«أليس» في العاشرة من عمرها، خلال زيارتها لبلاد العجائب قررت زيارة احدى الجزر الخلابة هناك لما سمعته من جدتها عن حضارتها وجمالها وبرك الماء العذب التي كانت تسقي البعيد قبل القريب فيها لكرمها الفائض عن الحد. وكانت جدتها قد حدثتها عنها بقولها: كل شيء في جزر العجائب غريب وعجيب ولا يصدقه العقل... وهي ليست بعيدة ولا قريبة، قد زرتها ذات مرة... ولا أعلم ماذا جد فيها الآن. اشتاقت أليس جداً لتلك الزيارة.
ركبت القارب في الصباح الباكر، وأثناء بحثها عن تلك الجزر انتصف النهار وشعرت بأنها أضاعت الطريق، شعرت بتعب ونامت وسط القارب، فرسا بها عند ساحل رملي أبيض اللون. عندما استيقظت أليس قرب الشاطئ رأت أرنباً قرب رأسها أخذ يجري بين الأعشاب عندما رفعت تحركت نحوه، فلحقت بالأرنب، وبينما هي تتبعه سقطت في حفرة كبيرة... ثم لمحت الأرنب يجري مسرعاً وسمعته يتمتم قائلاً: أذناي... شاربي... أذناي، ابتعد عني، لم أفعل شيئا يستوجب ضربي بعنف... ألم تتعلم كلمة لو سمحت في حياتك؟ من أي الديار أنت؟ خرجت أليس من الحفرة، وحاولت أن تلحق بالأرنب ولكنها رأت رجلاً ملثماً بلباس أسود داكن يمسك بالأرنب المسكين ويصفعه على وجهه وأذنيه بعنف وهو يكرر أنت إرهابي وتستحق الذبح في وعاء لحساء شوربة الأرانب، ثم اختفي به بين الأشجار. مشت قليلاً فوجدت نفسها في قاعة فسيحة وجميع أبوابها مقفلة، ووجدت كاميرا مكسورة وفيلمها مبعثر على الأرض، حين بدا أمامها نفق ضيق وطويل في آخره شمت رائحة دخان أزرق كثيف وخانق وهناك مجموعة تلبس الخوذ والكمامات تهرول. هرولت أيضاً مسرعة وهي تضع منديلها على أنفها وفمها تفادياً للدخان، ثم واجهتها في آخر النفق حديقة جميلة لم تشاهد مثلها من قبل... ثم شاهدت أمام مدخل الحديقة عبوة معدنية على شكل دمية، وعندما حملتها قالت العبوة الدمية: أنا من ضيعت عوائل سدى في ليلٍ دامس طويل المدى، فلم تفهم أليس شيئاً. ولكن ما إن دخلت الحديقة حتى وجدت على أحد الأغصان حقيبة مدرسية وقد كتب عليها بخط جميل: احمليني... واهديني لطفل لا يستطيع أن يذهب للمدرسة لأن والده فقد العمل إثر فصل تعسفي... فتعكر مزاجها. ثم رأت نعجة بيضاء مجروحة تحمل علماً اصطبغ باللون الأحمر فوجلت أليس من هذا المنظر. وتعثرت بقفاز وجدت بداخله مروحة صغيرة تقول: لا بأس فالوضع ساخن، حركيني لتبرد الأحداث أمام وجهك علك تستوعبين ما يجري بين التجمع فوق المنبر... فصرخت أليس: ما هذا... ماذا يحدث هنا؟ ثم رمت بالمروحة بعيداً، ولكن... ما هذا؟ سقطت المروحة في الماء. نظرت أليس فإذا هي أمام بحيرة وبقربها لوحة كتب عليها: بحيرة الدموع. ثم سمعت نداء امرأة ثكلى تضع الشموع أمام بيتها وهي تطالب بالقصاص من الذئاب البرية التي قتلت وافترست زوجها بدم بارد أمام بيته وعياله... وفي زاوية أخرى مجموعة من النساء تردد بشكل نشيد جنائزي: أنقذونا من الكذب الممنهج على أطفالنا في حُرم العلم. وكان على أليس أن تسبح في البحيرة ولكنها وجدت الماء أجن وبه ألوان صفراء وحمراء وعلب معدنية وبلاستيكية متنوعة ورائحتها كريهة، فانزعجت مرة أخرى من هذا المنظر.
ومع ذلك تجاسرت وسبحت في البحيرة لإنقاذ طفل رضيع فقد والدته للتو وهو يقول: ما ذنبي أنا؟ وقال لها حارس البحيرة المتجهم ان سبب وفاة الأم، بعد المعاينة المجهرية، أنها ضربت نفسها بعمود من حديد من القهر فماتت! وتذكرت أليس قطتها فقالت: أين قطتي وعد؟ لكنها اكتشفت أن سيارة غريبة دهستها وهي مسرعة نحو هدف غامض... فهرب الجميع خوفاً من شكل القطة بعد دهسها بلا رحمة. والتفتت أليس فوجدت شيئاً غريباً جداَ فقالت: هل يعقل أن يكون هذا نبات الفطر وهو ينبت في تربة دموية؟!
واكتشفت أليس أن خلف هذا النبات العملاق قصراً... فاقتربت منه وفجأة فتح باب القصر، وظهرت أميرة جميلة تحمل طفلاً لا يكف عن البكاء، وهناك قطة سيامية جميلة تمشي عند قدميها لم تتعرض للدهس أبد في حياتها... هنا سمعت أليس بلبلا صداحا يغرد فوق شجرة البستان وهو يقول: أنا البلبل الصداح...عشت هنا زمناً طويلاً في رحاب جزر العجائب وأعرف عم تبحثين، وأشار بمنقاره وجناحيه... هناك يا أليس... هناك يعيش صاحب سر الرمز الذي تبحثين عنه، فأسرعي لزيارته قبل أن يُغيّب... (يتبع).
إقرأ أيضا لـ "محمد حميد السلمان"العدد 3503 - الإثنين 09 أبريل 2012م الموافق 18 جمادى الأولى 1433هـ
سلمت يداك
سلمت يداك على الموضوع الجميل والهادف... نحن حقا في جزر العجائب
ايه عرفتها هذه الجزيرة
هذه الجزيرة معروفة اخي الكريم فيها زوار الفجر لخطف سعادة الطفولة وأزهاق الارواح والناس نيام وغالبا ما يكون تفتك بأهلها في عتمة الليل . والناس فيها من خوف الذل في ذل . كان يصدح فيها البلبل الان يصدح فيها الغراب . وكل شيء فيها غالي ألا الدم !
قصة رائعه
اليس قصة رائعه
هي البحرين بكل تفاصيلها من الالم والحرمان والظلم
الحقيقة الغائبة
هي البحرين بكل تفاصيلها من الالم والحرمان والظلم الصامت الذي يستهدفنا جميعاً سوى كنا متظاهرين او متفرجين لا يفرق بين احد ولكن هناك ضوء امل لوجود شخصيات تكافح من اجل الجميع كالخواجة الرمز
اليس
قصةأليسي صو رائعه