عندما تقدم مدير المنتخبات الوطنية صالح البلوشي باعتذاره لاتحاد الكرة عن مواصلة العمل في مهمته بسبب ظروفه العملية، تبادلت الآراء لدى الكثير من الرأي العام، فالبعض اقترح أن يتولى منصباً آخر والبعض تمنى أن يستمر في مهمته.

لا يختلف اثنان على كفاءة البلوشي، وأنه واحد من الكوادر الناجحة في العمل الإداري، وترك قراره حالة من الانزعاج لدى الكثيرين وخصوصاً من بعض الشخصيات التي عملت معه سواء في إدارة المنتخبات أو ناديه الأم المحرق، فكان الخبر الذي نشره «الوسط الرياضي» بمثابة الصدمة بالنسبة إليهم.

منصب مدير إدارة المنتخبات يحتاج لشخصية تمتلك خبرة واسعة في العمل الإداري، وعلاقات جيدة وكفاءة مميزة وكبيرة، فهذا المنصب شهد عدة تغييرات في الفترة الأخيرة قبل أن يستقر اتحاد الكرة على تعيين البلوشي، واتحاد الكرة ينظر بعين الاعتبار إلى العمل الاحترافي الذي يسير عليه وفق آلية يتبعها من الاتحاد الدولي «الفيفا»، فمازال بحاجة إلى الكثير من الكوادر البحرينية لشغل عدد من المناصب في الفترة المقبلة.

المطلوب من اتحاد الكرة أن ينظر للشخصيات البحرينية بعين الاعتبار، وأن يختار الشخص المناسب في المكان المناسب حتى لا يوقع نفسه في مأزق التغييرات، وعليه أن يجلب الكوادر المتفرغة حتى تقوم بمهماتها على أكمل وجه ويكون عملها منصبا نحو الارتقاء والتطوير الذي ينشده الجميع.

لا أخفي أنني تلقيت الكثير من المكالمات تتساءل عن الخبر الذي نشره «الوسط الرياضي» بشأن تسلم البلوشي مهمة رئاسة لجنة المنتخبات، وكانت أكثر الاتصالات مؤيدة للخبر المنشور لكنها تساءلت عن وضعية الشيخ علي بن خليفة وعندما طرحت عليهم بأن نية الأخير تولي رئاسة الاتحاد كانت الفرحة كبيرة لدى الكثيرين.

الجميع يعلم بأن العمل الإداري صعب ويحتاج لشخصيات محنكة، ولكن لابد أن تتبلور لدى اتحاد الكرة عملية الاستقرار، فهي من أهم نجاح الأعمال سواء في العمل الإداري أو الفني، فمتى ما تواجد الاستقرار فإن النجاح سيكون من حليف الاتحاد.

بقى أن أشير إلى أن تواجد البلوشي مع كوادر اتحاد الكرة سينصب نحو التطور المنتظر، فهذه الشخصية غنية عن التعريف، وهو قائد بمعنى الكلمة، فالقيادة لا تحتاج إلى وصفة سحرية، ومقومات النجاح موجودة في شخصيته من خلال السنوات الطويلة التي قضاها مع ناديه المحرق، ولعل تواجد مثل هذه الشخصيات بين جدران بيت الكرة البحرينية أصبح أمرا ضروريا.

أخيراً... أتمنى من اتحاد الكرة ألا يستعجل في اختيار الكوادر في لجانه العاملة، فلا مجال للتغييرات والأخطاء وخصوصاً أننا نسير على خطى الاحتراف سواء في العمل الإداري أو في لعبة كرة القدم الأكثر شعبية في العالم وحتى لا يكون السير على الاحتراف حبراً على ورق فقط!