سيناريو الإرباك الذي حصل أثناء تسجيل المواطنين للحصول على الدعم المالي (علاوة الغلاء) عبر الموقع الإلكتروني كان متوقعا، وخصوصا أن وزارة التنمية الاجتماعية لم تعد تجهيزاتها لإطلاق حملة إعلامية مسبقة لتعريف الناس بآلية التسجيل وخطواتها المتشعبة.
والنتيجة هي أن الكثيرين ممن ترددوا على الموقع أدخلوا بعض المعلومات بصورة خاطئة ولم يتمكنوا لاحقا من تعديلها بسبب رفض النظام تسجيل بيانات الفرد أكثر من مرة.
وكان اليوم الأول الذي أعُلن فيه عن رابط الموقع في الصحف المحلية بعد عقد مؤتمر صحافي لهذا الغرض ملحميا، إذ توافد المئات في سباق مع الزمن لاستكمال إجراءات التسجيل، فيما كان الموقع غير مؤهل لاستقبال هذا العدد الكبير، الأمر الذي أثار تململ المواطنين وتذمرهم، حتى أن البعض منهم قضى وقتا طويلا وهو يحاول الوصول إلى الصفحة الرئيسية للموقع.
وكشف البطء الشديد في عملية إنزال صفحات الموقع، عدم جدوى التطمينات الرسمية بتخصيص موقع إلكتروني ذو طاقة استيعابية كافية، وهي مسألة تدعو للاستغراب، إذ إن وزارة التنمية الاجتماعية كانت لديها إحصائية تقريبية بعدد الأسر المتوقع استفادتها من موازنة الـ50 مليون دينار المخصصة للعام 2009 بعد تمحيصها إثر تقليص دخل رب الأسرة من 1500 إلى 700 دينار.
وتفاجأ من صرف لهم مبلغ 600 دينار في 2008، أن عليهم مجددا ملء الفراغات والأسطر بمعلومات اصطفوا من أجلها في مراكز التسجيل بداية فتح باب التظلمات العام الماضي، وذلك حتى يتسنى للنظام الإلكتروني التأكد من مدى توافقها مع شروط الاستحقاق، ومن ثم إخطارهم برسالة نصية أو من خلال البريد الإلكتروني برفض طلبهم أو قبوله.
هذا كله يدلل بشكل أو بآخر على ضعف قاعدة البيانات لدى الجهاز المركزي للمعلومات، وعدم تمكنه من رصد التغيرات التي طرأت في مستوى دخل الأفراد، أما كبار السن من المتقاعدين فلم يكونوا بمنأى عن كل هذا التعقيد، فرواتبهم لا يتبقى منها شيء يذكر مع بداية الثلث الأول من كل شهر، وفضلا عن حاجتهم الماسة إلى مبلغ العلاوة لسد حاجة ماسة هنا أو هناك، وجدوا أنفسهم في مواجهة مع تقنية العصر ممثلة في لغة الصفر والواحد، وبالتالي لم تجدِ لوحات المفاتيح والشاشات المسطحة الماثلة أمامهم نفعا، وهم كما نعلم لا يفقهون في استخدام أجهزة الكومبيوتر شيئا.
استخدام شبكة الإنترنت لحصر جميع مستحقي صرف الدعم المالي خطوة رائدة تأخذ بها الكثير من الدول المتقدمة، ولكن كان المؤمل من وزارة التنمية الاجتماعية التي تخوض هذه التجربة للعام الثاني على التوالي ونتوقع أنها امتلكت خبرة ولو يسيرة في هذا المجال.
إقرأ أيضا لـ "أحمد الصفار"العدد 2482 - الثلثاء 23 يونيو 2009م الموافق 29 جمادى الآخرة 1430هـ