إذا كان المثل البحريني القديم يقول إذن من طين وإذن من عجين لكل واحد أصمخ... أو يتظاهر بالصمخ... فآنه أعتقد بأن المسئولين عن المرور لهم اذن من طين، والمسئولين عن الأشغال لهم اذن من عجين... وإلا تدرون؟ آنه أظن أن هؤلاء المسئولين عن الازدحام والتدافع (والتراعص) والاختناق عند كل دوار موجود في البحرين، آعتقد أن ما لهم ولا اذن أبداً ولا يمكنهم سماع الشكاوى... والأكثر (يمكن) يكون نظرهم ضعيف لدرجة أنهم ما يشوفون عباد الله المتأففين...
مشكلة هالصمخان... أو الذين يتظاهرون بصمخ النواخذة... والذين هم يشكون من الضعف الشديد في بصرهم ولكنهم لا يتمكنون من وضع أية نظارة طبية لأنه لا توجد لديهم اذنان على جانبي الرأس... هذه المشكلة تذكرني بقصة الشاب (الحشاش) الذي سمع بأن خالته ولدت ابناً من دون أذنين، وأخبرته والدته أن الخالة لا تعلم عن ولدها شيئاً، وهم لا يريدون إبلاغها (حالياً) عن العاهة التي ولد بها ابنها حتى لا تنتكس حالتها... الحشاش ذهب ليبارك (للخالة) جلس معها وقال : المهم أن تعطي ابنك الكثير من عصير الجزر حتى لا يضعف بصره، قالت الخالة: إذا ضعف بصره مستقبلاً (بسيطة) فسنعمل له نظارة طبية، قال الحشاش: يا خالة هنا تقع المشكلة الحقيقية...
والآن نحن لدينا المشكلة الحقيقية... تكلمنا كثيراً عن الاختناقات المرورية عند الدوارات الكثيرة، وعند الإشارات التي ليس لها داعٍ، وعند الشوارع الكثيرة (المزنوطة)... ولكن كلامنه ما طلع منه لا فايدة ولا عايدة، لأن الجماعة الأولى الذين هم في وزارة الأشغال والثانية الذين هم في إدارة المرور طلعوا ناس كلش ما لهم أية اذن على جوانب الراس فهم لا يسمعون شكاوينا، وما فيه عندهم إمكانية حتى يلبسوا نظارات طبية تساعدهم على تقوية أنظارهم الضعيفة التي لا تسعفهم في رؤية مشكلات العباد الكثيرة على شوارع وطرق البحرين المعفوسة الصناعة والتنفيذ...
نحن الآن في شهر رمضان المبارك... ومستخدمي شوارع البحرين لهم توقيتين مختلفين يحسون فيهما بشدة الازدحامات على الشوارع... التوقيت الأول هو في وقت الصيام، والتوقيت الثاني هو في وقت ما بعد العشاء... في وقت الصيام يكون الازدحام (والتراعص والتدزز) عند بداية الدوام الصباحي وعند نهاية الدوام، وفي هاتين الفترتين وعند الأماكن التي تكثر فيها الاختناقات المرورية (وما أكثرها) يكون الصايم روحه واصلة لخشمه، ومتنرفز حده وعيونه طالعه بره، ووجه حمر ويصرصر على ضروسه، ولو واحد سلمه في يده المسئول الأول عن هالزحمة والله كان عصره ولات رقبته سبعين لوتة، وبعدين احذفه برع السيارة وخلاه مثل الدوامة في الشارع...
التوقيت الثاني هو الذي يكون من بعد صلاة العشاء... حيث يكثر الازدحام في ليالي رمضان لعدة أسباب، منها تبادل الزيارات بين الأهل ومرور الرجال على مختلف المجالس المنتشرة في البلد والمتباعدة أحياناً، وسيزداد المرور بشكل أكبر في الأيام المقبلة وذلك بسبب كثرة الذهاب للأسواق والمجمعات التجارية لشراء مستلزمات العيد والهدايا والثياب الجديدة للأولاد والأحفاد... في وقت ما بعد العشاء وللأسباب التي ذكرناها يكون الازدحام على أشده في الشوارع التي بها الدوارات (الموجودة من غير داع) والمتجهة إلى الأسواق والمجمعات التجارية، وسيكون هناك بعض التزاحم عند عدد من الإشارات الضوئية الموجودة على شارع الشيخ عيسى...
نحن طرحنا (من قبل) عدة حلول (للصكة) إللي راح تكون في الأيام المقبلة، ولكن مع الأسف لا إدارة المرور راضية تسمعنه، ولا وزارة الأشغال تعتقد بأن من واجباتها الرئيسية فتح الشوارع الكبيرة وتعديلها بما يتناسب مع حجم السيارات المستخدمة لهذه الشوارع... وزارة الأشغال (أصلاً) لا تسمع ولا ترى، والمواطنون الذين يشتكون كأنهم يؤذنون في خرابة... على العموم نحن اليوم سوف لا نطلب المستحيل، وطلباتنا تتلخص في توفير عدد من رجال المرور يتواجدون بصورة دائمة على الدوارات (إللي دورت خرايط راسنه) وشرطة المرور الذين سيعملون في الليل يحتاجون إلى أن تصرف لهم علاوة (أوفرتايم) وخل الرائد موسى (ينق) من فلوس المخالفات..
إقرأ أيضا لـ "سلمان بن صقر آل خليفة"العدد 1485 - الجمعة 29 سبتمبر 2006م الموافق 06 رمضان 1427هـ