لم تكن هناء شلبي رقماً عادياً في معادلة المقاومة الفلسطينية، لا لتاريخها النضالي فحسب ولا لكونها امرأة من بيت اعتاد الجهاد من أجل قضيته، واعتاد المقاومة فطال أبناءه الاعتقال والاستشهاد، بل لما قامت به من خطوة جريئة بعد عامين من الاعتقال، وهو الإضراب عن الطعام لمدة 44 يوما أبعدت بعدها إلى غزة لثلاث سنوات، علماً بأن القانون يحرم على «اسرائيل» إبعاد أي مواطن من أرضه قسرا.
هناء شلبي تحدت جور سلطة بجوعها، انتصرت على قيدها بجوعها، وانتصرت للمظلومين بجوعها أيضا عندما استطاعت بصمودها وهي الشابة العشرينية أن تكسر قيدا لم يستطع كثيرون غيرها كسره.
خرجت من المعتقل إلى غرفة العناية القصوى، لكنها عادت لتشعر بنور الحرية، الحرية التي ما فارقتها وهي الأسيرة التي لم تكترث لقيد في سبيل مقاومة محتل يريد لأرضها أن تكون أسيرته وفريسته.
هناء شلبي ثاني معتقلة في السجون الإسرائيلية تخوض إضراباً مفتوحاً عن الطعام بعد عطاف عليان التي استمر اضرابها أربعين يوماً في العام 1997م. وحظيت شلبي بمناصرة اعلامية على مستوى الوطن العربي والعالم أدت إلى الضغط على الإسرائيليين لإطلاق سراحها قبل أن تموت خلف قضبانهم. ولم تكن هاتان هما الوحيدتان اللتان تضربان عن الطعام في السجون الاسرائيلية إذ يمتد تاريخ الإضراب إلى العام 1969 م حيث بدأ في سجن الرملة واستمر 11 يوماً، تلته الكثير من الحركات الاحتجاجية بالطريقة ذاتها آخرها الاضراب الذي خاضه سجناء فلسطينيون يوم أمس 4 ابريل/ نيسان بعد الاعلان عنه بتاريخ 3 ابريل.
تقول شلبي في أحد لقاءاتها مع إحدى الصحف إنه في اليوم 36 من اضرابها عن الطعام، ساءت حالتها، وبدأت عظام صدرها في الضغط عليها، وأصابها ألم في الناحية اليسرى من البطن، وصعب عليها الوقوف المتوازن، ولم تعد تستطيع الرؤية في شكل واضح، ثم بدأ الدم ينزف من فمها وأنفها. واضطرت، بعد تحذير أطباء من فلسطينيي 48 يعملون في مستشفى مئير الاسرائيلي إلى تناول فيتامينات لمدة اسبوع كي لا تتعرض لأضرار في خلايا الدماغ أو توقف القلب أو فقدان البصر.
هذه أعراض أصابت مضربة عن الطعام في اليوم السادس والثلاثين فما حال من أضرب عن الطعام لمدة 55 يوما؟
ومضة:
هناء شلبي في فلسطين تضرب عن الطعام لـ 43 يوما وتفرج السلطات الإسرائيلية عنها وتبعدها في وطنها، بينما يواجه سجناء عرب آخرون خطر الموت في سجون باردة.
إقرأ أيضا لـ "سوسن دهنيم"العدد 3498 - الأربعاء 04 أبريل 2012م الموافق 13 جمادى الأولى 1433هـ
هناء شلبي مرة اخرى
شرف لكل حر يؤمن بالكرامة والعزة أن يحيي هذه المناضلة التي سطرت دروسا عملية في مواجهة العلو الصهيوني المتغطرس. حياك ربي يا هناء يارمز كرامتنا ونصرنا في فلسطين.
الحقوقي
يجب الإفراج الفوري عن الشخص المضرب
الجود بالنفس اغلي غاية الجود
اذا كان هذا ما يفعله الجوع اذن لماذا يقال بأن الجوع كافر؟امثال هؤلاء الناس الصابرون علي الم الجوع يضربون لنا مثلا كبيرا جدا بأن النفس الانسانية في اعلي تجلياتها لا يهمها جوع ولا بطش ولا سجن لكنها تتوق الى الحرية سواء داخل هذا الجسد البالي ام خارجه.
شكرا جزيلا
** موضوع واقعي وجميل وحساس . ونتمنى الخير والفرج للجميع سواءا كانوا في سجون باردة او حارة . ولكن ؟
لقد اسمعت لو ناديت حيا ولكن لا حياة لمن تنادي