أحيت عائلة الغريفي، الذكرى السنوية الأولى لرحيل عالم الدين العلامة السيدعلوي الغريفي، وذلك مساء أمس الأول (الجمعة)، في مأتم السنابس، بحضور عدد من علماء ورجال الدين في البحرين.
وأكد عالم الدين سيدعبدالله الغريفي، أن الفقيد الغريفي كان عبداً صابراً محتسباً، ونعم المربي والأستاذ.
وقال الغريفي: «إن مشاركتي بعض وفاء لأب، ومربٍ وأستاذ، كان لي أباً رؤوفاً حانياً، ومنذ أواسط العقد الثاني من عمري، احتضني في كنفه. عاملني كما يعامل أبناءه أحمد وجعفر وباقر، وربما أكثر، مما ملأني انجذاباً إليه وذوباناً في حبه، وعشقاً إلى صحبته».
وأضاف «كان لهذه الأبوة الحانية الدور الفاعل في حياتي، ولا أجد نفسي قادراً على وفاء ذلك».
وقال الغريفي: «أتقن الفقيد تربية نفسه وأتعبها في طاعته، وتجلى ذلك في سلوكه وأفعاله، تقوى وورعاً، وشفافية وتواضعاً وقلباً كبيراً حمل هم البؤساء والفقراء».
وتابع «كان العبد الصابر المحتسب، الذي لا يزداد إلا شكراً لله ورضاً بقضائه، وحياته كانت مزدحمة بالابتلاءات القاسية، فبدأ حياته يتيماً، فقد بصره في مرحلة مبكرة من العمر، وألمت به أمراض وأسقام، وكان الابتلاء الأصعب والامتحان الأقسى، حينما فاجأه القدر واختطف الموت ولده العلامة الشهيد السيدأحمد، وكان عينه التي يبصر بها، وكان أمله الذي يمثل امتداده، إذ فقد ولداً نموذجاً لعالم توافرت فيه خصائص ومؤهلات»، مشيراً إلى أنه «واجه العلامة الغريفي الابتلاء بصبر فيه شيء من صبر الأنبياء، واحتساب فيه شيء من احتساب الأولياء».
وأضاف «هو الذي غذى في داخلي الرغبة في دراسة الفقه، وهو الأستاذ الأول الذي رسم لي هذا الطريق. ولا أتحدث عن حضور دروس حوزة فقط، بل مسارات عدة، إذ تتلمذت على يديه من خلال القراءة له، إذ كنت ملتزماً في فترة ما أن أقرأ له، إذ كان شغوفاً بقراءة الكتب العلمية والحوزوية والمتعددة في شئون الدين، وكان يهمه أن يتابع أخبار السياسة من خلال الجرائد والصحافة».
وذكر الغريفي «كنت أضيق حينما يكلفني بالقراءة من الكتب المطبوعة بالحرف الحجري الكبير، وكنت أجد صعوبة في التعاطي مع هذا النوع من الكتب، كونها لعلماء كبار فيها معالم كبيرة ودقيقة».
وتحدث عن مميزات الفقيد العلامة سيدعلوي الغريفي، مبيناً أنه «من مميزاته، كان محباً للمذاكرات العلمية، ويملأ الوقت بالمفيد لجلّاسه، وكان في الغالب يصحب معه كتاباً إذا زار المجالس. ولم يكن للشئون السياسية حضور واضح، وهنا أتحدث عن الستينيات، إذ لم يكن الحراك السياسي هماً عاماً للناس آنذاك، والتي شكلت مرحلة جديدة في حياته».
وأوضح الغريفي «يمكن أن نصنف حياة العلامة الغريفي إلى 3 مراحل، الأولى ما قبل الهجرة إلى النجف، في الخمسينيات والأربعينيات، والثانية ومرحلة الهجرة إلى النجف الأشرف في بداية الخمسينيات، أما الثالثة فهي العودة إلى البحرين في أواخر الستينيات».
وأفاد الغريفي «كان هم الفقيد عند عودته إلى البحرين تأسيس دروس حوزوية، وبدأ ذلك بعد أن استقر».
وتابع «امتلك العلامة الغريفي مجموعة صفات، منها فضيلة حوزوية كبيرة، وذكاء واضح وذاكرة حافظة، واستحضار المطالب الأصولية والفقهية، رغم حرمانه من نعمة البصر، وكان يحفظ القرآن والكثير من الأدعية والروايات».
ووصفه بأنه «كان أستاذاً حوزوياً قديراً، وناجحاً، وليس بالضرورة أن كل من يملك فضيلة كبيرة، يكون ناجحاً قديراً، فهذا يحتاج إلى مهارات واستعدادات وقدرات، إذ تميّزه قدرة واضحة في التدريس الحوزوي، كما إن من صفاته توفره على قدرة حوارية علمية».
واستطرد عالم الدين الغريفي في حديثه عن الفقيد قائلاً: «استطاع أن ينال ثقة أبرز الفقهاء والمراجع في عصره، فهو المعتمد الأمين والوكيل المطلق».
ودعا الغريفي إلى التعرف أكثر على الفقيد الغريفي بقوله: «نحن في حاجة إلى قراءة متأنية تحاول أن تكتشف بعض المكونات العلمية والفقهية والروحية والأخلاقية والاجتماعية التي يحلها هذا العالم الرباني الكبير، فهو شخصية متعددة الأبعاد، وتاريخ حافل بالعطاء».
ونوّه الغريفي إلى أنه «صحيح أنه امتلك شهرة كبيرة في أوساط الحوزات والعلماء، وأوساط شعبية كبيرة داخل وخارج البحرين، إلا أن الجيل الجديد في البحرين لا يعرفون عنه إلا اسمه».
واعتبر أن «ما أخطر أن تجهل أجيالنا تأريخا وتأريخ علمائها...، ولذلك أجدد دعوتي في أن يقام مؤتمر سنوي وطني، يذكّر الأجيال بالرموز التاريخية، وأقول إن هذا الحد الأدنى أن يكون لنا ملتقى سنوي يذكرنا ويذكر أجيالنا بتاريخنا وهويتنا وثقافتنا». واشتمل حفل الذكرى السنوية لرحيل العلامة الغريفي، الذي حضره كبار علماء الدين في البحرين (سيدجواد الوداعي، الشيخ عيسى قاسم، الشيخ أحمد العصفور، الشيخ عبدالحسين الستري، والشيخ محمد صالح الربيعي)، فيلماً قصيراً عن حياة الغريفي، إلى جانب قصائد شعرية للشاعر عبدالله القرمزي.
وفي كلمة الحوزات العلمية، قال سيدسعيد الوادعي إنه: «هاجر الفقيد إلى النجف الأشرف في العراق وانتمى إلى حوزاتها، وتتلمذ على يد أساتذتها. وامتاز بحدة في ذكائه، ودماثة في أخلاقه وعلواً في همته، وإخلاصاً في نيته، وبلغ الذروة في التحصيل العلمي، ووصل إلى القمة في الفضيلة».
وأشار الوداعي إلى أن «ما أن وطأت أقدام الفقيد البحرين، حتى عمل بجد ونشاط على تأسيس حوزته المعطاءة، التي كان له قصب السبق في العصر الحديث، وتحديداً أواخر القرن العشرين على تأسيسها، ومن ثم أقام رفاق دربه وتحت رعايته، إنشاء الحوزات العلمية في مختلف مناطق البحرين».
وعزّى الوداعي عائلة الغريفي بالقول: «هذه هي الحوزات العلمية في البحرين بجميع منتسبيها، جاؤوا ليشاطروا عائلة الغريفي فقيد العلم والوطن، في الذكرى الأولى لرحيله. وإنهم حضروا ليسجلوا بحضوره العرفان».
يشار إلى أن العلامة الغريفي توفي مساء يوم الخميس (14 أبريل/ نيسان 2011)، عن عُمْر ناهز 92 عاماً.
ويعتبر الغريفي من علماء البحرين الكبار، وتتلمذ على يديه العديد من علمائها ومنهم الشيخ عيسى أحمد قاسم والسيدعبدالله الغريفي وابنه السيدأحمد الغريفي والمرحوم العلامة الشيخ عبدالأمير الجمري.
ونشأ السيدالغريفي يتيماً حيث توفي عنه والده وهو في سن الثانية عشرة من عمره، وتكفلت به والدته التي كان لها الدور الكبير في حثه على الدراسة ومواصلتها في حياة أبيه وبعدها، حيث كانت تصحبه إلى معلم القرآن ليدرس القرآن الكريم والكتابة.
العدد 3508 - السبت 14 أبريل 2012م الموافق 23 جمادى الأولى 1433هـ
أبو علي
رحم الله السيد علوي الغريفي والعلماء الماضين وحفظ الباقين...(نور المجلس بحضورك أبا سامي أيها القائد)
نعم الاْب والراعي الحنون
ألف ألف رحمة الله تنزل عليك ياسيدنا الجليل كم نفتقدك سيدنا ونحن نمر بجوار حارتنا النعيم ونتطلع الى دار منزلك الجامع لكل الاطياف كنت انسانا و عالما زاهدا وتقيا وورعا نفتقد محياك اللهم تقبله بواسع رحمتك وأنزله لديك فى مقعد صدق عند مليك مقتدر مع الاوصياء والاولياء والشهداء الابرار والصالحين - الله يرحمك سيدنا الفاضل الجليل - ابنك من حارة النعيم
رحمك الله يا سيدنا
للأسف لدينا رموز علمية كبيرة لها هذا التاريخ لا تجد لها حضور وتقدير في هذا البلد وهذا جزء من المظلومية بينما نجد التمجيد لكل من هب ودب !