العدد 1485 - الجمعة 29 سبتمبر 2006م الموافق 06 رمضان 1427هـ

إرادة المؤسسة وإرادة المنتسب لها... والانقلاب في المشاريع

فتنة أنحني لها

جعفر الجمري jaffar.aljamri [at] alwasatnews.com

-

الجمعية/ المؤسسة/ المنظمة/ الحزب، كل تلك تعبّر عن سقف... أفق محدود... خيارات لا يمكن تجاوز مزاج المؤسسة لتمريرها.

أحمد الله أنني لا أنتمي في الوقت الراهن الى أي من أولئك، والجمعية الوحيدة التي كنت أنتمي اليها، لم أحضر سوى جمعيتها العمومية الأولى.

هذا الأمر يمكن إسقاط نتائجه على الساحة الشعرية الشعبية في المملكة، فالانتماء لجمعية، يعني تمتعك بحصانة ترتئيها هي ضمن شروطها. ستفكر عنك، ولو استطاعت لقامت بالنيابة عنك بأمور أخرى!

يجب التأكيد هنا، أن الجمعية/ المؤسسة/ المنظمة/ الحزب، من المفترض أن تكون أفقاً اضافياً للحوار وتنظيمة... مساحة أخرى للممارسة، ونافذة يطل عليها المنتمون على خيارات أخرى مفتوحة تتيح لهم مزيداً من الإبداع، ومزيداً من الرؤية والرؤيا، والأهم من كل ذلك، تتيح لهم قاعدة صلبة يقفون عليها لتَوَلُّد حوار حر وصادق وشفاف من دون مناورة أو تحفظ... حوار يتيح متناً - ولا أقول هامشاً - للاختلاف. أي مشروع يكرّس لعادة الاتفاق هو مشروع كبت وإرغام و تسلط، اذ لا أحد في الدنيا يستطيع أن يضمن مثل تلك القيمة في بعدها الحركي ما لم يكن الإرغام والسطوة هما المتسيدان في طبيعة تلك العلاقة.

أي تجمّع في الدنيا تختفي في جنباته ثقافة الاختلاف، محكوم عليه بالفشل، لأنه مسيّر بالريموت كنترول!. وأي تجمّع يتوهم إمكانات خلق حال من الاتفاق معه وحوله، هو تجمّع يعاني من ارتفاع في درجة حرارة وهمه، ما يدخله في مساحة من الهذيان والغيبوبة. اختفاء الاختلاف يعني اختفاء التنوع والتعدّد والتمايز. التوأمة نسخة مكررة، وهي جميلة ومحبّبة، ولكن تكرارها وشيوعها يؤديان في نهاية المطاف الى عطل في رؤية جمال التعدد وروعة اختلافه. ثم انني الى الآن لم أستوعب أمراً يتعلق بموقف - نحترمه ونقدره من الطرف الذي جاء منه - مخصص ومقتصر على أعضاء «جمعية» وكأن الذين هم خارج أسوارها مهدور دمهم وحقهم في وجه أية هجمة يتعرضون لها!. على «الجمعية» أن تُعمِل مشرط وعيها وفرزها فيما يتعلق بالمنتسبين لها. هل تريد لبعض المنتسبين لها أن يكونوا أولاد شوارع في لغتهم، يقذفون البشر باتهامات بالجملة، هكذا وبشكل عشوائي؟ هل تريد الجمعية - التي نحترم ونقدّر ونحب القائمين عليها - أن يكون بعض منتسبيها بلطجية في لغتهم وسلوكهم وتعاملهم مع المعنيين بالساحة؟ هل تريد الجمعية أن تراكم عدد أعضائها على حساب امكاناتهم ومؤهلاتهم وخبراتهم وإنتاجهم الفعلي؟ هل تريد الجمعية أن تكون الحَكَم والجلاد في الوقت نفسه، حين ترمي الاتهامات جزافاً وبشكل عشوائي على جهة بعينها، محمّلة إياها ما أسمته بالفتنة؟ فقط ارجعوا الى إحدى التغطيات لمحرر حاول تجيير كلام مسئول - بل عمل على تحريفه - لصالحه. فقط ركزوا على المانشيتات!. وأعتقد أن طبيعة التغطية المذكورة أساءت الى المسئول، وأرجو منه قراءة التغطية ليكتشف أننا لم نتجن عليه حين وصفناه بمحرر الدرجة العاشرة!

عودة الى الجمعية. لست أدري ما الذي يدفع بها الى الخروج عن طورها بسبب اختلاف ثلّة معها؟ هل يهدّد ذلك كيانها؟ لا أعتقد ذلك. إذاً ما الذي يجعل من ذلك الاختلاف والخروج قضية الساحة الوحيدة والرئيسة؟. اذا كانت الجمعية موقنة من انها أتاحت الفرصة، وسعتْ وبذلتْ كل جهدها من أجل تقريب وجهات النظر، ولمّ الشمل، وطيّ الخلافات، فلا بأس عليها. عليها أن تمضي فيما هي ماضية فيه، من دون أن يطرف لها جفن، أو يهتز لها جانح، واذا كانت على خلاف ذلك، فتلك مشكلتها وعليها أن تبادر عاماً وعامين وثلاثة وعشرة أعوام، اذا كانت حريصة فعلاً على الساحة والمنتسبين اليها، في سبيل «عودة روحها».

أمر آخر لم استوعبه - ربما لقِصَر في المدارك والتفكير لديّ - يتعلق بالجمعية التي تظل مصرة على أنها الساحة الشعرية الشعبية! بدليل أن الخارجين على أفقها ونافذتها وقاعدتها ومتْنها هم خارج تلك الساحة - ضمن وجهة نظرها - ذلك أمر لابد أن يتم التوقف عنده والتفكير فيه مليّاً. على سبيل المثال: هل الساحة الشعرية في مملكة البحرين، هي أسرة الأدباء والكتاب، ممثلة في قاسم حداد، عبدالقادر عقيل، خلف أحمد خلف، أحمد المناعي، علوي الهاشمي، فريد رمضان، وأمين صالح؟ وحين تختلف معهم يصبحون خارج الكادر والخريطة والمسار، فتصبح الأسرة والحركة الابداعية في المملكة: حسين السماهيجي، إبراهيم بوهندي، كريم رضي، علي الستراوي، عبدالحميد القائد، وآخرين؟

يمكن لأي شاعر لم تتحمل الجمعية خلافها معه أن يكون جمعية لوحده للشعر الشعبي: عبدالله حماد، لحدان الكبيسي، يونس سلمان، محمد الصيادي، أمينة الشيخ، بدر الدوسري، خليفة اللحدان، أحمد مطلق، سلمان الحايكي، وغيرهم. كل من أولئك يمكنه أن يمثل جمعية للشعر بإنجازه وعطائه وقدرته على الخروج على نظام المزاج. ان كان للمزاج نظام!

لا يمكن للمؤسسة أن تحصر حال الوجود والتأثير والفعل الحقيقي للإبداع وقيمته في رضاها عن ذلك الوجود والتأثير والفعل والإبداع. رضاها في النهاية لا قيمة له، بل يمكن القول ان رضا المؤسسة عمّا يصدر عن المنتسب لها، دليل على الشك في قيمته وحقيقة فعله.

سيبدو هذا الكلام ضرباً من التخرّص، واللعب بالكلمات، ولكن الواقع يكشف عن أننا إلى اليوم - كأمة عربية - نظل عاجزين عن الفصل بين إرادة المؤسسة/ الجمعية/ المنظمة/الحزب، وبين إرادة المنتسب لها. وأي خروج من قبل المنتسب لها على إرادتها، هو إيذان بتصفيته، وهي تصفية ليست بالضرورة أن يكون أثرها وشاهدها الدم، بل إلى ما هو أكبر وأفظع من ذلك: التصفية اليومية واللحظية من خلال التسقيط والتخوين والتسخيف!

الهمس بالمشروع الانقلابي!

اتُهمت «ريضان» بأنها مشروع انقلابي. لن نبرّأ أنفسنا من تلك التهمة. نعم هي مشروع انقلابي على البلادة والسطحية في التناول السائد والمعاين من الإشكالات والمواقف والتكتلات والتحشيد الجاهز. انقلاب على التعاطي مع الأزمات الماثلة بـ «البنج المؤسساتي». انقلاب على المحسوبية التي تحوّلت إلى سرطان لم يترك مساحة في جسد هذا الوطن إلا ونخر فيها. انقلاب على الـ «نعم» المعلبة في النصوص والتحايا والأمسيات وحفلات الاستقبال. انقلاب على تحريف الخيارات وتزويرها. انقلاب على الاملاءات التي يراد لها أن تسود كل شيء. انقلاب على التردّد في الكشف والفضح والقراءة بعينين من دون نظارات مفصّلة للرؤية كما تريد المؤسسة. انقلاب على مشروعات ظلت لعقود تلوك تجارب الآخرين، من دون أن تتفتّق عن ذهنيتها تجربة أصيلة لها إضافاتها. انقلاب على توجّه يريد أن يستدرجنا إلى ثقافة القطيع، حيث الطريق واحدة، والحمْل واحد، في ممارسة رتيبة ومملة تذكّر بعطالة وعطب من نوع آخر. انقلاب على النص واختياره وتقديمه كما يجب، أو حذفه من المساحة كما يجب، وإن تم تسويقه لعقود باعتباره النص الشاهد على التجربة... كل التجربة.

لكم فتنكم ولنا فتننا!

لم نسع الى فتنة، اذ ليست تلك وظيفتنا ودورنا. لدينا من المشاغل والهموم والأولويات ما يفوق بمراحل «الجمعية» وإشكالاتها ومآزقها، ويفوق بمراحل ورطة ووهم المحرر من الدرجة العاشرة، ويفوق بكثير الأمل الذي مازلنا في انتظاره!

مشغولون - بأمانة وصدق وحرص - بالمساهمة مع زملاء آخرين - على رغم تفاوت التجربة - في إعادة الاعتبار الى النص/ الشاعر، ولا يهمنا كثيراً إعادة الاعتبار الى المؤسسة (الجمعية) فلها من الجهات والدوائر والسلطات من يتكفل بها.

النص والشاعر في عراء شبه نهائي، وفي محاولة احتواء لا تخفى على أحد. هما اللذان من الأمانة أن نولّي وجوهنا شطرهما، وأن نشتغل بصمت من دون زعيق، في محاولة لإعادة بعض الهواء المصادر منه، والأفق المختطف، والخيار المراد تأميمه وإدخاله تحت مظلة المؤسسة (الجمعية). أي جمعية.

مشغولون بأمانة وصدق وحرص وسهر، وفي ذروة المرض الذي ينهش في الحيوي من الأعضاء، بمحاولة إعادة ترسيم الحدود في العلاقة فيما بيننا، قبل إعادة المياه الى مجاريها، لأن المياه تحتاج الى حدود كي تمر من خلالها. أما الحديث عن زرع الفتنة المراد تحميلها لطرف وحيد، فهو مجانب للصواب، لأن الفتنة الوحيدة التي تشغلنا بحق هي: كيف نعيد للنص المغمور والمطمور والمراد له أن يموت في غيبته وغربته، أفقه وسماءه ومجاله الحيوي؟ تلك هي فتنتنا التي نتشرّف - وبصدق - بالتورط فيها، ونحرّض عليها ونشيعها في الأمكنة التي نرتادها.

لا فتنة تشغلنا، ولا قيمة ولاتأثير لفتنة في جانبها المضيء والمنتج والحركي، ما لم تراكم المزيد من فتن النصوص، والمزيد من فتن اللغة، والمزيد من فتن التجريب، والمزيد من فتن رد الاعتبار لرجال صدقوا في مغامراتهم وكشفهم وتجريبهم المؤسِس لحال من هز مفاصل البليد والسطحي، ولوجاً الى العميق والغامر من الكشف.

لكم فتنكم التي تعرفون وتجيدون، ولنا فتننا التي سنحرص على إشاعتها حتى الرمق الأخير من الحياة. فتن الجمال والصاعق من الكشف والتجريب.

المرزوق نتيجة وليست سبباً

القضية لا تتعلق بأمل المرزوق، بل هي مرتبطة بأخلاق ونيّة الترصّد. ثمة أخلاق قائمة ومكرّسة وظيفتها في الحياة مراقبة الواهن والمهزوز والمتفكك من العلاقات، تعمل في شهيّة بالغة للخروج من خلالها بوهم النصر أو وهم الظهور، وخصوصاً اذا كان المتورّط في ذلك السقوط من هو أدنى درجة من أن يتم تناوله أو تسليط ضوء يزيل ولو اليسير من عتمته!

مقال المرزوق نتيجة وليس سبباً، فبدل أن تُعالج الأسباب، انشغل كثيرون بالنتائج، وعلينا في هذا الصدد أن نمعن في صراحتنا في طرح السؤال الآتي: هل الجمعية والمنحازون لها - بحق أو باطل - حريصون على إحقاق الحق، ولو لمرة واحدة -أتمنى ذلك - بمواجهة الشخص المذكور الذي دخل في مساحة من شخصنة الخلاف في تفاصيل أتى بها من عندياته، زوراً وبهتاناً، وخصوصاً عنوانه القميء الذي يكشف عن مستوى تربيته، والذي يمكن له - العنوان - أن يجرّه الى ساحات القضاء؟ لم نسمع كلمة في هذا الصدد تردعه. كلمة صريحة لا مواربة فيها، باستثناء مقالي الزميل عبدالله حسن، والشاعرة أمل المرزوق. وعودة الى المرزوق. ما الذي جنتْه حين عمدت إلى الدفاع عن نفسها في مواجهة حالات من الابتزاز والتهديد والسقوط والانحطاط؟ لست بصدد الدفاع عن شخص، بقدر دفاعي عن حال تتعرض الى أشكال من الممارسات البغيضة والمعبرة عن همجية وسوقية وأخلاق أقل ما يقال عنها: ان الحيوان يترفّع عنها!

هل نريد التكريس لأخلاق وعلاقات صحية وخالية من العقد والاستغلال؟ أم نريد تكريس سلطات تأمر وتنهي وتبيح وتحرم وتعطي وتمنع وترفض وتقبل؟ تلك أمور معيارها السطوة والقوة، ويمكنها أن تكرّس فترة من الزمن، ولكن لا ضمان لاستمرارها، لأن السلطة والقوة لا يمكنهما أن يدّعيا ضمانة تكريس الحب والعلاقات المعافاة من التردد والريبة والشك والتحفظ.

الفضيحة، والفتنة الحقيقية يكمنان في صمت الجمعية طوال هذه الفترة أمام هجمة شرسة تتعرض لها انسانة ظنها كثيرون أنها ضعيفة وخلقت من ضلع أعوج، ولكن أثبتت الأيام أنها كتيبة أرعبت أنصاف رجال، ولواء من المنحرفين، وسرية من المدّعين، وفصيلاً من التائهين على وجوههم لفرط الوهم الذي له أول وليس له آخر. وتلك فتنة أخرى لا أملك إلا أن أنحني لها!

خيار المائدة المستديرة

كان يمكن للجمعية أن تلعبها (صح) لو أنها لم تضق ذرعاً من استياء هنا، أو اعتراض هناك، أو مشاكسة هنالك من بعض أعضائها، لأنها من المفترض أن تعير اهتمامها وانتباهها للأصوات التي ترفض «البصم» بالخمس، لسبب أو من دون سبب، أما «البصّامون» والموافقون على توجهاتها - كل توجهاتها - من دون أن يعرفوا تفاصيل تلك التوجهات، أي بالعامية الصريحة «بالعمياني» فلا يضيفون الى مشروعها أي شيء يذكر، والمؤسسات اليوم من المفترض أنها بدأت تتلاشى من لغتها وسلوكها وممارساتها ترتيبات واجراءات التزكية، لأنها في النهاية لا تصنع حراكاً، ولا تدّعي قدرتها على ضخ دماء ووعي ورؤية جديدة.

وكان حريّ بالجمعية أن تبذل محاولاتها في استقطاب الأصوات والأسماء التي اختلفت معها، بعد أن وجدت نفسها خارج أسوار الجمعية، وبعيداً عن فعالياتها وأنشطتها، من دون الإصرار على الإقصاء والاستبعاد والتهميش، لأن تلك الأصوات والأسماء لم تفقد موهبتها وشرعية حضورها ووجودها لمجرد إسقاط العضوية عنها، أو لمجرد تنازلها عن العضوية باختيارها. بمعنى آخر، لم تكتسب تلك الأصوات والأسماء «شعريتها» و«شرعيتها» بقيام الجمعية، فالبعض كان حاضراً قبل قيامها، بل كان جمعية قائمة بذاتها قبل الترخيص للجمعية، وبالتالي لا أحد يملك حق نزع تلك الشعرية والشرعية عنها لمجرد مغادرتها طوعاً أو كرْهاً لحدودها وأسوارها وبعيدا عن سقفها.

هل كنت متفائلاً وقتها الى درجة لم أقرأ جيداً طبيعة العلاقات في الساحة، وطبيعة تعاطي الجمعية مع المنتسبين لها، وأولئك المتسببن في إزعاجها، ورفع ضغط دمها؟ نعم، كنت متفائلاً، ولكن بعد قراءة واقعية، وتوافر فرص كثيرة أراها تُهدر هنا وهناك، يمكن تعويضها بمبادرات تتجاوز نتائجها ومحصلاتها الفرص نفسها. وأول تلك المبادرات دعوة «ريضان» الى مائدة مستديرة قريبا، وهي دعوة نوجهها من الآن إلى الجمعية لاختيار ممثليها، من دون شروط في قبول أو رفض الطرف الآخر من الحوار، وهي نقطة أعتقد أن القائمين على الجمعية يمكنهم تجاوزها اذا ما كانوا صادقين ومؤمنين وحريصين على الساحة ولمّ شتاتها. أعتقد أن الخطوة المهمة في الموضوع برمّته هي الالتقاء على طاولة واحدة، وجهاً لوجه، ومحاولة الإنصات، لأنه - الإنصات - الخطوة الأولى والضرورية لترتيب الأفكار، واتاحة مساحة لطرح وجهات نظر تم التقاذف بها في الغرف المغلقة، وعلى صفحات الصحف، ولو استمر الأمر ألف عام من الآن لن يتم احتواء اليسير من الخلاف والتباين في وجهات النظر بعيداً عن مكان مشترك ومقترح للقاء.

إضاءات

أوفد الرسول (ص) مبعوثاً الى البحرين ليقوم على أمر الناس، ولما عاد الى المدينة بسط ما حصّله بين يدي الرسول الكريم قائلاً: هذا لكم وهذا أُهدي اليّ، فغضب الرسول (ص) فخطب في الناس قائلاً: ما بال الرجل نولّيه العمل مما ولاّنا الله، فيرجع فيقول: هذا لكم وهذا أهدي اليّ، هلاّ قعد في بيت أمه، فنظر أيُهدى اليه أم لا؟

مكر

قال أبواسحاق الثعالبي: كان لقمان من أهون مماليك سيده عليه، فبعثه مع عبيد له الى بستان يأتونه بشيء من التمر، فعادوا اليه ولم يكن معه شيء، وقد أكلوا التمر واتهموا بذلك لقمان. فقال لقمان لمولاه: إنّ الحق لا بد أن يظهر، ولا تخفى على الله خافية، فاسقني وإياهم ماءً نقيّاً فاتراً ثم ارْسلنا لنعدو. ففعل، فجعلوا يتقيّأون تلك الفاكهة، ولقمان يتقيّأ ماءً، فعرف مولاه صدقه وكذبهم، وعاقبهم على سوء فعهلم.

نعيٌ على حائط

قال الفضل بن الربيع: كنت مع المنصور في السفر الذي مات فيه، فنزل منزلاً من المنازل، فبعث اليّ وهو في قبّة، ووجهه الى الحائط، فقال لي: ألم أنهكَ أن تدع العامة يدخلون هذه المنازل، فيكتبوا ما لا خير فيه؟. قلت: وما هو يا أمير المؤمنين؟ قال: أما ترى على الحائط مكتوباً:

أبا جعفر حانتْ وفاتك، وانقضتْ

سنوك وأمر الله لا بد نازلُ

أبا جعفر هل كاهن أو منجّم

يردّ قضاء الله أم أنت جاهلُ؟

فقلت: والله ما أرى على الحائط شيئا! وانه لنقيٌّ أبيض! قال: إنها والله اذن نفسي نُعيتْ إليّ، الرحيل! بادرْ إلى حرم ربي وأمْنه، لأهرب من ذنوبي وإسرافي على نفسي، فرحلنا وقد ثقل، حتى إذا بلغنا بئر ميمون توفي بها.

حين يسقط نصف القمر!

- مَن الأعداء يا أمي؟

- إنهم أولئك الذين يقفون خلف الخط موجهين بنادقهم الى القمر.

- لكن القمر مشترك بيننا وبينهم، فهل يضربون الجزء الذي يخصنا؟

- أجل، أحياناً يصيبون الهدف فيسقط نصف القمر، أو أكثر فيصير هلالاً، وأحياناً يختفي.

دينا ميخائيل

فمن نكون؟

«إذا كان اليهود هم شعب الله المختار، فمن نكون نحن - المسيحيين - يا صاحب الفخامة؟».

البابا شنوده الثالث، للرئيس الأميركي جيمي كارتر في لقاء جمعهما العام 1989.

الرئيس الممثل

- أنا لا أعرف كيف يمكن أن تكون رئيساً من دون أن تكون قد مارست التمثيل من قبل؟.

الرئيس الأميركي السابق رونالد ريغان

إقرأ أيضا لـ "جعفر الجمري"

العدد 1485 - الجمعة 29 سبتمبر 2006م الموافق 06 رمضان 1427هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً