لقد قام آلكور (Al-Gore)، المنافس السابق لبوش الابن على الرئاسة الأميركية بعد فشله في الانتخابات، بالتركيز على برامج لحماية البيئة العالمية... وقد انصبت اهتماماته حقيقة منذ العام 1970 وعندما كان شاباً وتحديداً على الموضوع الخاص بالحرارة الكونية (global warning)...
وكذلك تلوث البيئة البحرية والفضائية حتى الأرضية المدمرة... وكيف أن الارتفاع التدريجي في درجات الحرارة الكونية بات خطراً يهدد العالم! وكيف أن استمرار هذا الارتفاع يخلق طبقة كونية تقوم بحبس الحرارة داخلها وتمنعها من التسرب إلى الفضاء الخارجي، البعيد! وهذا ما نراه باستمرار من الكوارث الرهيبة من حولنا من فيضانات وأعاصير وزلازل وبراكين في أنحاء مختلفة من هذه الأرض.
إنه باستخدامات التكنولوجيا المتقدمة في الحفريات لبناء ناطحات السحاب، وتقطيع الأشجار (الغابات) وردم البحار وقتل الموارد البحرية. والحروب وإشعال النيران بالوسائل المتقدمة من الصواريخ والقنابل. كل هذه الأشياء المتطورة والمدمرة للبيئة تساهم يوماً بعد يوم في سرعة فناء هذا العالم.
لقد شاهدت هذا الفيلم في لندن بالأمس واسمه «الحقيقة المروعة»، وهو من بطولة (آلكور) فيلم وثائقي وحصل على أربع نجوم من خمس! وهو مخيف جداً للمعلومات الرهيبة والهائلة التي تشمل كل التفاصيل والاحصاءات للأخطاء والممارسات التي يرتكبها البشر التي ستوصلنا في النهاية إلى الانفجار الكوني الرهيب لنهاية هذا الكوكب الجميل، وبأيدينا إن لم نخفف أو نتوقف عما نقوم به من إساءة للبيئة. وينتهي الفيلم بجمل جميلة ومقتطفات... يريدون من المشاهدين المساهمة الفورية وبمختلف اقتراحات المحافظة على وقف هذا الدمار الهائل وبأن نحافظ على هذه الأرض للأجيال القادمة التي لا ذنب لها، وهو لم ينس أن يقدم الأدلة والشواهد الرئيسية على أن الولايات المتحدة والغرب هما من أول المساهمين في إحداث ذلك التدمير، وألقى باللوم عليهما وعلى اطماعهما في استغلال التكنولوجيا المتطورة لمحاربة الدول المحدودة (العالم الثالث) باستخدام مواردها واستغلالها لصالحها، ونهب ثرواتها وتدمير أراضيها. لقد نجح الفيلم في ايصال المعلومة. ومن يخرج من الفيلم ومدته 97 دقيقة يكون هلعاً وخائفاً ويريد عمل أي شيء لانقاذ هذا العالم... بما يبديه من نصائح على المستوى الشخصي والعام ومحاربة من يدمرون الأرض! والبدء في توقيف الاستهلاك والتدمير!
إن هذا الهدم قد بدأ منذ عشرات السنين... لما نراه من كوارث أرضية وموت الملايين بسببها!
وسأتابع في المقال القادم بعضاً من الوسائل التدميرية والقائمة من حولنا وما ستجلبه علينا من دمار بسبب الارتفاعات الرهيبة في درجات الحرارة وبعضاً من الحلول لمنعها وإيقاف تقدمها.
وللحديث بقية وصلة..
إقرأ أيضا لـ "سهيلة آل صفر"العدد 1483 - الأربعاء 27 سبتمبر 2006م الموافق 04 رمضان 1427هـ