لا أتوقع أن هناك أحداً على أرض البحرين الطيبة، لا يريد أن يعرف حقيقة تقرير البندر، ولا أظن أن هناك غيوراً يعارض كشف الحقائق... من هنا ننطلق معاً في قراءة سريعة في أغرب ما تناولته بعض الصحف المحلية لتقرير البندر.

كم هو غريب أن ترد في إحدى الصحف المحلية اتهامها للمعارضة البحرينية بأنها تحاول أن «تلحس» أحذية وأقدام الأجانب وغيرهم ممن يعينونها على قلقلة الأوضاع بل وحتى على قلب نظام الحكم! وكم هو عجيب أن تصدر الصحف تقارير تقلب الحقائق في مقارنة مضحكة جداً، تقارير تتحدث عن رغبات في قلب نظام الحكم في الوقت الذي توجه فيه جام غضبها على الجمعيات السياسية التي أكد جلالة الملك مراراً كثيرة ضرورة وجودها ودورها المهم في الارتقاء بسقف الحريات، كما أن الممارسة الديمقراطية تستوجب وجود حركات معارضة وإلا تحولنا إلى إحدى البلدان القمعية التي تظهر للعالم في صورة مدينة أفلاطون.

الصحيفة التي تناولت الموضوع، ذكرتني بشيئين رئيسين؛ الأول المثل الشعبي القائل «يقتل الميت ويمشي في جنازته»، والثاني «شجار حدث منذ أمد بعيد!».

أما الأول فما الغرض مما ورد في تقارير الصحيفة التي لا يختلف أبسط الصحافيين، وأقلهم خبرة في العمل الصحافي أو الإعلامي، على أنها تقارير ضعيفة من حيث المحتوى والمضمون، كما أنها لم تطبق ولو شيئا من الحيادية والموضوعية في طرحها، بل اختارت مجموعة من الشخصيات التي صفقت لما طرحته في قالب هزيل جداً. صحيح أنه من الواجب علينا أن ندافع عن حقوقنا إذا ما حاول أي إنسان اتهامنا بشرف المهنة، ولكن التقارير الصحافية كـ «الصالونة»، لا تحلو إلا بالبهارات ومزيج من الخضراوات حتى تستحق أن نطلق عليها «صالونة» وإلا كانت مياهاً ملونة ليس إلا!

أما الأمر الثاني وهو علاقة التقرير بشجار مر عليه زمن طويل؛ كان ابن عمي يلعب معنا في الملعب، وحين خرجنا حاول أحد الشباب ضربه، فلم يرد عليه بالضرب بل قال: «والله لو مو الجوتي طويل شلختك» ! فما علاقة الجوتي بالشجار؟

كان بالإمكان نزعه وعدم التعذر بهذا العذر الذي ظل ملازماً لصاحبنا حتى يومنا هذا! ونسأل ما علاقة ما ورد في تقرير صلاح البندر مع ما أوردته إحدى الصحف من تحليلات تحاول من خلالها تبرير أو نقل وتقديم شروحات لا تمس التقرير ولا تضيف إلى الموضوع أي جديد؟ صحيح أن الجمعيات السياسية طالبت مراراً وتكراراً بالكشف عن ما تخفيه ثنايا التقرير، لا لأنها تتهم أي شخص ورد اسمه في التقرير ولكن لأنها تريد أن تعرف الحقيقة لا غيرها، وكل غيور يطمح أن يعرف ما يجري حوله لأن ما ورد اتهامات خطيرة تمس أمن الوطن وتهدد استقراره وما من أحد موالٍ لوطنه يفكر في خلخلة أمنه، فلتكشفوا الحقيقة ولتميطوا اللثام عن تقرير البندر.

الأمر الآخر الذي يجرنا لحدث من نوع آخر، ولكنه من فصيلة تقرير البندر هو، خروج بنادر جديدة، بنادر قدموا تقارير مفبركة أضافت إلى قائمة الشبكة أسماء بارزة في تيار «الوفاق»، ولا ندري من المستفيد من إضافة ما أسماه قائمة «أهل البيت» يا ترى؟

ولنفترض افتراضاً نتمناه واقعاً ملموساً، أن من زور تقرير البندر وأصدر التقرير المفبرك مجرد عابث أو جاهل لا يملك أي عمل آخر فرأى في تعديل الرسم البياني شغلا للوقت، ولدينا لهذا الشخص نصيحة، لماذا تتعب نفسك في العبث بتقرير البندر، وكما يقال: «اللي ما عنده شغلة ولا مشغلة يروح...»