العدد 3501 - السبت 07 أبريل 2012م الموافق 16 جمادى الأولى 1433هـ

كيف يبدأ الفقراء مشاريعهم التجارية؟

عباس المغني abbas.almughanni [at] alwasatnews.com

أودع رامي في السجن لمدة 5 شهور، لأنه صدق كلام مسئول في احد البنوك، انهم يقدمون تمويلات لمشاريع الشباب في أقل من يومين.

وقصة رامي أنه عندما سمع مسئول البنك في التلفزيون، قرر أن يفتح مشروعاً تجارياً بكلفة 15 ألف دينار، بدلاً من أن يكون عاطلاً، وفي الوقت نفسه يوفر وظائف لاخوته الأربعة العاطلين عن العمل.

البنك اشترط على رامي أن يكون لديه سجل تجاري، واستخراج الترخيص التجاري، يتطلب عقد إيجار، فاضطر رامي إلى توقيع عقد إيجار يبلغ 300 دينار شهرياً.

وحتى يكشف مختص البلدية على المحل أخذ شهراً كاملاً، وعندما راجع البنك، قالوا له نريد ضمانات، إما عقار أو راتب شهري يبلغ 1000 دينار، أو بوديعة بالمبلغ نفسه. فقال رامي: أنا شاب لا أملك عقاراً مثل أغلب المواطنين، وليس لدي راتب، لأني عاطل عن العمل، وأما موضوع وديعة، لو كانت لدي وديعة بمبلغ القرض نفسه لما جئت لكم لأطلب قرضا.

فقالوا له، سندرس الموضوع، واستمرت مراجعته مع البنك نحو 4 شهور، ثم قالوا له: «تم إلغاء طلبك، ونحن آسفون، المشكلة ليست فينا، فنحن نساعد الشباب، ولكن المشكلة فيك أنت لعدم استيفائك الشروط ولا تمتلك الضمانات».

فكانت صاعقة نزلت على رامي، إذ انه يدفع إيجارا لمدة 5 شهور، ما مجموعه 1500 دينار، على أمل أن يحصل على القرض، ولكن جرت الرياح بما لا تشتهي السفن.

وقال رامي: إن «قروض البنوك للفقراء، كسراب يحسبه الظمآن ماء». وحيث ان رامي مطالب بمبلغ 1500 دينار، أودع في السجن لمدة 5 شهور.

فكر رامي، كيف يحصل على المال ليبدأ مشروعه التجاري؟ فبدأ يبيع قناني الماء في الشوارع، إذ يقف أمام إشارة المرور وعندما تصبح حمراء وتتوقف السيارات، يبيع قناني الماء. لكن المدخول قليل، فتوجه إلى تغسيل السيارات أمام المطاعم والمجمعات بسعر 500 فلس لكل سيارة.

فكر رامي لزيادة إيراداته، فتوجه إلى بيع الخضراوات أمام المساجد والتنقل في القرى والمدن.

أحد القرويين قال لرامي: «لماذا لا تبيع السمك، وتريحنا من الذهاب إلى السوق المركزي».

فقال رامي: «انها فكرة ممتازة»، وأخذ يبيع السمك في القرى، وتعرف على صاحب مطعم مختص في وجبات السمك، وبدأ يتعامل معه، وتطورت الفكرة إلى بيع السمك على المطاعم والفنادق.

وخلال 6 سنوات تمكن رامي من توفير 19 ألف دينار، وانطلق بها لتأسيس شركة لتصدير الأسماك لأوروبا وآسيا. واستغل رامي فرصة فارق الأسعار بين الدول، إذ تباع هنا ثلاجة الروبيان (زنة 40 كيلواغراما) بسعر 60 دينارا، بينما تباع في الدول الأوروبية بسعر 200 دينار. وثلاجة القباقب (سرطان البحر) تباع هنا بسعر 20 ديناراً بينما تباع في اليابان بسعر 120 ديناراً.

وبذلك كانت فرصة رائعة اقتنصها رامي، وحقق ثروة وأصبح مليونيرا، واستطاع أن يوفر وظائف لاخوته، بل وفر وظائف إلى مئات الشباب العاطلين عن العمل، وساعدهم في تحسين وضعهم المعيشي.

حكمة رامي التي دائماً ما يكررها للشباب: «ما يحك ظهرك غير ظفرك».

ويرى أنه بإمكان أي شاب فقير أن يوفر رأس المال لمشروعه دون الحاجة للبنوك، وكل ما يحتاجه الشاب هو الإرادة والعزيمة والإصرار، حتى وان بدأ ببيع «النخج والباقلة» في الشوارع فانه سيصل إلى هدفه.

إقرأ أيضا لـ "عباس المغني"

العدد 3501 - السبت 07 أبريل 2012م الموافق 16 جمادى الأولى 1433هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان
    • زائر 8 | 6:58 ص

      حقيقية؟

      هل قصصك حقيقية ام من وحي الخيال؟؟؟ صراحة كل مرة كأنك تأخذنا الى عالم الأحلام !!!!!!

    • زائر 7 | 6:51 ص

      هلكيف ؟!

      القصة مادخلت دماغي

      اشك ان رامي ليس بحريني

    • زائر 2 | 1:36 ص

      مقالاتك جداً مفيدة

      بصراحة مقالاتك إبداع باريت لكل يقرا هل المقالات للاستفادة وأخذ العبر ،،،. شكرًا جزيلا ويرحم والديك على مقالاتك الرائعة .

    • زائر 1 | 11:49 م

      صباحكم

      مرة أخرى

      هل رامي بحريني ؟؟

      هل هذه القصص مستوحاة من واقعنا حقا أم من فضاء الانترنت

      قواك الله

اقرأ ايضاً