من المرتقب أن تعود وزيرة الخارجية الأميركية كوندوليزا رايس الأسبوع المقبل وتحديداً يوم الأربعاء إلى المنطقة بعد أن غادرتها قبل نحو شهرين بخيبة أمل حينما فشلت في تسويق مشروعها «الشرق الأوسط الجديد».
وها هي تعود من جديد وستكون محطتها الأولى من دون منازع وكالعادة «إسرائيل» لتصغي لمطالبها ثم تجول على المنطقة لتحقيق تلك المطالب. إذ إن برنامج جولتها يشمل السعودية ومصر.
وتزامنا مع هذه الزيارة المشئومة بدأ رئيس الوزراء الإسرائيلي أيهود أولمرت بمغازلة الرئيس الفلسطيني محمود عباس، وذلك عبر إبدائه الاستعداد لمقابلة الأخير في محاولة -كما يزعم - لإحياء عملية السلام، والتي اعترف الأمين العام للجامعة العربية عمر موسى بموتها وقبرّها في أول اجتماع لوزراء الخارجية العرب في القاهرة إبان العدوان الإسرائيلي الأخير على لبنان.
والغريب أن تكون هذه المغازلة السياسية تشوبها الريبة، فأولمرت الذي أعتدنا منه الخطاب الذي يبدأ بتهديد ويختم بشروط، أما هنا فالخطاب مغاير ومختلف فهو يقول في مقابلة مع راديو «إسرائيل» أذيعت أمس الأول وفي إشارة إلى عباس «إنني أبذل جهدا كبيرا لإقامة حوار... أريد أن اجتمع معه... يجب أن نبدأ عملية». وأضاف «كيف ستعمل وكيف ستنتهي... هذا هو ما سنراه».
هذا يشير إلى سيناريو جديد يعد للشعب الفلسطيني ولشعوب المنطقة في المطبخ الأميركي، إذ إن الرئيس الأميركي جورج بوش أعلن الأسبوع الماضي من على منبر الأمم المتحدة أنه كلف رايس «بذل جهود دبلوماسية» في الشرق الأوسط و«العمل مع القادة المعتدلين في المنطقة».
فزيارة رايس للمنطقة لا تبشر بشيء جديد، فهي لن تأتي من أجل سواد عيون العرب أو من أجل مصالحهم، فالتجارب التي مرت على المنطقة ولدت قناعة راسخة لدى الكثير من أبناء شعوب هذه المنطقة بأن أي تدخل أميركي بأي شكل من الأشكال يسهم في تأجيج الوضع واستمراره وتعقيد مخارجه، وهذا ما ستكشفه الأيام المقبلة بعد أن تتضح معالم هذه العودة المشئومة
إقرأ أيضا لـ "احمد شبيب"العدد 1485 - الجمعة 29 سبتمبر 2006م الموافق 06 رمضان 1427هـ