ذكر مصرف قطر المركزي أن الفوائض المالية بلغت قرابة الـ 500 مليار دولار سنوياً للأعوام الماضية والقادمة وهذه العوائد تأتي لدول الخليج العربي من مداخيل النفط والغاز الطبيعي، وعند مقارنة هذه الفوائض المالية بمثيلاتها في الصين على سبيل المثال لا الحصر فإنها تعد كبيرة جداً حيث ان تعداد سكان هذه الدول لا يتجاوز مدينة كبيرة من مدن الصين.
في الحقيقة أنا شخصياً لا أرى في نشر هذه الأرقام أية فائدة، بل على العكس تثير الحسرة وتكثر الحساد والأعداء، لأن هذه الأرقام عند ذكرها على صفحات الصحف تثير البلبلة وتسلط الضوء على دول الخليج وتسيل لعاب الحاسدين والطامعين في الاستيلاء عليها من خلال افتعال قضايا جانبية وحروب بكل الطرق غير المشروعة، وإثارة المناوشات والقلاقل وفتح ملفات مشاكل الحدود العالقة بين الدول المالكة لهذه الأموال الطائلة.
بلاشك نحن في غاية السعادة والنشوة لسماع هذه الأرقام الكبيرة حتى إن لم نحصل منها على شيء، فهي في النهاية لأناس أعزاء علينا وظلوا اعواما واعواما وهم يدعموننا ويقدمون لنا المساعدات والهبات في المناسبات وفي الأزمات التي تطرأ على السطح بين وقتٍ وآخر.
لكن عند سماع هذه الأرقام يتبادر إلى الذهن عدة تساؤلات محيرة، منها: هل هذه الدول التي لديها هذه الفوائض المالية الكبيرة استطاعت أن تجد حلولاً لكل القضايا الملحة لدى شعوبها أم ان هناك من الضروريات التي مازالت عالقة وبحاجة إلى المال لحلحلتها وإيجاد أفضل السبل لحلها كإيجاد سكن لائق لكل مواطن، ومدرسة نموذجية لكل حي ومستشفى عصري يكون الانتظار فيه مدة دقائق بدلاً من الساعات، وكذلك سجون تصلح للآدميين، وشوارع معبدة وصيانتها منتظمة.
في اعتقادي ان الحرب التي استمرت طوال 8 سنوات بين الجارتين إيران والعراق والتي اندلعت شرارتها سنة 1980 وهمدت في 1988، كان سببها الأول والأخير الاستحواذ على الفوائض المالية التي كانت بحوزة دول الخليج، وما لا يعلمه البعض أن الخليج في ذلك الوقت كانت لديه فوائض مالية فائقة مقارنة بالقيمة السوقية للدولار آنذاك، فحتى يتم السيطرة ونهب المدخرات منها قامت الدول الكبرى بمساعدة الطاغية صدام في افتعال حربٍ مدمرة الغرض منها تدمير الدولتين تماماً وسحب كل المدخرات منهما حتى باتت الدولتان فيما بعد مديونتين بينما كانتا دائنتين، وكان للدول الكبرى نصيب الأسد في تفريغ خزائن الدولتين، فكان نصيب أميركا هو الأعلى، حيث لعبت دور المورد للأسلحة لطرفي النزاع بينما روسيا اكتفت بإيران، وبريطانيا كانت لها حصة مع العراق، والعدو الإسرائيلي وبالاتفاق مع أميركا أعطي جزءًا من الكعكة ببيعه إيران أسلحة وبأسعار عالية عن سعر السوق بحجة مقاطعة النظام الايراني آنذاك.
فالهدف من وراء تزويدهم بالسلاح ليس لتحقيق نصر عسكري لأي طرف بقدر ما كان الغرض منه سحب كل الفوائض المالية الموجودة في خزائنهم وخزائن جيرانهم، وكان مجموع ما تم صرفه على الحرب يقدر في ذلك الوقت بمئات المليارات، ويقال لو أن الحرب لم تشتعل بين الجارتين لكان لكل دولار واحد يتداول في العالم 20 سنتا منه تخص أهل الخليج (لكم أن تتخيلوا لو لم تحرق هذه الأموال في تلك الحرب المجنونة كيف أصبح حالنا الاقتصادي والاجتماعي).
فالدولتان المتجاورتان ودول الخليج أنفقت مبالغ طائلة على هذه الحرب التي لم تعد بأية فائدة على أحد سوى الدمار والقتل والتشويه لأبرياء زج بهم في حرب لا طاقة لهم فيها.
اليوم... التاريخ يعيد نفسه فبعد أن سكنت المدافع خرجت التصريحات والبيانات والاحصاءات عن الأموال الفائضة التي بحوزتنا.
إن ذكر هذه الأرقام في نظري لن يجلب لنا غير الدمار، لذا ما ننصح به دول الخليج عدم البوح بحجم الفوائض المالية، فكلما كبرت الأرقام ارتفعت وصعدت وتيرة المناوشات بين الجارة ايران ودول الخليج، فعلينا أن نتعلم من الدروس الماضية ونفهم أن العالم كله بات مادياً لا قيمة للقيم ولا المبادئ ولا الحقوق، فالعالم أصبح يجري وراء المصلحة فأين ما وجدت حل فيها. لذا أرجو من كل قلبي أن يفهم الجميع أن استعراض المدخرات أمام العالم لن يجلب لنا سوى الدمار والهلاك وكلما زادت الأصفار ارتفع مؤشر الترمومتر العسكري.
هذا هو عالم اليوم فالرجاء كل الرجاء التزام الصمت وعدم البوح بهذه الأرقام وصرفها على البنية التحتية من مدارس ومستشفيات ووحدات سكنية واستثمارها بطريقة علمية صحيحة للأجيال القادمة بهدوء ومن دون شوشرة و «فشخرة».
وللإمام جعفر الصادق (ع) حكمة رائعة ومفيدة وهي: «ثلاثة أشياء لا ينبغي البوح بها، ذهبك، ومذهبك وذهابك».
إقرأ أيضا لـ "عمران الموسوي"العدد 3501 - السبت 07 أبريل 2012م الموافق 16 جمادى الأولى 1433هـ
هل تعتقد يااخ عمران انهم غير مطلعين على كل مليم وارد وطالع
اعتقد جازما ان كل مليم داخل الخزانة او طالع لا بد أن يمرر عليهم ،من يدفع ثمن البترول وكيفية دفعة والعملة المتادولة لبيعة هي الدولار فكيف لا يعرفون الميزانية قبل تقر في البلاد نفسها .
الا أن هناك دولة قائمة بنفسها ولا دخل لهذه الدول المتقاسمة لكعكة الاقتصاد العالمي من الحرب العالمية الاولى اي منذ نقسيم العالم على بعضهم البعض وتوزيع الثروات اولا عليهم والى الآن .
اتذكر تصريح لرئيس وزراء بريطانيا في البي بي سي عن الاقتصاد يقول : لدينا احتياطيا لبريطانيا يكفي 50 سنة قادمة لشعبنا .
اذا انت تاكل التمر غيرك ايعد الطعام
من الغريب أن يخرج هذا العنوان من شخص مثلك . الم تعلم أن الهواء الذى نتنفسه و اللقمة التى نأكلها و القطرة التى نشربها يعلمون بها قبل ان نقوم بتلك الفعلة . هم من ينقبون عن الغاز و النفط و هم من يجردون حساباتنا و هم من يضعون لنا الخطط الاستراتيجية . فماذا بقى لنا لنخفيه ؟
شحادك يالمسمار قال المطرقه
للاسف هوس الاستحواذ على الخليج العربي يأتي اقرب من ما اتيت على ذكره من دوله لا تتوانى عن تجريم من يسمي الخليج بالخليج العربي ولا يكف مسؤليها عن القول بتبعية دول الخليج العربي اليها مجتمعتا و الخطب المثبته بالشرائط المصوره والمقروئه المنسوبه اليهم لا حصر لها 0فأين يأتي الاستقرار والتهديد ما زال مستمر 0السؤال هنا مذا لو تخلت دول الخليج آنذاك عن مساعدة العراق لا سترجاع الاراضيه النفطيه المسلوبه بالقوة هل ستتوقف ايران عند ذلك الحد ام ستفتح شهيتها استملاك حقول دول الجوار 0
هندسه البحبحه ياعمران
الاقتصاد القطري مرشح بان يناطح اقوى الاقتصادات العالميه وقطر خلال العشر سنوات القادمه مرشحه ان تكون اغنى دوله في العالم والمواطن القطري قبل 2020 بيستبدل الزفت التى ترصف به الشوارع الى حرير واحتمال سجاد ايراني فاخر فكره جريئه وفرت لقطر مليارات الدولارات وهي الغاء الجيش القطري قرار واقعي عاقل لان قطر تدرك ان مهما حشدت من ترسانه حربيه لايمكن ان تضمن امنها في ظل سباق تسلح عالمي مجنون فختارت البديل اختلفنا وتحاكمنا معهم على جزر حوار خسروا حوار وربحو الديبل به اكبر حقل غاز في العالم حظوظ!! ديهي حر
ملاحظات
لاينقل عن الأئمة (ع) الا الصحيح
ولا ينقل عنهم (ع) الا بعد التوضيح
والنقل بدون السابقتين يعني كل يقهم كما يريد