العدد 3502 - الأحد 08 أبريل 2012م الموافق 17 جمادى الأولى 1433هـ

إلى متى هذه الفوضى؟

مريم الشروقي maryam.alsherooqi [at] alwasatnews.com

كاتبة بحرينية

«أينما أذهب وأتحدّث إلى الناس، لا أجد حديثاً لديهم إلاّ عن السياسة، ولا أرى قلقاً عندّهم إلا القلق من الأحداث التي نمر بها في البحرين، ومن هنا تساءلت كما الجميع يتساءل معي: إلى متى هذه الفوضى؟ وأعتقد بأنّ الحل لدينا جميعاً، ليس لدى القيادة وحدها ولا المعارضة وحدها، بل هو يأتي من جميع مكوّنات المجتمع البحريني.

نحن جميعنا متعطّشون إلى الهدوء والسكينة وإلى الحلول الأمنية الصحيحة والسياسية الدائمة، التي ستجعل وطننا يشفى من براثن الطائفية والتأجيج وسياسة «نحن» و «أنتم»، وكذلك ستؤدّي إلى معالجة الوضع السياسي الفوضوي الراهن.

ولكن كيف ومتى، الله العالم! وخصوصاً أننا على أبواب «الفورمولا 1»، وهو حدث مهم في البحرين، ونحتاج إلى الجميع لكي ينجح هذا الحدث، بغض النظر عن التوجّهات وعن اختلاف الفكر أو حتى اختلاف المبدأ، فجميعنا ننظر إلى أمّنا البحرين، وإلى الاستفادة من هذا الحدث من أجل الجميع، ولو يقول قائل ما الذي نستفيده من «الفورمولا 1»، فإن الاستفادة من «الفورمولا 1» ومن إنجاح هذا الحدث، ينتعش الاقتصاد المتدهور حالياً جرّاء هذه الفوضى في البحرين.

إننا لا نعاتب أحداً ولا نثني على أحد، فالجميع أخطأ في حق وطننا الأم، سواء كانت المعارضة أو الحكومة أو الشعب، وبالطبع هناك من أجّج الموقف وزاد الفوضى، حتى يستفيد شخصياً منه، ولكن هيهات لهؤلاء «المرتزقة» أن يستفيدوا أكثر، لأننا واعون إلى خطورة الوضع، وإلى ما يحدث في وطننا الغالي، وما يحدث تحت الطاولة، وما المؤجّجون إلا أيام وُجِدوا وسينتهون، وسيبقى ويظفر من أحبّ وطنه بالفعل وحاول لمّ الشمل، وعدم إغراق البحرين أكثر وأكثر.

حتى نخرج من عنق الزجاجة دعونا نعقد هدنة ولو لـ 3 أيّام فقط، فيستفيد منها من يعمل في قطاع التجارة بشكل عام، وغيرهم من أبناء البحرين، ممّن يستفيدون من حدث «الفورمولا 1»، وبعد ذلك يجب ألاّ ننتظر الفرص بل وجب علينا اقتناصها، بحيث نحاول دفع عملية الحوار الوطني إلى أقصى مدى، من أجل الحصول على المبتغى الرئيسي، وهو إعادة الحياة الاقتصادية والسياسية إلى النهوض مرّةً أخرى.

لن ننهض ولن نستطيع الحصول على ما نريده، ونحن في ظل هذه الفوضى السياسية، بل سنغرق وسيغرق من معنا ومن ضدّنا ومن ليس له رأي أيضاً، لأنّنا أهدرنا وقتاً كثيراً نعاتب بعضنا بعضاً، ونعاقب بعضنا بعضاً، وآن لنا الأوان لكي نلملم جراحاتنا، ونعمل بعقل بعيداً عن العواطف، فهناك الكثير في الوطن ينتظرنا وينتظر تقارب أفكارنا وإبعاد مشكلاتنا، من أجل النهوض به وبالأجيال القادمة.

ليس هناك مصلحة لأي أحد إذا ما زادت الأمور تأزّماً وخرجت عن السيطرة، وإنما المصلحة لأولئك الرعاع الذين يقتاتون من دمار بحريننا وأهلينا، فهم المستفيدون حالياً ومستقبلاً مما يحدث على هذه الأرض الطيّبة، أرض الآباء والأجداد.

إقرأ أيضا لـ "مريم الشروقي"

العدد 3502 - الأحد 08 أبريل 2012م الموافق 17 جمادى الأولى 1433هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان
    • زائر 40 | 11:29 م

      قالها بعض أعضاء لجان التحقيق في الوزارات والمؤسسات

      قلبي معك وسيفي عليك وأنا أخجل من النظر في عينيك ولن انسى جميلك
      لكنها أوامر نعم تلك قاعدة العبودية وما اعتاد عليه العبيد لا الاحرار
      كيف نبرر فعلك وتعطل عقلك وتصبح اداة لا عقل لها ولا ضمير وتتجرد من
      انسانيتك ويصل بك الامر للقيام بما لا يقدم عليه حر غيور يخاف الله

    • زائر 39 | 11:21 م

      مجرد راي

      عندما تقولي بان الجميع أخطأ وقد يكون صحيحا لكن لم توضحي كمن أعطى
      المبتدأ ولم يعطي الخبر والسؤال أو الأسئلة ان شئتي
      * من بدأ بالخطأ من سلب الحقوق ومنعها من أصحابها أم من سلبت منه حقوقه
      * ماهو حجم خطأ كل مخطئ هل يتساوى القاتل مع المتظاهر ؟
      * اذا حوسب وعوقب من أخطأ من أحد فرق الخطأ فلماذا لم يحاسب المخطئ
      من كل فريق ؟
      * القاتل أخطأ\\ هادم المساجد أخطأ \\ مثير الفتنة الطائفية أخطأ وتلك عينة
      وأهمها وأثقلها على الوطن وكلها ثقيلة سياسة فرق تسد درس العم سام

    • زائر 37 | 3:55 م

      لكل شيء بداية واين ونهاية؟؟

      لم يخلق الكون في القرن الحادي والعشرين بل كان قبل ذلك بكثير. ولم تكن مجريات الايام التي نعيشها نهاية ولا بداية. فالبداية كانت قبل الاحداث التي شهدها العباد في البلاد.
      قد يمكن للانسان ان يعود الى نقطة انطلاقة عند ما يكون قادرا على ذلك, لكن الواضح انه متى ما تسلب منه هذه القدرة فانه لا يستطيع ذلك.
      وهكذا تتجلى الحقيقة ان الامر يعود لصاحبه..

      ما شاء الله .... لا ما شاء الناس!!!

    • زائر 36 | 2:25 م

      المؤججون هم الرافضون لأي توافق، و هم أعداء الوطن الحقيقيون

      **(وبالطبع هناك من أجّج الموقف وزاد الفوضى، حتى يستفيد شخصياً منه،

      **(وسيبقى ويظفر من أحبّ وطنه بالفعل وحاول لمّ الشمل، وعدم إغراق البحرين أكثر وأكثر)
      **(ليس هناك مصلحة لأي أحد إذا ما زادت الأمور تأزّماً وخرجت عن السيطرة، وإنما المصلحة لأولئك الرعاع الذين يقتاتون من دمار بحريننا وأهلينا، فهم المستفيدون حالياً ومستقبلاً مما يحدث على هذه الأرض الطيّبة، أرض الآباء والأجداد)

    • زائر 35 | 12:55 م

      كيف !!

      كيف للمعارضة الهدوء عندما لا يعترف الطرف الآخر بوجود مشكلة سياسية رغم وجود أدلة واضحة على ذلك. اضافة الى ذلك، كيف لنا المشاركة و دعم من قتل شباب في عمر الزهور و جعل الأمهات باكيات و في الم على فراق أبنائهن. - هذا هو كلام الشارع اليوم.

    • زائر 34 | 9:43 ص

      تعبنا

      تعبنا واصبحنا نموت ولكن من يستمع
      اننا نعاني ولكن هل تعانون مثلما تعاني قرى البحرين!!
      هل تعيشون الم الصرخاتت والاهات والكل يتناحر الاخوة تتناحر والدماء تنهمر من يسمعنا لااحد فقط واعلية والله يرحمه ولكن مالذي ننتظر منكم انتم !!
      معارضة وحكومة الايكفيكم ماجرى من موت وهلاك ودمار وتشتت وانسلاخ للهوية الا يكفي!!
      نحن ابناء هالبلد لسنا بمجنسين ولاانبطاحيين اتقوا الله بالشعب البحريني كفىىىىىىىىىىى

    • زائر 33 | 9:42 ص

      التمني شئ والواقع شئ اخر

      مع احترامي لوجهة نضركي ، ماذا تريدن ان نفعل ؟

    • زائر 32 | 6:50 ص

      أختي العزيزة مريم

      كم فرحنا فرحاً شديداً حين سمعنا عن مشروعٍ إصلاحي يقوده الأمير الجديد (آنذاك) وميثاق العمل الوطني الذي اعتبرناه صفحة جديدة وحملنا الملك خلال زيارته لسترة تعبيراً عن المشاعر الصادقة والرغبة الجدية في الخروج من الأزمة الخانقة والمتعبة في التسعينات، وكانت البحرين تعيش أزهى أيامها.
      لكن ماذا حدث في تاريخ 14 فبراير 2002؟ عُدنا للتشاؤم الذي سادنا من بعد تطبيق قانون أمن الدولة 1975، والحكومة بيدها أن تنهي هذا التشاؤم أو أن تعززه.

    • زائر 31 | 6:41 ص

      شكرا على المقال اخت مريم

      الكرة في ملعب الحكومة، والإصلاح السياسي واجب. تقرير بسيوني يقول يجب الإفراج عن كافة المعتقلين والمعتقلون لا يزالون في السجون، ويتم قمع من يتظاهر للمطالبة بإطلاق سراحهم .. الحكومة هي من تريد التأزيم وإلا لكانت بدأت في (الإصلاحات)

    • زائر 30 | 6:27 ص

      أبناء الوطن اخوان مهما كان الاختلاف

      أبناء الوطن اخوان مهما اختلفوا

    • زائر 28 | 5:52 ص

      تحية و إحترام

      أليس من الإجحاف أن نساوي بين الضحيه و الجلاد يا أستاذه مريم ,, بعد كل العذابات التي عشناها في قرانا طوال سنين مضت وذقناها قبل سنه بجرعه أكبر وأشد ليومنا هذا أن نقول عفا الله عما سلف,, ولو كان في منزلك شهيد أو معذب أو مفصول أو منتهك حقه لما ساويتي بين الظالم و المظلوم.. أبعد الله عنك البلوى والبلاء

    • زائر 26 | 5:03 ص

      فوضى وليس سياسة بل اكثر ، ليكن شعارنا الدين لله والوطن للجميع ، ما لقيصر لقيصر وما لله لله

      نعم هي فوضى لا سياسة ، نعم نؤكد على الحق في المطالب ومشروعيتها ، نعم نؤكد على الحق في الحرية والكرامة والعيش في تساوي على اساس المواطنة ، لكن ارى علينا أن نرفض الفوضى من اغلاق الطرقات واشعال الاطارات ، المعارضة اخطأت كثيرا في الزج بالنقابات العمالية المهنية في غياهب السياسة ، اخطأت في الزج بالقطاع التعليمي في السياسة وتشجيع الاطفال بترك المدرسة وتسييرهم مسافات طويلة تحت مظلة الشعارات السياسية ، يجب أن نعطي السياسة حقها ونفصلها عن التجمعات المهنية والذينية ، الدين لله والوطن للجميع شعار نصر عليه

    • زائر 24 | 4:10 ص

      انا اريد ان اعرف فيماذا اخطأت المعارضة

      ناس صار لهم سنين مهضومين يمارس ضدهم التمييز والاقصاء بل وحتى العنصرية وعندما يتكلمون ويطالبون
      بحقوقهم نقول اخطأوا!

    • زائر 23 | 4:07 ص

      ستراوي

      اخت مريم الحد لا تبعد 10 كيلو متر عن سترة ، نتشرف ان تحط رجلك على عليها وخصوصا في بيت احمد فرحان، ستكون ام الشهيد واقفة على باب بيتها تنتظرك وتردد

      احمد ينور عيوني
      منك ترى منعوني

    • زائر 21 | 4:01 ص

      سنابسيون

      لقد اصبحنا متشائمين لا نشعر أن الازمه في انفراج بل العكس في تصعيد أكثر ولا ادري الى متى سيستمر الوضع هكذا تعبنا ونريد الخروج من عنق الزجاجه لكن الى متى سنبقى والى كم سيطول هذا الامر ناس تؤجج وناس تفصل وناس تتظاهر وناس تعاقب وهي في بيتها فإلى متى ؟؟؟متى الفرج يالله متى؟؟؟؟؟

    • زائر 19 | 3:31 ص

      عزيزي الزائر رقم 6 لا أتضايق أبدا بل اشد على الأيدي

      ولكن ألا يستحق أحمد اسماعيل وقفة ممن يغيث أهلنا في سوريا ؟ ألا يستحق من يرمون بمسيلات الدموع ليلا وقة ؟ الا يستحق من هدمت مساجدهم وقفة وكما يقال الأقربون أولا بالمعروف اليس كذلك ؟ السوريون يستحقون منا كل الخير ومد يد العون لهم ، ولكن لماذا الكيل بمكيالين هنا سب وقذف وهناك اغاثة ، لا أتحدث عن التفاصيل ، القتل ان كان فردا أو جماعة فهو قتل يجب ان يدان يا عزيزي اليس كذلك ؟؟

    • زائر 18 | 3:13 ص

      هي جهة وحيدة يمكنها سد الذرائع ولا أراها تحاول

      أرى في عبارة "الكل أخطأ" تعميم يفقد المشهد الكثير من تفاصيله!! فليس من المنطق أو الانصاف وضع من "أخطأ" في استخدام صوته على مقربة من ذاك الذي "أخطأ" في استخدام منصبه وإعلامه وعسكره!!......... وللكاتبة الكريمة جزيل الشكر

    • زائر 12 | 1:52 ص

      تعليق 4

      لماذا تتضايق ياعزيزي من مد يد العون لأخواننا في سوريا
      سؤال هل حالتك مثل حالتهم لا سمح الله

    • زائر 9 | 1:15 ص

      آآآه عليك يالسياسه !!

      كيف لا تريدين من الناس التكلم في السياسه وهم يعيشون عليها يوميا فالسياسه فصلتهم من وظائفهم وهدمه مساجدهم وقتلت ابنائهم وحاكمه اطبائهم ومدرسيهم وصحفييهم وانتي منهم ,, أذا فالسياسه في الشأن البحريني تعتبر الوجبه الرابعه بعد العشاء والمسيل للدموع خير برهان ,,, والسلام

    • زائر 8 | 1:13 ص

      العزيزة جدا جدا مريم الشروقي

      لكن على الطرف الأخر لا يعترف بوجود مشكلة أصلا ويقولون لا يوجد شيء ، والدليل ان المساعي كلها منصبة على عون سوريا الحبيبة والفتات ( أغيثوا سوريا ) أما من يقتل في البحرين فليس من البشر ومن يضرب بمسيلات الدموع يوميا ما هم الا حشرات ، من يريد ان تهدأ البلد يثبت على الأرض ذلك ليس بالتصعيد الأمني والتهليل من المؤججين الذين يرقصون على أوجاع الوطن والمواطن قضية الخواجة أصبحت قضية انسانية لم ترى طريقها للحل كيف نريد ان تهدأ النفوس .

    • زائر 7 | 12:46 ص

      يادانة الحد

      كل اصيل واصلي يتمنى الخير للوطن والمواطن يبنيتي مشكلتنا مغ الاغراب الذين مثل ما اشرتي يقتاتون على مصائب وعذابات ابناء الوطن العربده في العقاب الجماعي لا تأتي باي خير للوطن الجريح والمستشاريين يراهنون على عامل الوقت وعامل الوقت قاتل والمستشارين عندهم الموضوع سهل وعادي ويمكن يمر مع الوقت مرور الكرام ونحن نردد حكمه الاجداد بقولهم ما اسهل الحرب عند المسفر استيقضوا؟؟؟؟؟؟؟ديهي حر

    • زائر 2 | 12:14 ص

      أختي مريم

      موضوعك كالعادة جمبل وملامس للواقع . ولكن عفوا ما تعليقك على فصل موظفين كلهم من نسيج معين .
      وزارة التجارة و غيرها واليوم 3 من شركة طيران واستبدالهم باجانب .
      وعليه فلا بد أن يكون حديث الناس غير ما تتوقعين ــ (( اللهم إجعل هذا البلد آمنا )) .
      أكرر سكري لطرحك المفيد والهادف
      اخوك م. الــــــــبـــــــــلادي

    • زائر 1 | 10:48 م

      لنسأل أم الشهيد....

      أوافقك فيما تهدفين اليه ولكن لنسأل أم الشهيد أولاً ونلملم جراحها.

      أنت أعرف العارفين بطيبة أهل هذا البلد... أم الشهيد لن تحمل البتدقية للثأر من قاتل ابنها وكل ما ستطلبه هو أن يأخذ العدل مجراه.... ولو بوعد بمثل الوعود التي عهدناها تخلف.

اقرأ ايضاً