العدد 3500 - الجمعة 06 أبريل 2012م الموافق 15 جمادى الأولى 1433هـ

صانعو الأفلام القصيرة وانعدام الدعم

سوسن دهنيم Sawsan.Dahneem [at] alwasatnews.com

مع الانفتاح الثقافي والإعلامي بين مملكة البحرين والدول الأخرى ظهرت على الساحة مجموعة أفلام شبابية قصيرة نفذها مخرجون شباب دخلوا المجال بقوة وأثروا فيه، تعاون معهم كبار الكتاب والفنانين والفنيين من أجل صناعة سينمائية متميزة شاركت في الكثير من المهرجانات العربية والإقليمية والدولية حتى أحرز بعضها جوائز متعددة ولاقت نجاحاً وقبولاً ملفتاً.

في الأفلام القصيرة التي أنتجها شباب احترفوا هذا العمل، يقدم السيناريست عمله مجاناً دعماً لهذا المخرج أو تلك المجموعة، ويقدم الموسيقي عمله تطوعاً، ويمثل الممثل دوره مهما كان مشهوراً من غير مقابل، لأنهم يؤمنون جميعاً بهذه الصناعة، ينتجون الفيلم ويشاركون به في مهرجانات سينمائية في مختلف البلدان، وبعضهم شارك في أكثر من 30 دولة ونال الكثير من الجوائز.

وعلى رغم عدم وجود الدعم الرسمي لأي من هؤلاء الشباب إلا أنهم أصروا على فتح الأبواب المغلقة واقتحام هذا المجال بإصرار ومقاومة كي يصلوا إلى نجاحات عالمية.

في البحرين لدينا الإمكانات البشرية التي تزخر بالأفكار وتستطيع تنفيذها بنجاح، ولكن المشكلة في عدم توافر الاستثمار السينمائي الحقيقي سواء من الجهات الرسمية أو تلك الخاصة المتمثلة في أصحاب رؤوس الأموال، إضافة إلى تقصير وزارتي الثقافة والإعلام في دعم الشباب البحريني والمبدع البحريني بشكل عام؛ إذ لا توجد لدينا في البحرين منظمة أو هيئة أو مؤسسة عامة لتمويل السينمائيين ولو تمويلاً جزئياً، عن طريق تمويل المونتاج أو تمويل الحصول على السيناريو والممثلين أو غيرها كما هو حاصل في الدول الأخرى العربية والأجنبية التي اكتشفت أن بإمكان السينما عكس ثقافة البلدان والترويج لها سياحياً وثقافياً، إضافة إلى غياب البنية التحتية الخاصة بالإنتاج السينمائي، بداية من غياب المعاهد والتعليم إلى صالات الإنتاج المؤهلة والمجهزة بما يحتاجه المبدع.

وما أثار حفيظة بعض المشتغلين بالسينما هو قيام إحدى شركات الاتصال أخيراً بصرف مبالغ كبيرة جداً على إعلان يروج للبحرين، استعانت لتنفيذه بكوادر من خارج البحرين، لكنه لم يكن بالمستوى المطلوب، ما أثار انزعاج كثير من السينمائيين البحرينيين ممن كان بإمكانهم تنفيذ عشرة أفلام بالمبلغ المدفوع نفسه وبصور مختلفة تكون واجهة ثقافية وسينمائية وسياحية جميلة للبلاد. من جانب آخر، فإن الدعم الاعلامي يكاد يكون معدوماً لولا بعض الجهود الفردية أهمها الناقد السينمائي حسن حداد من خلال موقعه الإلكتروني «سينماتك» الذي يعتبر نافذة لوصول المنتج البحريني إلى العالمية من خلال موقع متخصص لا يلقى الدعم المادي والمعنوي من قبل الدولة على رغم ما يحتله من موقع مهم في خارطة الصناعة الإعلامية في مجال السينما.

ومضة:

في هذا الأسبوع يشارك الكثير من البحرينيين في مهرجان دبي السينمائي، والمتوقع أن يحصد بعضهم جوائز على أعمالهم، فهل سيحظون بتكريم ودعم من وطنهم كما يفعل غيرهم؟ وهل ستتبنى الدولة الأفلام الفائزة عن طريق الترويج لها وإيصالها إلى الدول الأخرى أو دعم أصحابها ليصلوا بها إلى حيث يريدون؟

إقرأ أيضا لـ "سوسن دهنيم"

العدد 3500 - الجمعة 06 أبريل 2012م الموافق 15 جمادى الأولى 1433هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً