من وحي متابعة المسابقة الثقافية في بوري، في ليلتها الأولى، وإذا سمحت لنا اللجنة المنظمة بتقديم ملاحظة أولية بخصوص نوعية الأسئلة، وتعود أساسا إلى تبويب المسابقة: «إسلاميات، بانوراميات، اختراعات، قانونيات، مبرات، اقتصادات...»، فإن بعضها جاء صعبا سواء على الفرق المشاركة أو على الجمهور. وهو حكم ليس نهائيا بطبيعة الحال، فنحن في بداية مسابقة تمتد إلى عشرة أيام، لكن هناك اقتراحا بتسهيل الأسئلة نوعا ما، تخفيفا على عباد الله في هذا الشهر الكريم، ورحم الله من خفف الأسئلة على الصائمين!

طبعاً اللجنة المنظمة ستقول ان هذا الاقتراح صعب مستصعب، وجاء في الوقت الضائع، والمسابقة انطلقت فعلا، فاحتفظوا باقتراحاتكم أيها الصحافيون إلى العام المقبل. ولكن كحل عملي وسريع، يمكن إضافة باب جديد، وهو «بندريات»!

هذا الاقتراح يهدف إلى التخفيف على المتسابقين، وإلى تنشيط ذاكرتهم ثانياً، وكحل عملي لاستبدال بعض الأسئلة الصعبة بأسئلة يعرفها الجمهور. فالتقرير بما يحتويه من حقائق ومعلومات ثمينة، أصبح ثقافة رائجة يتداولها جميع الناس، إلى درجة لو أنك سألت عن مؤلف كتاب «البؤساء»، أو قصيدة «أرض اليباب» لخرج من يقول انه صلاح البندر!

ثم ان الأسئلة لا تحتاج إلى برمجة لإدخالها في نظام المسابقة الكومبيوتري، لأن المقدم يمكنه أن يحمل التقرير ويفتح على أي صفحة ويستنبط منها سؤالا على الطاير، وما عليه إلا أن ينتظر ثواني حتى يتلقى الإجابات. ثم إن التقرير شامل كامل - والكامل الله - غزير بالمعلومات، ثري بالقصص والحكايات، وأرقام الدنانير والشيكات. كما انه يدخل في كل أبواب المسابقة، ففي الاقتصادات، يمكنك أن تسأل: كم تكلفة إصدار صحيفة موالاة شهريا؟ أو كم يكلف إنشاء جمعية سياسية مزيفة لمناكفة الجمعيات السياسية الحقيقية؟

في باب «قانونيات»، يمكنك أن تسأل عن اسم الجمعية الحقوقية الكارتونية التي أرسلت إلى جنيف للتشويش على الجمعيات الحقوقية الحقيقية، وتم طرد مندوبها من المؤتمر وعاد (متفشلاً) ليكتب تقريرا «سريا» من خمس صفحات يدعي فيه انه انتصر على أعدائه بالضربة القاضية وحصل على الميدالية الذهبية في حقوق الإنسان!

يمكنك السؤال أيضا عن اسم فيلم «الأكشن» الذي تم إنتاجه خصيصا لتشويه سمعة شعب البحرين وحركته التاريخية في التسعينات من أجل إعادة البرلمان والعمل بالدستور، ومن هي «الشركة» التي قامت بإنتاجه وتسويقه؟ ومن هو العبقري مخرج فيلم الرعب؟

في باب «اختراعات»: من هو مخترع مخططات «السويتش» في استغلال حاجات الفقراء (قدس الله ظله)؟ وكيف يتم اختراع «لافتات» تفوح منها روائح الفتنة والتنابذ الطائفي.

في باب «اقتصاديات»، هناك أسئلة كثيرة: ما كلفة تجهيز الخيمة الانتخابية؟ وكم عدد المصابيح والكراسي والطاولات التي تحتاجها في حملتك الانتخابية؟ وكم تستلم مراكز الأبحاث لـ «طبخ» إحصاءات ترغب فيها السلطات مقابل كل «استطلاع»؟

أما «المبرات»، فيمكنك أن تسأل عما يستلمه «دعاة آخر الزمان» شهريا من مكافآت ورشا من تحت الطاولات خارج عملهم الرسمي؟ وما مجموع الأموال التي صرفت على «خطط» شوفينية عنصرية اقترحها بعض الخبراء والجواسيس «العرب» لتحريض فئات من هذا الشعب ضد الفئات الأخرى؟ وما هي جنسية هذا الخبير «العربي»؟ وكيف تمت إقالته وطرده بعد أن سرق آلاف الدنانير؟ وأين هو الآن؟

أسئلة كثيرة ومتشعبة، تصب في مختلف أبواب المسابقة، نقترحها تسهيلا على المتسابقين الصائمين، وتنشيطا لذاكرة الجمهور