العدد 3505 - الأربعاء 11 أبريل 2012م الموافق 20 جمادى الأولى 1433هـ

أحمد بن بلة

توفي أحمد بن بلة، أول رئيس للجزائر بعد الاستقلال، أمس الأربعاء (11 أبريل 2012)، عن 95 عاماً، ليغيب واحد من الكبار الذين أطلقوا شرارة الثورة على فرنسا، من دون أن يمنع ذلك من زجِّه في السجن طيلة 24 عاماً وخصوصاً نتيجة الخلافات بين أركان الثورة الجزائرية.

وناضل هذا الرجل «الشجاع والمشاكس» بحسب أقاربه، حتى السنوات الأخيرة من عمره عندما واجه مشاكل صحية عديدة بسبب تقدمه في السن.

وُلد الرئيس بن بلة في 25 ديسمبر 1916 بمدينة مغنية (غرب) من عائلة مزارعين من أصل مغربي وواصل تعليمه الثانوي بمدينة تلمسان وأدى الخدمة العسكرية سنة 1937.

كان من الزعماء الكبار الذين انضووا تحت لواء حركة عدم الانحياز إلى جانب الثوري الكوبي فيدل كاسترو والزعيم المصري جمال عبدالناصر والهندي جواهر لال نهرو والصيني ماو تسي تونغ.

ولم يبقَ لفترة طويلة رئيساً للجزائر رغم فوزه في الانتخابات في 16 سبتمبر 1963 ليصبح أول رئيس للجمهورية الجزائرية؛ فقد أطاح به نائبه وزير الدفاع هواري بومدين في 19 يونيو 1965 وأودعه السجن.

وقال محمد بن الحاج واضع سيرته الذاتية إن «بن بلة لم يتوقع بأن يتعرّض للخيانة من قبل بومدين». وأضاف أن «بن بلة أودع السجن في ظروف قاسية وخصوصاً بين عامي 1965 و1969. ومنع حراسه من التحدث إليه «كانت الغاية من ذلك دفعه إلى الانتحار».

وتحسنت معنويات بن بلة بعد أن تزوج في السجن في 1971 من الصحافية زهرة سلامي وتبنّيا ابنتين مهدية ونوريا. وفي وقت لاحق تبنى صبيّاً مصاباً بشلل رباعي يبلغ اليوم 32 عاماً يقيم في إسبانيا قرب نوريا.

وظل بن بلة معتقلاً حتى العام 1980 إلى أن أصدر الرئيس الجديد الشاذلي بن جديد عفواً عنه وبعد إطلاق سراحه أنشأ في فرنسا الحركة الديمقراطية بالجزائر.

ويكون بن بلة بذلك أمضى 24 سنة ونصف السنة في السجن: 16 سنة منها في عهد هواري بومدين وثماني سنوات في ظل الاحتلال الفرنسي.

وتأثر بعمق بأحداث 8 مايو 1945 تاريخ انطلاق الثورة، فانضم إلى الحركة الوطنية عبر حزب الشعب الجزائري.

وأصبح بعد ذلك مسئولاً عن المنظمة الخاصة حيث شارك في عملية مهاجمة مكتب بريد وهران عام 1949 بمعية حسين آيت أحمد ورابح بطاط.

وألقي القبض عليه عام 1950 في العاصمة وحكم عليه بعد سنتين بالسجن سبع سنوات. ثم هرب من السجن في مارس 1952 ليلتحق في القاهرة بآيت أحمد ومحمد خيذر حيث شكلا فيما بعد الوفد الخارجي لجبهة التحرير الوطني.

وقبض عليه مرة أخرى في أكتوبر 1956 خلال عملية قرصنة جوية نفذها الطيران العسكري الفرنسي ضد الطائرة التي كانت تنقله من المغرب نحو تونس برفقة أربعة قادة آخرين لجبهة التحرير الوطني (بوضياف وبطاط وآيت أحمد ولشرف).

وأطلق سراحه سنة 1962 حيث شارك في مؤتمر طرابلس الذي تمخض عنه خلاف بينه وبين الحكومة المؤقتة للجمهورية الجزائرية. وفي 19 يونيو 1965 عزله مجلس الثورة وتمت الإطاحة به. وبقيت علاقاته بفرنسا قوية وفور إطلاق سراحه في 1980 اختار المنفى في فرنسا حتى العام 1990.

عاد بن بلة إلى الجزائر بعد انتخاب عبدالعزيز بوتفليقة في 1999، ودعم سياسته لإجراء مصالحة وطنية مع الإسلاميين وتولى في 2007 منصبه الرسمي الأخير وهو رئاسة مجموعة الحكماء في الاتحاد الإفريقي المكلفة الوقاية من النزاعات وتسويتها.

العدد 3505 - الأربعاء 11 أبريل 2012م الموافق 20 جمادى الأولى 1433هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً