في خضم الموافقين و المعارضين في الجمعيات السياسية وبعض الشرائح من المجتمع بخصوص التصويت الالكتروني للانتخابات القادمة، نقرأ ونسمع بعض الأخبار المتعلقة باجتماعات مع ممثلين لجمعيات سيــــــــاسية مع بعض المسئولين عن هذا البرنامـــــــــج الالكتروني للتصويت المراد تنفيذه. والحديث الدائر في الشارع البحريــــني حتى الآن أن الكثير لا يعلم عن حقيقة هذا النظام الالكتروني للتصويت ولا يعلمون عنه الكثير ولعدة أسباب. ولكن هناك من الناس لديهم عدة تصورات الكثير منها تتمثل في استطاعة (الهكرز) أو قراصنة الحواسيب الالكترونية من اختراق هذا النظام، والبعض يقول ان بالإمكان أن تشتري الأصوات، ويستطيع من يشتري الأصوات أن يوظف هذه الأصوات له بطريقه إرسالها إلى مراكز الاقتراع عن بعد. والبعض يقول ان هناك طابورا مخفيا يحرك في يوم التصويت لمرشحين معينين يتم تصويتهم عن بعد لإسقاط مرشحين أو لفوز بعضهم وترجيح كفتهم. والبعض يقول ان هذا النظام للتصويت الالكتروني محكم جدا، ومتقدم ومنظم جدا، ولا يستطع أحد أن يخترقه أو يتلاعب بنتائجه!

وكل هذا الخلط والأحكام الصادرة بسبب أن الكثير لا يعلم ويجهل حتى الآن عن العملية الالكترونية في موضوع التصويت في الانتخابات الحرة والمباشرة. وأنا كمرشح نيابي حتى الآن لست ضد ولا مع هذا النظام، فهناك الكثير من الناخبين لديهم الرأي نفسه، والسبب ما ذكرته. وكذلك عدم معرفة الحقيقة لأن من اجتمعوا مع المسئولين عن هذا المشروع للتصويت بعضهم مؤيد وبعضهم معارض. والطرفان عندما نتناقش معهم يقنعك بوجهة نظره وحكمه بخصوص التصويت الالكتروني.

والحقيقة هي أن الصورة لا تزال غير واضحة المعالم بخصوص التصويت الالكتروني أمام معظم المواطنين، لأن الغالبية العظمى من المواطنين لا ينتمون إلى الجمعيات وهم ناخبون أحرار، والجهاز المسئول عن وضع هذا النظام للتصويت يجب عليه أن يتحول إلي جمهور المواطنين بكل الوسائل الاعلامية ليشرح لهم ويريهم الايجابيات والسلبيات (إن وجدت) في هذا النظام الجديد للتصويت. وعليه أن يقدم الضمانات الاكيدة للجميع بخصوص ايجابياته وقدرته على تحقيق أعلى درجات النجاح من جميع النواحي الامنية والشفافية والتوثيقية والصدقية في التعامل مع المعطيات لهذا التصويت الالكتروني. ويجب على القائمين على هذا الجهاز من الآن إذا أرادوا أن يقروه أو ينفذوه، عمل برنامج توعوي للجميع في البحرين، من الآن حتى اليوم الأخير من التصويت في الانتخابات. وان تكون برامج التوعية تحاكي كل المستويات في المجتمع بالطرق المتنوعة ليتعرف الناخبون والجميع على أسلوب العمل به والتعامل معه.

اما بخصوص ما يتردد عن ان هذا النظام الجديد للتصويت الالكتروني سيجعل البحرين في مصاف الدول المتقدمة في هذا المجال، فلأن هذا النظام مرتبط بحق الشعب في اختيار نوابه، فهل أخذت الإرادة الشعبية في الاعتبار؟ وإذا كانت الموافقة على هذا النظام الجديد من جانب معظم الناخبين فهذا مكسب حقيقي قد يجعل البحرين في مصاف الدول المتقدمة ديمقراطيا!

ونعود من جديد ونكرر أن معظم المواطنين حتى الآن ليسوا على علم بهذا التصويت الالكتروني للانتخابات الحرة، وهم في ضبابية وحيرة، فهل يقدم المسئولون المعنيون بوضع النقاط على الحروف والبدء في تثقيف الناخبين بهذا الموضوع المصيري، فيما يخص اكتساب الحقوق السياسية في تحقيق الديمقراطية خدمة للمشروع الإصلاحي في البلاد؟