العدد 3501 - السبت 07 أبريل 2012م الموافق 16 جمادى الأولى 1433هـ

الشركات العقارية تتعلم من الطبقة الارستقراطية في لندن

بدأت أعداد قياسية من شركات التطوير العقاري في لندن والتي تتطلع لبناء أحياء فاخرة في محاكاة النجاح الذي حققته الأسر الارستقراطية التي ساعدت في تغيير شكل العاصمة قبل 50 عاما.

ويعد مشروع تطوير 67 فدانا في منطقة كينجز كروس ومشروع بناء 2818 مسكنا في موقع الأولمبياد من بين عشرات المشروعات التي استفادت من تجربة مناطق مثل جروسفينور وكادوجان التي بنيت قبل مئات السنين والتي رفعت قيمة العقارات في العقود القليلة الماضية من خلال الحرص على انتقاء المستأجرين وتحسين المناطق العامة.

وقال السير تيري فاريل الذي صمم مشروعا على مساحة 77 فدانا للمتاجر والمكاتب والمنازل في منطقة ايرلز كورت في غرب لندن من المقرر أن يستكمل في العام 2032 «يتزايد إدراك الجميع بأن التصميم والحفاظ على البيئة المحيطة بالمباني من شأنه زيادة قيمة العقارات مثل أي عامل آخر».

ومن بين المشروعات التي تنتهج أسلوبا مماثلا مشروع مشترك بين شركة ديلانسي العقارية البريطانية والذراع العقارية لهيئة الاستثمار القطرية وهي صندوق إدارة الثروات السيادي في قطر والذي سيبدأ في عمل على مساحة 67 فدانا في ايست فيلج فور انتهاء دورة الألعاب الأولمبية في الصيف المقبل. بل ان هذا المشروع عين الرئيس التنفيذي لكادوجان ايستيتس التي تملك أغلب عقارات حي تشيلسي الراقي في لندن رئيسا له بعد أن دفع 557 مليون جنيه استرليني (883 مليون دولار) للموقع في أغسطس/ آب الماضي.

وقال ستيوارت كوربن لرويترز «كنت ضمن عدد محدود نسبيا من الناس الذين يتمتعون بخبرة إدارة جزء كبير من لندن بنظرة بعيدة المدى... الأسلوب الذي سيتبع مع مشروع ايست فيلدج سيكون بعيد المدى وإن كنت لا أقترح أن نبقى هناك لمدة 250 عاما».

وتتولى شركة ارجنت البريطانية تطوير مشروع كينجز كروس مدعومة بهرميس العقارية نيابة عن صندوق معاشات شركة الاتصالات البريطانية بي.تي وبقيادة روجر مادلين وهو من أنصار حماية البيئة ويذهب إلى عمله يوميا على دراجة. وتحول حي وست اند في لندن الذي كان ذات يوم مليئا بالقرى والضياع التي تتركز فيها أغلب أراضي الطبقة الارستقراطية إلى مجموعة من الأحياء السكنية في أواخر القرن الثامن عشر إذ تجاوز النمو السكاني سعة المركز المالي الواقع إلى الشرق منها. ويسيطر رابع أغنى شخص في بريطانيا دوق وستمنستر جيرالد جروسفينور على منطقة جروسفينور التي تغطي اليوم مساحات شاسعة من حي مايفير وحي بلجرافيا وهما من أرقى مناطق لندن. كانت المنطقة من قبل مستنقعات تم امتلاكها لأول مرة بزواج توماس جروسفينور صاحب أراض في شمال غرب انجلترا من ماري ديفيس التي كانت تبلغ من العمر 12 عاما ووريثة ضيعة ايبوري في لندن في العام 1677. وأوجدت مثل هذه الروابط هياكل ملكيات أراض لم تشهد مثلها مدن رئيسية أخرى على مستوى العالم.

وقال خبير مبيعات التجزئة في شركة سمسرة العقارات كوشمان اند ويكفيلد مارك برلتون إن شركات مثل شركات الاستثمار المباشر تملك مباني وليس أحياء بكاملها في نيويورك في حين تملك عدة أطراف أكبر الشوارع التجارية في باريس.

وكان أصحاب الأملاك باعتبارهم أوصياء وليسوا مجرد مطورين عقاريين يسعون للربح ينتظرون دخلهم من جمع الإيجارات. لكن الوضع تغير في العام 1967 عندما تمت مراجعة القانون ليعطي المستأجرين حق الشراء، ما خفض أحجام الأملاك وحول التركيز إلى زيادة قيمة العقارات.

فارتفعت الإيجارات في شارع سلون في كادوجان بنسبة 175 في المئة منذ 1987 لتحويله إلى حي راق للتسوق، ما حال دون حصول المزيد من متاجر التجزئة المتوسطة من الحصول على أماكن فيه.

وارتفعت الإيجارات في كينزنجتون هاي ستريت بنسبة 108 في المئة فقط خلال الفترة نفسها وفقا لبيانات شركة كولييرز انترناشيونال للاستشارات العقارية. وكلاهما يرتاده الجمهور المحلي نفسه لكن تفتت الملكية في الشارع أسفر عن وجود أنواع مختلفة من المتاجر منها متاجر منخفضة الكلفة مثل تي.كيه ماكس. ولا تسعى هوارد دي والدون ايستيت التي تسيطر على 92 فدانا من حي ماريليبون دائما للحصول على أعلى الإيجارات في شارع ماريليبون لذلك تمكن باعة تجزئة مستقلون من الازدهار، ما زاد من قيمة الأملاك فنمت بنسبة 40 في المئة إلى 2.1 مليار جنيه منذ 2008.

العدد 3501 - السبت 07 أبريل 2012م الموافق 16 جمادى الأولى 1433هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً