العدد 3501 - السبت 07 أبريل 2012م الموافق 16 جمادى الأولى 1433هـ

زرداري يقوم بزيارة نادرة و"مثمرة" الى الهند

رويترز
رويترز

اصبح آصف علي زرداري الاحد اول رئيس وزراء باكستاني يقوم بزيارة الى الهند منذ العام 2005، ووصف الزيارة التي استمرت يوما واحدا بانها "مثمرة للغاية" في تحسين العلاقات بين البلدين الخصمين.
وخلال الزيارة التي وصفت بانها خاصة لكن مهمة جدا من الناحية الدبلوماسية، تناول زرداري الغداء مع نظيره الهندي مانموهان سينغ ودعاه الى زيارة باكستان.
ولقي اللقاء ترحيبا حذرا من المحللين الذي اعتبروه مؤشرا اخر على تحسين العلاقات بين الجارين الخصمين، الا ان مسالة نشاط المسلحين الباكستانيين ضد الهند لا تزال تشكل مشكلة عميقة بين الطرفين.
وتواصل الهند الضغط على باكستان لملاحقة منفذي هجمات بومباي 2008 التي القيت مسؤوليتها على جماعة عسكر الطيبة المسلحة التي اسسها الاسلامي حافظ سعيد.
وكانت باكستان فرضت الاقامة الجبرية على حافظ سعيد لمدة شهر بعد اعتداءات بومباي ثم اطلقت سراحه في 2009 في اجراء اكدته المحكمة العليا نظرا لغياب ادلة تبرر احتجازه.
ويعيش حافظ سعيد طليقا وبشكل علني في باكستان. الا ان واشنطن اعلنت عن مكافأة قيمتها عشرة ملايين دولار لاي معلومات تقود الى اعتقاله.
وبعد لقاء استمر نصف الساعة مع سينغ، قال زرداري في مؤتمر صحافي "لقد اجرينا محادثات مفيدة جدا"
واضاف "نود اقامة افضل العلاقات مع الهند. بحثنا في كل المواضيع الممكنة".
ورافق زرداري في زيارته وفد كبير ضم نجله ووزير الداخلية رحمن مالك.
واكد رئيس الوزراء الهندي من جهته ان "العلاقات بين الهند وباكستان يجب ان تصبح طبيعية وهذه رغبة مشتركة". واضاف "لدينا عدد من الملفات ونأمل في التوصل الى حلول تكتيكية وبراغماتية لكل هذه القضايا".
وسبق الغداء --المؤلف من اطباق كباب وكاري من جميع انحاء الهند بما فيها اقليم كشمير المتنازع عليه -- محادثة خاصة بين الزعيمين استمرت 40 دقيقة.
وصرح سينغ للصحافيين "انا راض جدا عن نتيجة هذه الزيارة .. وقد دعاني الرئيس زرداري لزيارة باكستان وساكون سعيدا بزيارة باكستان في وقت يناسب الطرفين".
واكد على ان العلاقات بين البلدين "يجب ان تصبح طبيعية. وهذه رغبة مشتركة لدى الجانبين".
ولا يتوقع المراقبون تقدما كبيرا في الملفات الحساسة التي تختلف بشأنها القوتان النوويتان خاصة مسالة اقليم كشمير المقسم بينهما والذي خاضت الدولتان اثتنين من ثلاثة حروب بسببه منذ استقلالهما في 1947، اضافة الى قضية الجماعات المسلحة المناهضة للهند في باكستان.
وصرح وزير الخارجية الهندي رانجين ماثاي للصحافيين ان الجانبين بحثا "بالاضافة الى نشاطات حافظ سعيد" سبل زيادة التجارة بين البلدين.
وقد جرت صياغة اتفاق حول تاشيرة دخول البلدين والتي ستسهل عل سكان البلدين التنقل بينهما، ويتعين التوقيع عليها في وقت لاحق.
واضاف ماثاي ان "المسؤولين شعرا اننا نحتاج الى التقدم خطوة بخطوة" في المحادثات بينهما والتي ستليها اجتماعات بين وزراء التجارة والداخلية في البلدين في الاشهر المقبلة.
وكانت الهند قد اوقفت عملية السلام البطيئة التي تهدف الى حل جميع المشاكل العالقة مع باكستان بعد هجمات بومباي التي اودت بحياة 166 شخصا، الا ان الجانبين عادا الى طاولة المحادثات ولكن بحذر.
وراى برهاما شيلاني المحلل في مركز نيودلهي لابحاث السياسة "ان هذه مناسبة رمزية سيتم تجنب المواضيع الحساسة خلالها".
ويرى معظم المراقبين ان السياسة الخارجية لباكستان هي في يد الجيش المتنفذ، حيث اشار شيلاني الى ان زرداري ليست بيده سلطة فعلية كبيرة.
واضاف "لا يمكنك اجراء محادثات حاسمة مع شخص لا يتحكم في شيء".
وتوجه زرداري بعد ذلك الى معبد صوفي في بلدة اجمير على بعد 350 كلم جنوب غرب نيودلهي حيث ادى الصلاة في مجمع المساجد الشهير الذي بني على قبر ولي توفي في العام 1236.
وتعرض المذهب الصوفي الاسلامي المعتدل المنتشر في جنوب اسيا، الى انتقادات متطرفين متشددين في باكستان شنوا هجمات على مصلين ومعابدهم في السنوات الاخيرة.
 





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً