العدد 3504 - الثلثاء 10 أبريل 2012م الموافق 19 جمادى الأولى 1433هـ

بيانٌ من العصر القرطاسي!

قاسم حسين Kassim.Hussain [at] alwasatnews.com

كاتب بحريني

تفضّلت إحدى الجمعيات الميتافيريقية بإصدار بيانٍ ردّاً على المدير العام لمنظمة الأمم المتحدة للتربية والعلوم والثقافة (اليونيسكو)، تنفي فيه أن يكون المواطن المقتول صحافياً! (ملاحظة: صحافة المواطنة مفهوم حديث يرتبط بالإعلام الجديد ومواقع التواصل الإجتماعي).

البيان التوضيحي أوضح بوضوح عدم صحة ما جاء على لسان إيرينا بوكوفا قبل أيام، حول مقتل «صحافي مواطن» في البحرين «يدعى» أحمد إسماعيل. وقالت الجمعية إن سجلاتها والمؤسسات الصحافية لا تتضمن أي صحافي بهذا الاسم، وان المتوفى مواطن بحريني ولكنه ليس صحافياً كما تدعي المدعوة إيرينا بوكوفا!

الجمعية دعت المدير العام لليونيسكو، إلى «توخّي الدقة» في تصريحاته وما تتضمنه من معلوماتٍ بشأن الصحافيين، وقد «كان حرياً على المنظمة ومسئوليها وعبر مكاتبهم المختلفة التأكد من مهنة المتوفى وعدم إصدار تصريحات استناداً على معلومات غير صحيحة».

الجمعية المذكورة معروفةٌ بإصابتها بانفصام الشخصية، فهي في وادٍ ومنتسبوها وأعضاؤها في وادٍ آخر، فلم تعد تمثل غير أقليةٍ صغيرةٍ متنفّعةٍ من أجواء الانقسام الطائفي. وبينما شهدت انتخاباتها قبل ثلاثة أعوام حضور أكثر من 350 صحافياً وإعلامياً، فإن عدد الحضور في الانتخابات والفعاليات الأخيرة لم يزد على الخمسين فرداً، نصفهم من الضيوف!

في يوم السبت الماضي، اجتمع عشرات الصحافيين والإعلاميين في مقر الاتحاد العام لعمال البحرين، لتحريك قضية الفصل غير القانوني. وسُمِعت انتقاداتٌ حادةٌ لدور الجمعية التي خذلتهم في محنتهم، فيما تحوّل مجلس الإدارة المعزول عن الحياة، إلى أداء دور سلبي ضد مصلحة الصحافيين. ورغم نشر الخبر إلا أن المجلس لم يحرك ساكناً، ولم يجد ما يدافع به عن نفسه إلا التزام الصمت!

عشرات المقالات كُتبت بشأن توّجه الجمعية واختطافها، وآلاف التعليقات نُشرت على مواقع التواصل الاجتماعي، من قبل صحافيين وإعلاميين ومثقفين وفنانين، دون أن تردّ الجمعية «الغِيبة» عن نفسها! وما أثار حفيظتها تصريح إيرينا بوكوفا عن مواطن بحريني قتيل وصفته بـ «المواطن الصحافي»، دون أن يكون مدوّناً في سجلاتها العتيقة!

منذ عشر سنوات، يتحدّث العالم عن ولادة نوع جديد من الإعلام: «صحافة المواطن»، «التشاركية»، «الديمقراطية»، «صحافة الشارع»، حيث يقوم فيها المواطن العادي بدور فعال في نشر الأخبار وتداول المعلومات والأفكار. وهي صحافةٌ مختلفة عن الصحافة التقليدية (الورقية) التي وُلدت قبل قرنين، وظلت تعتمد على صحافيين محترفين. «صحافة المواطن» وُلدت في أحضان التقدم التكنولوجي، بما يوفره من شبكات تواصل اجتماعي، وأدوات اتصال مثل الحاسب المحمول والهاتف النقال.

هذا الإعلام لعب دوراً كبيراً في أحداث الربيع العربي، في عدد من البلدان، واشتهرت أسماء كثير من الشباب والشابات العرب على مستوى العالم، ونالت إحداهن (توكل كرمان) جائزة نوبل الأخيرة.

هذا الجيل العربي الجديد، كان في مقدمة الأحداث الثورية، كتاباً ومدوّنين ونقابيين وحقوقيين وشعراء وفنانين... وهناك أيضاً المصوّرون، الذين لعبوا دوراً كبيراً في نقل معاناة شعوبهم والتعريف بما يجري داخل الحدود. فـ «المواطن الصحافي» مصطلحٌ شاملٌ يضم تحت جناحيه تشكيلةً منوعةً من العاملين في الميادين وساحات التعبير عن الرأي ،نشرالصورة والخبر. هؤلاء يغرّدون خارج السرب الرسمي، وخارج الأطر التقليدية، وهم يؤدون دورهم التاريخي دون أن ينتظروا اعترافاً أو بطاقةَ عضويةٍ من مؤسسات متكلّسة، تصدر بيانات تدل على أنها مازالت تعيش في العصر القراطيسي!

أن  على  إيرينا بوكوفا ان تأخذ إذناً بعد اليوم من الجمعيات الميتافيريقية قبل أن تصدر بياناً عن وفاة أي مواطن صحافي في بلدان الربيع العربي!

إقرأ أيضا لـ "قاسم حسين"

العدد 3504 - الثلثاء 10 أبريل 2012م الموافق 19 جمادى الأولى 1433هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان
    • زائر 27 | 11:24 ص

      bahraini

      Al sallam Alikum ,,What is going on in this kingdom is so funny ..our police funny ..our law funny ..my self funny..what left for us on this little land

    • زائر 26 | 8:00 ص

      الله عليك ياسيد,,,,

      من تعليق رقم 11:

      يبين بوضوح ان مواضيعك لها "تاثير قوي",,,
      بس انا مستغرب إلا من شيء واحد:
      ليش يحاسبوننا على ما "نتفوه" به و "ننوي" القيام به,,,
      و لا يقبلون ان يحاسبوا على ما قاموا "بفعله" قاصدين؟؟؟؟
      و الله غريبه,,,,

    • زائر 24 | 6:42 ص

      الى الرقم 11

      شوية حيا ليش ما قلت عن الثوار في سوريه ولائهم للخارج ليش تدعمونهم بالمال والسلاح والاعلام ولمى احد يعارضكم في البحرين تنعتوه بالخائن والمخرب البحرين مو ليكم لو حدكم وانتوا اكثركم مجنسين فلا تزايد على وطنيتنا وبسكم نظر بعين

    • زائر 23 | 5:59 ص

      إلى تعليق رقم 11 تقول اخطاء حصلت من الجميع

      هل تعلم الفرق بين فعل العمد والخطأ؟ هل تعلم ماذا تعني كلمة عن سبق اصرار وترصد؟ هل ما حصل من قتل فخراوي وصقر والعشيري وهدم المساجد ضمن اي واحدة خطأ ام عمد؟ لماذا لا زال البعض مصر على عدم بناء المساجد هل هذا الاصرار يعتبر خطأ؟
      ثم تقول ولاءات للخارج انت تردد كلمات كبيرة ولا تعرف معاناها وقد نفاها السيد بسيوني نفيا قاطعا فلا ولاءات للخارج لماذا تصرون على شيء غير موجود؟
      بصراحة اتعجب من البعض يقول عنزة ولو طارت

    • زائر 22 | 5:54 ص

      الى تعليق رقم 11

      ها انت اول ما تكلمت عن الولاءات للخارج وقد اثبت حتى تقريركم البسيوني ان ولاءات للخارج وما حصل كانت مطالبة بحقوق، فانت تغالط إذا. الامر الآخر اذا كانت هناك عشرات الصحف والاجهزة الاعلامية تشن حملة شعواء ضد هذا الشعب ليل نهار فهل تستكثر ان يقوم صحفي واحد بنقل بعض مصائب هذا الشعب
      ام تريد ان يصبح العالم كله يتحدث كما تريد الاجهزة الرسمية وان كل شيء تمام التمام والبلد تسرق وتستنزف وسياسات التمييز قائمة على قدم وساق
      ثم اذا لديك ما يثبت ان ما يقوله غير صحيح برهن عليه
      ها انت كتبت ما تريد

    • زائر 21 | 5:24 ص

      اسخر وتمسخر
      فالساحة تضحك من لا يضحك

      تعج الساحة البحرين بأشباه الصحفيين وكما يحسب البعض ان الصحافة شأنها شأن غيرها ضعه في اي مكان واسمه واسم عائلته ترفعه

    • زائر 20 | 4:56 ص

      هل النقد متاح؟

      يا الكاتب قاسم حسين ، البحرين في أزمة ، وأطرافها كثر ،الأخطاء حصلت من جوانب عدة ، فلماذا تتوجه بشكل شبه يومي نحو طرف واحد فقط وأحياناً بمبالغات أو وصف غير دقيق ؟ ألا يوجد محرضون ومخربون وطائفيون ؟ ألا يوجد من يدعى أنه رمز للمعارضة ويتلفظ بقلة أدب وانعدام وطنية وغياب إنصاف ؟ هل الطرف الذي تهاجمه باستمرار في أعمدتك أسود لهذه الدرجة ؟ الصورة ليست كذلك ، النصف الآخر أبيض جداً ، كلنا ضد الفساد أينما وجد، لكن لماذا لا تتوجه بذات القوة للمخطئين الآخرين ولمن لديه ولاء خارجي ومؤامرات سوداء ؟

    • زائر 18 | 4:23 ص

      تعاااال سيد,,,,

      انت مسجل في "سجلاتهم" لو لا ,,,,

      روح شوف اسمك يمكن مو مكتوب في "السجل",,,,

      السجل: اتخيله كتاب ضخم مثل دفاتر التسجيل العقاري و جالس رجل مسن بنظارته يقلب في اوراقه الكبيرة,,,,

    • قلم أسود | 3:36 ص

      مصطلح العصر القرطاسي جميل جداً

      عجبتني سيد بهذا المصطلح
      العصر القرطاسي ينطبق أيضاً على هيئة الاعلام والكثير من المسئولين الذين يرفضون التطور والأفكار الحديثة والانفتاح على الآخر ولذلك فهم دائماً ما يجدون أنفسهم يغردون خارج السرب

    • زائر 13 | 3:06 ص

      سنابسيون

      يا سيد ضحكت من غباء من ذكرت ولو كنت منهم لدفنت وجهي في التراب مثل النعام ههههه هذلين وين والدنيا وين على قولتك للحين عايشين في العصر القراطيسي الله يخلف عليهم سكت دهر ونطق كفرا
      الحمد لله عل نعمة العقل

    • زائر 12 | 3:04 ص

      العصر القرطاسي!

      العصر القرطاسي! لذا رأينا أحد الصحافيات الرائدات في هذه الجمعية القراطيسية تحمل الدفتر القديم في مقابلة للتلفاز بدل من الأجهزة الإلكترونية الحديثة..

    • زائر 11 | 2:45 ص

      هذا الاجير يمشي هوى مولاه

      هذه الجميعات كالفطر سرعان ما تأتي شمس الحرية وتتبخر وقد ابتلى بأمثالها الوطن العربي كله ، وقد وصفهم القرآن بتعبير أدق كالاتباع لايعرفون الناقة من الجمل وهم أشر الناس اذ قال تعالى "إذ تبرأ الذين اتبعوا من الذين اتبعوا ورأوا العذاب وتقطعت بهم الأسباب وقال الذين اتبعوا لو أن لنا كرة فنتبرأ منهم كما تبرءوا منا كذلك يريهم الله أعمالهم حسرات عليهم وماهم بخارجين من النار . من سورة البقرة .ِ

    • زائر 10 | 2:31 ص

      عصر قرطاسي

      وأني بعد عجبني مصطلح العصر القرطاسي وجبتها عدل سيدنا هذلين ناس عايشين في العصر الجاهلي شكلهم إحنا مو مغربلنا إلا عقليات دلين التحفة.

    • زائر 4 | 12:23 ص

      الصحافة العصرية

      الجمعية التي أشرت اليها أستاذي الفاضل لا زالت تعيش في عصر الديناصورات وتحتاج ربما الى عقود من الزمن لكي تستوعب فكرة الصحافة العصرية فهي لا زالت تبحث في دفاترها البالية عن معلومات ترقع بها فشلها وخيبتها، فماذا تتوقع منها ؟؟

    • زائر 3 | 11:56 م

      مازالت تعيش في العصر القراطيسي!اعجبني مصطلح العصر القرطاسي

      «المواطن الصحافي» مصطلحٌ شاملٌ يضم تحت جناحيه تشكيلةً منوعةً من العاملين في الميادين وساحات التعبير عن الرأي ،نشرالصورة والخبر. هؤلاء يغرّدون خارج السرب الرسمي، وخارج الأطر التقليدية، وهم يؤدون دورهم التاريخي دون أن ينتظروا اعترافاً أو بطاقةَ عضويةٍ من مؤسسات متكلّسة، تصدر بيانات تدل على أنها مازالت تعيش في العصر القراطيسي!
      سمعنا عن العصر الحجري
      العصر الفحمي
      العصر الفضي
      العصر الذهبي
      العصر الماسي

    • زائر 2 | 11:30 م

      يالله صباح خير

      ويلييييييييييييييييييييييييي!!! لو أنا من هالجمعية جان رحت أبيع نخي وباقلاء أشرف لي

    • زائر 1 | 10:33 م

      لا يتصرف الأجير الا بأمر مولاه

      في كل يوم وفي كل موقع تشهد البحرين ما يشوه

      صورتها بمن دخلوا في تلك الصورة بوجوه لا تسر الناظرين

      في كل يوم وفي كل موقع نسمع أصوات نشازا

      لا تسر السامعين

      وغدا وعما قريب ستعود للبحرين صورتها الجميلة

      وأصوات المخلصين المنشدين عاشت البحرين

      وعاش أهلها الخيرين

اقرأ ايضاً