تكلل لقاء جمع مواطنين من الطائفتين الكريمتين بالتأكيد والإجماع على تأييد مبادرة (البحرين وطن يجمعنا) التي اطلقها ممثلون عن منظمات المجتمع المدني، فيما أعطى اللقاء صورة مشرقة وحقيقية بالإجماع على إجابة مشتركة موحدة بين جميع من حضر أن ما جمعهم في هذا المكان هو «حب الوطن»، في خلاصة واضحة أن هذه المبادرة التي حرصت على حضورها شخصيات من قطاعات مختلفة، هي التي تمثل حائط الصد الحقيقي أمام اصحاب دعوات الفتنة والدمار والتحريض الطائفي البغيض.

وتميز اللقاء بتقديم اطروحات عميقة المعاني لدلالات اللقاء بدأها كل من منسق اللقاء عادل المتروك وعريف الحفل حبيب الستراوي والمقرئ سيد هاني سيد ابراهيم الذين هيأوا الحضور بشرح أهداف اللقاء الذي هو عبارة عن مبادرة أولى من قبل مجموعة من لجان ومؤسسات المجتمع المدني للوحدة الوطنية بعيداً عن السياسة، لتوحيد الكلمة ولم الصفوف واللحمة الوطنية، وهذه هي الخلاصة وهي البداية وستتبعها لقاءات أخرى قادمة مثل هذا التجمع الذي حضره مواطنون من مختلف مناطق البحرين.

بعيداً عن ضجيج الدعايات المغرضة

وفي كلمة ترحيبية باسم نادي الاتحاد ومؤسسات قرية البلاد القديم ومآتمها، شدد رئيس مأتم انصار الحسين محمد حسن مكي على أساس اللقاء بالقول: «نجتمع واضعين القواسم المشتركة التي هي أكبر من أن تحصى داعين وداعمين لها ولزيادتها فضلاً عن الحفاظ عليها، فنحن لا نجتمع اليوم لعقد مؤتمر مصالحة بيننا لأنه أصلاً لا توجد ذرة خصام بيننا، وكلنا متفقون على أن الدين لله والوطن للجميع، وكلنا مسئولون ومن دون استثناء عن حماية وتطور مملكتنا الحبيبة».

ودعا الحضور الى تجاوز ضجيج (الخزعبلات والدعيات المغرضة) بالقول: «لنجعل جميعاً ما يفرق الأمة ويمزقها وراء ظهورنا فشعب البحرين غني عن التعريف، وقد عاش الجميع من عهود الأجداد في زمن الغوص والآباء مع اول قطرة بترول في العام 1932، والى اليوم... عشنا التطور والتقدم بكل ما للكلمة من معنى... نعم، والى اليوم شعب واحد، لا تفرقه الدعايات المغرضة أو مواقف سياسية، فالبحرين للجميع»، متسائلاً: «فهل هناك جامع يحوينا ويجمعنا اكبر من ديننا الحنيف، هنيئاً لك يا بحرين شعب واحد لا شعبين، حيث اننا لا ننكر أن البحرين بها جناحان وطائفتان كريمتان ولا يمكن لمملكتنا العزيزة أن تغرد الا بجناحيها».

وختم بالقول «ان كلا منا لديه الكثير من العلاقات على مستوى التزاوج والعلاقات والأعمال وكلما كانت مناطقنا وجمعياتنا وانديتنا وجامعاتنا ومندوبونا وفرقنا الرياضية تحمل وتضم كل النسيج لا بعضه، كلما كان التقارب اكثر واكثر انتاجاً وفعاليةً مما ينعكس على تطور مملكتنا الحبيبة».

سنعيدها في كل مأتم ومسجد

وتصدت نائب رئيس جمعية الاجتماعيين البحرينية الباحثة هدى المحمود لمحاولات من يحاول اشعال الخلاف الطائفي بين ابناء الطائفتين الكريمتين والدعوة الى إعادة لقاء الأمس في كل مآتم ومساجد البحرين... من البحر الى البحر، مؤكدةً أن هدف منظمات المجتمع المدني من هذه المبادرة هو رعاية النسيج الاجتماعي، وذلك بعد ملاحظة أن الخلاف السياسي بدأ يضرب في النسيج الاجتماعي، في حين أن هذا النسيج يجب ألا يتأثر بالاختلاف الوارد والأصل. وأوضحت قولها: «الاختلاف وارد وهو الاصل، ولو كان هناك اتفاق فقط لتأثرت الحياة... الاختلاف يحدث لننتج ونبدع ونتناغم فكل المجتمعات تطورت بسبب الاختلاف، ولهذا فإن من ضمن اهدافنا ومشاريعنا هو ليس (التقارب) فطول عمرنا متقاربين، ولكن الالتقاء من أجل الثقة بالآخر، وقد أبلغت أعضاء المبادرة بأننا كبحرينيين، نعيد حالياً اكتشاف أنفسنا كبحرينيين».

وزادت قولها: «اعتقد بأن البحرين من دون البحرينيين لا تستقيم كوطن، ولا البحرينيين من دون البحرين... ما يجري الآن طارئ وسيخف ثم سيزول، ونحن في المبادرة، وضعنا مجموعة من الآليات وأنتم بمبادرتكم العفوية الطيبة تناولتم ما فكرنا فيها نحن ونفذتموه ودعوتمونا له، واتصور أن هذه هي البحرين الحقيقية وهذا هو الشعب البحريني الذي يجعلنا في احلك الأزمات والأوضاع لا نفقد الأمل لا في البحرين ولا في البحرينيين».

واختتمت بالقول: «أريد أن اقول انني مؤمنة بالبحرينيين، ومؤمنة حتى النخاع بوطنيتهم وبحبهم لوطنهم، ومؤمنة بإبداعهم وتفكيرهم الخلاق، ونحن كبحرينيين في الخليج، يقولون عنا اننا النموذج للتقدم والتطور، وهذا الأمر له ضريبة ندفعها، لكن لا يجب أن ندفعها من تطورنا ولا من انتمائنا ولا في أن نترك الاختلاف يؤثر على نسيجنا... نريد أن نعيد هذا اللقاء في كل مآتم ومساجد البحرين... من البحر الى البحر... فالبحرين عزيزة علينا وكلنا أهل... لقد جددتم الأمل».

وأعاد رئيس الصندوق الخيري للبلاد القديم والزنج والصالحية وعذاري محمود الشيخ التأكيد على ما ورد في الكلمات السابقة، مشيراً الى أن ما نجتمع من أجله اليوم قد تقدمت الإشارة اليه في كلمات متعددة كلها تصب في اتجاه واحد، مخاطباً الحضور بالقول: «ان وجودكم في هذا المكان، يعتبر فخرا وعزا ونتشرف فيه، ولعلني قلت في أحد لقاءات اسبوع الوحدة ان الوحدة بين المسلمين ليس تكتيكاً ولا هي استراتيجية، إلا أنها أمر فطري وإنساني قبل أن يكون دينيا».

وأشار الى أن المجتمع المتكامل هو المنسجم ضد الأزمات بالتقوى والتي هي كالحرز وكالمانع من الخطأ والزلل، فالمجتمع المتماسك المتراحم والمتعاضد يسمو ويرتقي عكس المجتمعات المتناحرة المتقاتلة.