يفتتح وفد المؤسسة الخيرية الملكية - الذي دخل قطاع غزة أمس الإثنين (9 ابريل/ نيسان 2012) من معبر رفح الحدودي مع مصر وذلك بالتنسيق بين وزارة الخارجية وسفارة البحرين في القاهرة والسلطات الرسمية المصرية والفلسطينية - مركز البحرين الصحي ومكتبة البحرين في غزة.

وقال رئيس الوفد الأمين العام للمؤسسة الخيرية الملكية مصطفى السيد في تصريح لـ «الوسط» بعد دخوله قطاع غزة: «إن الوفد يقوم بمهمة إنسانية عظيمة للمساهمة في تقديم العون والمساعدة إلى الشعب الفلسطيني الصامد في قطاع غزة المحاصر منذ فترة طويلة، وهدف هذه الزيارة هي افتتاح المشروعات الانسانية والتنموية التي أمر بها جلالة الملك في الساعات الأولى للحرب على غزة، ونحن فخورون بأن هذه المشروعات الانسانية سترى النور غداً (اليوم)، وقد نقلنا الى الأشقاء في الجانب الفلسطيني تحيات جلالة الملك وحكومة وشعب البحرين الذين يريدون أن ينقلوا رسالة تضامن حقيقية الى هذا الشعب الذي يعاني من الظلم والحرمان والاضطهاد».

وفي مؤتمر صحافي عقده في قطاع غزة؛ كشف الأمين العام للمؤسسة عن افتتاح مركز صحي متطور باسم مملكة البحرين لخدمة مئات الآلاف من الفلسطينين، كما سيتم افتتاح مكتبة البحرين في الفاخورة التي أمر بانشائها جلالة الملك شخصيّاً أثناء الحرب الاسرائيلية على قطاع غزة في العام 2009. كما سيقوم الوفد بزيارة مدرسة المنامة التي ستصبح أكبر مدرسة في قطاع غزة، اذ تضم 60 فصلاً وستخدم أعداداً كبيرة من الطلبة.

وأشار السيد الى أن هذه المشروعات التنموية والإنسانية الكبيرة التي سيتم افتتاحها رسميّاً هذا اليوم هي ثمرة ملموسة للجهود الكبيرة التي بذلها جلالة الملك لمناصرة الشعب الفلسطيني وخصوصاً خلال فترة الحرب، اذ كان لإعلان هذه المشروعات تحت وطأة القصف وقع معنوي كبير واستثنائي على الفلسطينيين جميعاً. كما تمثل تتويجاً لمتابعة رئيس مجلس أمناء المؤسسة الخيرية الملكية سمو الشيخ ناصر بن حمد آل خليفة، ومساندة من قبل حكومة وشعب البحرين الذي تكاتف من أجل أن يفعل كل ما في وسعه لمناصرة أشقائه من أبناء الشعب الفلسطيني المقاوم والصامد.

وأضاف «من حسن الطالع أن الشخص الذي أشرف على الحملة الإعلامية الضخمة والتاريخية التي نفذناها آنذاك هو الشيخ راشد بن عبدالرحمن آل خليفة، وكان حينها رئيساً لهيئة الإذاعة والتلفزيون، واليوم هو من محاسن الصدف سفيرنا في القاهرة والذي عمل بشكل حثيث على إنجاح مهمة هذا الوفد ليرى التعاون المشترك النور وفي فترة قياسية للغاية».

وفي هذا الصدد أوضح السيد أن «الوفد قدم الشكر والتقدير إلى الشيخ راشد على جهوده الكبيرة والمتواصلة لإنجاح عمل هذا الوفد، ومساندة جميع الوفود الرسمية والأهلية التي تنقل مساعدات إنسانية وإغاثية ومعدات طبية إلى الشعب الفلسطيني للتخفيف من حدة المعاناة التي يرزح تحت وطأتها، والتي انعكست سلباً على كل مناحي الحياة في غزة».

ولفت الأمين العام للمؤسسة الخيرية الملكية إلى أنه «منذ دخولنا قطاع غزة لمسنا بأعيينا حجم المأساة الإنسانية التي يعاني منها أبناء هذا القطاع المحاصر، حيث شاهدنا طوابير الانتظار لأكثر من كيلو متر عند محطات الوقود، حيث يبحث الناس عن قطرات من البنزين لسياراتهم ولتشغيل مولداتهم».

ومضى قائلاً: «كما عقدنا اجتماعاً فور وصولنا الى القطاع مع ممثل المفوضية الدولية لشئون اللاجئين (الأونروا) السفير بيتر فورد، وتباحثنا في الخطوات التنفيذية لإطلاق مشروعات البحرين التي ستدشن اليوم، كما بحثنا التعاون المستقبلي في العديد من المشروعات الأخرى».

وذكر السيد في تصريح لوسائل الإعلام الفلسطينية أن «البحرين عملت على مشروعات إنسانية تتميز بالديمومة والاستمرارية، لأن نفعها سيكون عامّاً وشاملاً ودائماً، واليوم أنا وزملائي في الوفد البحريني يغمرنا الفرح بأن نكون معكم في غزة لنحتفل معاً بجهود حثيثة ومستمرة تتوج اليوم بتقديم خدمات إنسانية وتنموية لأشقائنا في هذا القطاع».

وقال: «جاء الوفد لينقل تحية من ملك وحكومة وشعب البحرين لكم على صمودكم وثباتكم وعزيمتكم (...)، وحين قررت البحرين اعلان مشروعات تنموية بالتزامن مع الحرب والدمار والآلام كان البعض يتساءل عن جدوى ذلك، لكن الجميع شهد بأن تلك الخطوات ساهمت في رفع معنويات هذا الشعب الصامد ومؤازرته بكل السبل، كما أننا هنا لنقول لكم، دعم البحرين مستمر وباقٍ ولن يتوقف».

وكان في استقبال الوفد ممثلون عن الحكومة الفلسطينية والوكالة الدولية لغوث اللاجئين (الاونروا). ويضم الوفد ايضاً عدداً من كبار مسئولي المؤسسة الخيرية الملكية والوكيل المساعد للمستشفيات بوزارة الصحة أمين الساعاتي وممثلون عن وسائل الإعلام البحرينية.