلكترونية»، مشيرا إلى أن «اعتقال زكريا كان متوقعاً وخصوصاً أن اسمه ورد في التحقيق مع أخيه الذي اعتقل وأفرج عنه قبل اسبوع من اعتقال زكريا، وكان السبب هو نشاطه في منتديات قرية الدير»، لافتا إلى أن «هذا دليل على عشوائية الاعتقالات لأن المنتديات مسجلة رسمياً في وزارة الإعلام وكان يكفي أن يتم تنبيه الشخص المسجل المنتدى باسمه».

فيما عبرت زوجته في كلمة مقتضبة عن جزء مما لاتزال تشعر به لوقع خبر رحيله، قائلة «لا أدري هو كلمح البصر أو حلم أحلمه... هذه الكلمات التي أرددها منذ رحيل زوجي أبي راشد»، وتابعت «هو الرجل المعطاء بلا حدود الشريف البطل صاحب الابتسامة التي لا تفارق وجه».

أما رئيس دائرة الحريات وحقوق الإنسان بجمعية الوفاق السيد هادي الموسوي، فتطرق إلى بعض تفاصيل اللحظات الأخيرة لرحيل العشيري تحت التعذيب والتي تناولها أيضاً تقرير اللجنة البحرينية المستقلة لتقصي الحقائق، لافتا إلى أن «العشيري كان يصرخ دائماً الحمد لله، وكان يوصي دائماً بالسلام على زوجته وأهله ويقول لهم انهم لن يدعوني أخرج»، وتابع «نتيجة لاستمراره بالصراخ، خرج أحد معذبيه وعاد مع عدد ممن قاموا بضربه حتى صرح أحدهم: (لقد مات)، وهذا دليل على أنهم عرفوا بأنهم قتلوه»، وبين أن «الحركة الاحتجاجية في كل مكان من البحرين، كالمسيرات والمهرجانات والتأبينات، أثبتت وعياً منقطع النظير».

وأوضح الموسوي أن «الحضور الجماهيري الكبير في الاحتجاجات المختلفة بالإضافة إلى تأبين كل فقيد بسبب هذه الأحداث، هو دليل واضح على أن شعبنا لا يتعب في المطالبة بحقوقه وتأبين أحبائه»، مؤكدا أن «مهمتنا صعبة لأننا نصنع العدالة والديمقراطية والمساواة ونسبح عكس التيار لتحقيق ذلك أيضاً».