لعبت تكنولوجيا المعلومات والاتصالات دوراً رئيسياً في أحداث الربيع العربي إن من حيث الاتصالات أو مواقع التواصل الاجتماعي على الإنترنت. ويكمن السبب الرئيسي الذي شجّع الشعوب العربية على اعتماد هذه الوسائل لنشر آرائها والتعبير عن أفكارها بحريّة هو سيطرة الدولة على الإعلام التقليدي وبالتالي إخضاعه لرقابة مسبقة صارمة. هذا ما أشار إليه نائب الأمينة التنفيذية للإسكوا نديم خوري، خلال افتتاحه الاجتماع السادس للجنة الاستشارية للتنمية العلمية والتكنولوجية والابتكار التكنولوجي في بيت الأمم المتحدة في بيروت بمؤتمر صحافي لإطلاق تقرير الإسكوا بشأن «الملامح الإقليمية لمجتمع المعلومات في غرب آسيا 2011».
وقال خوري، إنه على رغم الجهود التي تبذلها بعض دول المنطقة، لاتزال الفجوة الرقمية بين معظم الدول العربية والدول المتقدمة موجودة وهي في تزايد مستمر في ظلّ قلّة التطبيقات وضعف المحتوى الرقمي العربي. وأكّد على ضرورة تعزيز هذا المحتوى وتحويل التراث والنتاج المعرفي العربي إلى محتوى رقمي يتم تداوله عبر وسائل الاتصال المختلفة كالإنترنت، والتوسع في التطبيقات الأساسية باستخدام اللغة العربية في مجالات عمل الحكومة وفي قطاعات التعليم والصحة والتجارة. ورأى أنه بذلك يمكن تسهيل حياة المواطنين بمختلف شرائحهم وزيادة إنتاجيتهم، ومكافحة الأمية وخلق فرص عمل ونشر العلم والمعرفة عبر استخدام تكنولوجيا المعلومات والاتصالات.
وأضاف أن بناء مجتمع المعلومات والتوجه نحو الاقتصاد المبني على المعرفة يعتمد على توفر الإرادة السياسية واتخاذ القرارات الضرورية لتوفير البيئة التشريعية والعلمية والاقتصادية والاجتماعية ودعم التعاون الإقليمي لتنسيق الخطط. وعوّل على مشاركة أصحاب المصلحة في هذا الاجتماع، الأمر الذي برأيه سيغني النقاشات ومخرجاتها وعبّر عن انفتاح الإسكوا على كل الأفكار والاقتراحات القيّمة التي سيتمّ التداول بها.
من ناحيته، أوجز مدير إدارة تكنولوجيا المعلومات والاتصالات في الإسكوا حيدر فريحات، مهمات اللجنة الاستشارية للتنمية العلمية والتكنولوجية والابتكار التكنولوجي التي تقوم على تقديم المشورة بشأن الحصول على التكنولوجيا الحديثة، وعلى اقتراح سبل تعزيز التعاون الإقليمي من أجل التكيف ونقل التكنولوجيا وإتقانها، وعلى التشاور في أولويات الإسكوا في هذا الإطار، وعلى متابعة القرارات الدولية والإقليمية ذات الصلة. وأكد أن التزام الأمم المتحدة بتسهيل نشر العلم والتكنولوجيا والابتكار يتمّ بناء على قناعة واضحة بضرورة دعم حياة كريمة وأفضل على المستوى العالمي لاسيّما في المناطق التي تفتقر إلى الحقوق الأساسية مثل الغذاء والماء والصحة والأمن والمعلومات والتعليم. ودعا إلى بذل الجهود المشتركة بين القطاعات العامة والخاصة والأهلية والحكومات ليتسنّى تنفيذ مشاريع لخدمة التنمية الاقتصادية والاجتماعية المستدامة وتحقيق الأهداف الإنمائية للألفية.
العدد 3500 - الجمعة 06 أبريل 2012م الموافق 15 جمادى الأولى 1433هـ