العدد 1485 - الجمعة 29 سبتمبر 2006م الموافق 06 رمضان 1427هـ

مزامير «الوفاق»...

عادل مرزوق Adel.Marzooq [at] alwasatnews.com

-

الوفاقيون على مفترق طرق لا يبشر بخير، فما بين الأمانة العامة (المصرة على تمرير أسمائها)، وشورى الوفاق (المنقلب على عقبيه) مساحة مفتوحة من التآمر الداخلي وتزايد علامات الفوضى ورغبات الإسقاط والتخويف بين الأمانة والشورى، وبين أعضاء الشورى أنفسهم. ولن تكون هذه الاختلافات والمخالفات مستترة أكثر مما مضى، وستكشف للعيان عما قريب.

بالأمس فقط، بدأت مزامير الانتخابات تراتيلها، والوفاقيون - الذين يُسَربون أنباء خلافاتهم للصحافة ثم ينفونها - مزاميرهم مازالت بينهم، في هذا الوقت يحقق المترشحون المستقلون نجاحات أرضية أكثر. إذ يبدو أن مسألة حسم أسماء المترشحين عن الوفاق ستأخذ وقتا أطول، وبما يكفي لظهور أكثر من حصان أسود في الانتخابات القادمة.

في مبنى الوفاق، لايزال الوفاقيون بين خياري الإبقاء على مؤسسة الوفاق أو الإجهاز عليها، فالأمانة العامة تروج إلى أنها تقرأ ما وراء الترشح، وأنها تختار أسماءها من واقع تخطيط مدروس لا لفترة الانتخابات فحسب، بل لما سيأتي بعدها. وشورى الوفاق يلوح بضرورة الحفاظ على «المؤسسة» ونظام «المؤسسة»، ذلك النظام الذي امتدحه الأمين العام نفسه يوم انتخابات مجلس شورى الوفاق.

ثمة من يقول إن العريضة التي تسعى إلى إسقاط شورى الوفاق ليست سوى (إنتاج الأمانة العامة)، فأسماء الأعضاء المكتملي شروط العضوية في الوفاق هي بيد الأمانة العامة، لا بيد «الشورى»، رأي آخر يذهب إلى استرضاء أهالي إحدى محافظات العاصمة باستدراجهم للتوقيع على عريضة إسقاط شورى الوفاق مقابل سحب مترشح الأمانة العامة الحالي مقابل مرشح بديل قريب من الوفاق أيضاً.

لا تتوقف منغصات الوفاق عند هذا الحد، فالكتل الداخلية في مجلس الشورى تتناحر على أسماء المترشحين، هذا التقاسم/ التقاتل/ التناحر/ التنافس الشوروي الداخلي بات يسبب الإرباك للأمانة العامة، وهو ما يجعل الوفاق - وفق التسريبات التي تصل من أعضاء الوفاق أنفسهم - على محك «فتنة».

وإذا ما سلمنا بأن الانتخابات لا تزيد على كونها لعبة «إقناع» و«سيطرة» و«تأثير»، فإنه لابد أن نتنبأ بصورة الوفاق بعد مدة في ظل «الإقناع» و«السيطرة» و«التأثير» الذي هم اليوم مبدعون فيه، الناخبون في الدوائر المحسوبة على الوفاق سيصوتون، إلا أن التصويت لن يكون لمترشحي الوفاق حصراً. وبمعنى أوضح، سيكون التصويت لتيار الوفاق لا بضرورة الوفاق نفسها، خصوصاً إذا ما كانت هذه الفوضى ستنتهي بفوضى مترشحين، فيكون في كل دائرة مترشحون وفاقيون كثر، لترتفع بعدها تهمة «اختطاف» الوفاق والوفاقية «التحريفية»، عندها قد نقرأ على احد الجدران عبارة «انتخبوا (فلان) مرشح الوفاق الأصلي» على غرار المسلسل الفكاهي «طاش ما طاش الأصلي»

إقرأ أيضا لـ "عادل مرزوق"

العدد 1485 - الجمعة 29 سبتمبر 2006م الموافق 06 رمضان 1427هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً