العدد 3507 - الجمعة 13 أبريل 2012م الموافق 22 جمادى الأولى 1433هـ

كشكول مشاركات ورسائل القراء

قسماتُ طيفِكَ هاهنا تترى

قسماتُ طيفِكَ هاهنا تترى

وفتيلُ وهجِكَ يشعل الذكرى

عامٌ يمرُّ ونزفنا لمّا

يقضي المسيرَ وجرحُك المسرى

والعين تجري فيك مازالت

لا مستقرَّ لها ولا صبرا

هل يفلح النسيانُ إذ ترنو

(سيِّدْ حميدَ) يعانقُ القبرا؟

وترابُ (أحمدَ) لم يزل غضاً

ويدُ الفواقدِ تشبكُ العشرا

إيهٍ أيابن العمِّ لو تدري

سل (سارَ) عنكَ فإنها أدرى

كيفَ استحالَ نهارُنا ليلا

وأحال فقدُكَ قلبنا جمرا

وهززتَ سدرةَ (آلِ محفوظٍ)

بخريفِ رزءٍ يقطف العمرا

أنّى تغيبُ وهل تُرى تُنسى

ورياحُ ذكرِكَ تذفر العطرا؟

سَلْ ما تشاء فإننا نخشى

نبدي السؤالَ وإنْ به أحرى

كيف استباحوا بسمةً كانت

منها الوجوهُ تُطرّز البِشرا؟

حتى تطاول حقدهم يطفي

أنفاسَ روحٍ تعشقُ الخيرا؟

هل كنت ترقبُ غيظهم يغلي

بنفوسهم مُذ سوَّلت أمرا

وسَكَتَّ لم تشكُ ولم تبدِ

فزعاً وأجمع أمرُهم غدرا

إذّاكَ جَدَّ البحثُ عن طيفٍ

يحكي خيالَك مذ غدا سرّا

بظلامِ ليلٍ والسما تُبقي

بين الجوابِ وبيننا سِترا

ويحي ولم يخطر على بالٍ

أنَّ الصباحَ مصيبةٌ كبرى

دلّت عليكَ الشمسُ مطروحاً

والحزنُ في أعماقنا استشرى

وبكتك (بحرينُ) الإبا فخراً

وإلى الملائكِ زفتِ البشرى

روحُ الشهيد إلى العُلا زُفَّت

ربُّ المعارجِ من بها أسرى

لحدائقِ الفردَوسِ في ألَقٍ

بجوار روضةِ أمِّهِ الزهرا

فاطمة السيدعلوي المحفوظ


الآي - فون وأخواتها!

عندما تجد شخصاً، رجلاً أو امرأة أو طفلاً وقد انحنى «خاشعاً» ذاهلاً عن كل ما حوله وهو يجرّ «سبّابته» على شاشة صغيرةٍ أمامه... بعينين مفتوحتين على أقصى اتساعهما! وفكر غائب عما حوله... وفمٍ قد نساه مفتوحاً بعد أن ابتسم أو تجهّم!... فاعلم بعد أن ترى هذه الحال أنها حالة «متلازمة» الآيات الشيطانية: «الآي - فون وأخواتها!».

وقد تجد نفسك وسط رفقة من أشخاص عدّة ولكنك تشعر بأنك وحيد والصمت يخيّم على المكان، لأن جميعهم قد تسمّر أمام شاشته الصغيرة يجر إصبعه للأعلى والأسفل... يبتسم أحياناً و يقطّب أحياناً أخرى... وإن خاطبت أحدهم لأمر، فقد يردّ عليك ردّاً مقتضباً وعيناه لاتزالان ملتصقتين بالشاشة الصغيرة.

في المنزل، (كنّا) غالباً أثناء وبعد تناول وجبة الغداء، نجلس لتبادل بعض الأفكار والتحاور حول الموضوعات و «القضايا ذات الاهتمام المشترك» مع الأسرة والزوجة خصوصاً... أما اليوم، فإن الزوجة «رعاها الله» كثيراً ما تجدها وهي أثناء وبعد وجبة الغداء وقد انكبت على شاشة «الآيفون» تستقبل أو ترسل، وهي ما إن تتركه لدقيقة حتى يأتيها «واتس آب» جديد، وتضطر أحياناً للرد بسرعة «مراعاة للذوق وتخفيفاً للشوق!»، لتعيد فتحه بعد ثوانٍ على إثر رسالة جديدة، فتختلط المشاعر بين «واتس آب» فيه خبر محزن و «واتس آب» آخر يحمل خبراً أفضل... ما قد ينعكس على وجبة الغداء همّاً و غمّاً، بحيث نستعجل الانتهاء منها فنضطر للمضغ بسرعة، أو نقوم ونحن مازلنا جوعى!

وإذا ما عرفنا أننا أصبحنا نضع في «الآيفون» جميع ما يخصنا من أرقام وصور وملاحظات وبرامج و... إذ لم يبقَ شيء أو معلومة نخزنها في ذاكرتنا العقلية بحيث أصبح العقل لدينا قلّماً يعمل أو يبذل جهداً في حساب أو تذكر أو تحليل أو تعليل! وعليه فإن «الآيفون» أو أخوانه لا يكاد يغادر صغيرة ولا كبيرة ولا يكاد يترك لنا متنفساً أو وقتاً للتفكير في سواه! كل ذلك يجعله... أقرب رفيق وخير جليس في الزمان!

عوداً على بدء، وبعيداً عن شخصنة المسألة، ففد احتلت التكنولوجيا «الآيفونية» جميع تفاصيل حياتنا و «برمجتها» بحيث أصبح الاستغناء عنها من ضروب المستحيل، غير أن المفارقة أنه في حين أنها ساهمت في التقريب بين المجتمعات والثقافات المختلفة بل حتى داخل البلد الواحد، إلا أنها «ذاتها» باعدت نسبياً بين من يعيشون تحت سقف أو مكان واحد.

إن انشغال أهلك وأصحابك، كلّ بما يملك من هاتف أو جهاز، صار أمراً يبعث على الأسى وصرنا كثيراً ما نفتقد التواصل والمحاورات «الطبيعية» والتي تتم وتنشأ بالاجتماعات واللقاءات «الفعلية» لا أن تتم عبر الدوائر والإطار والبريد الالكتروني والتلاقي المجازي!

جابر علي


من تكون وكيف تتشكل شخصيتك؟

هذه الدائرة التي أحكم اغلاقها وقد أصبحت كالطوق الخانق الذي منع الصوت من الوصول والحق من أن يسمع جعلت المجتمع يتراجع إلى الخلف في عطائه وإبداعه بل وحتى في أخلاقه وتعاملاته، وهذه الأمثلة عليك يا أخي القارئ أن تقرر ماذا عليك أن تفعل أو تواجه.

إلى متى سيقبل الإنسان على نفسه أن يعيش في محيط وهو عالم بظلمه؟ إلى متى سيقبل أن تهدر إنسانيته حتى يكسب رضا الناس عنه، إلى متى سيقبل أن يستقي العلم ممن لا علم عنده على رغم علو مرتبته العلمية؟

كثيرا ما يقف الإنسان حائرا أمام بعض المواقف التي قد يتعرض لها أو تقابله أثناء يومه سواء في محيط عمله أم في محيطه الاجتماعي، تزرع فيه إحساسا قد يثقل في صدره ويتساءل أحيانا ماذا يجب علي فعله؟ هل أبادر أم أنسحب، هل أناقش أم أصمت؟ فيأخذه النزاع على هذه الأمور بعيدا في فكره فيجد ذلك الموقف الذي كان أمامه قد انتهى وهنا تبدأ المرحلة الثانية في الفكر ويبدأ نوع جديد من التساؤل لماذا لم أفعل شيئا مما أنا مؤمن به؟ لماذا وقفت صامتا إزاء موقف كان لابد لي من دور فيه؟ وهكذا تبدأ في حياة كل منا معركة داخلية ما بين أن نكون ما نحن عليه وما بين أن تتكون شخصية أخرى قبلت على نفسها أن تتقوقع في محيطها وترفض الإفصاح أم الإعلان ما بداخلها حتى لا تتعرض لما هو أشد من ذلك.

إلى متى سيقبل الإنسان أن يفقد صحته حتى يشار إليه بالبنان؟ إلى متى سيقبل أن يوأد حلمه وطموحه وفكره وعقله وإبداعه وقدرته على العطاء والإنتاج حتى تنتهي رغبته في كل ذلك؟ إلى متى سيقف أمام كل هذه الأمور متفرجا من دون أن يجد الحلول التي قد تعيد إليه إنسانيته وقدرته على الوقوف والمواجهة حتى يصل إلى القناعة التي آمن بها طول عمره؟

ليس هناك أحد منا لم يتعرض لموقف في حياته فرض عليه هذا النوع من الأسئلة المحيرة سواء كانت في مجملها أم بعضها، وقد يجد البعض منا الحلول فيبادر إليها وقد لا يجد غيره ذلك، فتظل هذه الأسئلة حبيسة بداخله يتعايش معها كل يوم في فكره حتى تؤدي به إلى قبول الواقع المظلم ويعيش حالة الرضا ويقنع عقله بذلك فيصبح كالآله التي تعمل من دون الإحساس بأي شعور. كثير منا فقد بشريته وأطلق العنان لنفسه للتجبر والتسلط ورفض النقاش والنقد والوقوف مع الخطأ ومحاباة الأحبة وذوي القربى، فأنشأ بذلك إنسانا ضعيفا منافقا غير قادر على العطاء والإبداع.

صالح علي


سأرحل ذات يوم

سأرحل ذات يوم خلف الشمس

خلف الأرض خلف الكون

سأرحل دون أن أودعك

دون أن أنظر إليك

سأرحل ربما في صمت

ربما في احتفال لم أشهده يوماً

سأرحل كما تركت أحلامي ترحل

في لحظة وله من العذاب

في خلسة احتياج إليك

سأدون لحظة بلحظة

مغامراتي فيك

التي لم أعشها يوماً

بكل نبض في كياني

لتعلم لتندم لتبكي

إن لم تزل لديك دمعة صادقة بين فؤادك

لتجتاحك الحسرة

التي مزقتني لترى

أشواقي تحنو

إليك وأنت أبعد من البعد عنها

لتغتالك الأنفاس في صمت لتصرخ

وتنوح دوم

مغيث لنهر على الأرض

من الضياع وعندها سأرحل

بغير إرادة إلى اللاوجود

إبراهيم حسن الصيبعي

العدد 3507 - الجمعة 13 أبريل 2012م الموافق 22 جمادى الأولى 1433هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً