العدد 1483 - الأربعاء 27 سبتمبر 2006م الموافق 04 رمضان 1427هـ

منتديات وبلوغرز

الكنز المنسي في صحراء العرب

إلى جانب قيمته الغذائية، يبدو أن للتمر ثقلاً في عالم السياسة أيضاً، إذ إن حجم صادراته يمكن أن تكون مؤشراً على حدوث الأزمات أو الانفراجات السياسية في المنطقة العربية، إلى جانب تأثرها باندلاع الحروب في تلك المنطقة.

التمر والواقع السياسي العربي

ويرى بعض المراقبين، على رغم تزايد حجم إنتاج هذا النوع من الثمار على مدى السنوات الماضية، أن انتشار التمر عالمياً قد تعرض في العقود السابقة لحالات من الانتكاس والتي ارتبطت بالأزمات السياسية.

فبالنظر إلى أن المنطقة العربية والخليج العربي هما المصدر الرئيسي لهذا النوع من الثمار، نجد أن حجم صادرات العالم من التمر يتأثر بالأوضاع السياسية فيها، ليعكس انخفاض انتشار التمر عالمياً وجود أزمة ما تعصف بتلك المنطقة.

وبالعودة إلى بيانات منظمة الأغذية والزراعة التابعة للأمم المتحدة (فاو)، يتضح أن صادرات العالم من التمر قد وصلت في العام 1961 إلى ما يقارب 260 ألف طن، لترتفع بعد ذلك في العام 1970 إلى 400 ألف طن، وتلا ذلك انخفاض تدريجي في حجم الصادرات العالمية خلال عقد السبعينات التي شهدت حرب رمضان والحرب اللبنانية، كما أعقب ذلك انخفاض حاد في حجم الصادرات من التمر في العالم في الفترة ما بعد العام 1981 والتي شهدت في أثنائها حرب الخليج الأولى (الحرب العراقية الإيرانية) والاجتياح الإسرائيلي للبنان.

أما في الفترة ما بين العام 1989 والعام 1990، فقد ارتفعت صادرات التمر من جديد لتصل إلى 400 ألف طن، وتأتي بعد ذلك فترة انتكاسة في تصدير التمر والتي تزامنت مع الازمة العراقية للكويتية وحرب الخليج الثانية التي أعقبت ذلك.

وتعود الصادرات التمرية لترتفع من جديد نظراً للزيادة التي طرأت على حجم صادرات التمر الإيراني، والتي بلغت في العام 1994 ما يقارب عشرة أضعاف ما كانت عليه قبل العام 1989، لتعوض ما فقد من حجم الصادرات نتيجة التراجع الذي طرأ على حجم صادرات التمر العراقي في تلك الفترة.

ويعد بعض المراقبين الاقتصاديين التمور من كنوز المنطقة العربية التي لم يتم استغلالها بشكل جيد، نظراً لعدم استغلال المساحات الملائمة لزراعة النخيل الموجودة في العالم العربي على نحو جيد، إضافة إلى ذلك فهم يشيرون إلى ضرورة تسويق التمور بشكل جيد لتنتشر بين شعوب الأرض التي باتت تحاصرها أمراض العصر.

التمر والجيل القادم

وعلى رغم الفوائد العظيمة لهذه الثمرة العجيبة، إلا أنها لا تأخذ مكانتها التي تستحقها في النظام الغذائي للشعوب العربية، والتي اعتاد الكثير من أفرادها في الوقت الحاضر على تناول الأغذية التي تسمن وقد لا تغني من جوع. كما يعتمد الكثير من الأفراد على تناول وجباتهم «سريعة» بعد أن تجهز بأساليب غذائية غربية وغريبة، لتجد التمور نفسها وقد هجرت غالبية أيام السنة، ولا تظهر إلا كثوب العيد مرة كل عام.

وبغرض إحياء التمور العربية في موائدنا الغير رمضانية، لا بد من التركيز على الأفراد «الصغار» من الجيل القادم، والذين باتت تحاصرهم السكاكر والمقرمشات التي تهبط عليهم من كل مكان، فتجعلهم عرضة للكثير من الأمراض في هذا الزمان، لذلك فإن آلاف الطفل التمر منذ طفولته، واعتاد على تناوله منذ الصغر سيصبح الأخير رفيق مائدته حتى يشب ويشيب.

فإن حنك الطفل بالتمر ساعة مولده، لتكون حلاوة التمر أول مذاق يألفه، وان اجتهدت الأمهات في إدخال هذا الصنف الغذائي كجزء من غذاء الطفل وبطرق مختلفة، فقد يكون في الجيل القادم ما يعول عليه ليعيد للتمر مكانته بين أهله، بل ويقدمه لشعوب الأرض كافة ليكون غذاء لها ودواء.


فوائد الصوم

عضو منتديات الحب (الأرض الخضراء) شارك في منتداه بهذا الموضوع:

فوائد الصيام كثيرة تشمل كل أبعاد الحياة الإنسانية، بحيث أنها تدخل في كل خلية من خلايا الجسم، وتشمل كل ذرة فيه، كما أنها تلج في عملية بناء الروح والنفس وترويضها والسير بها نحو الكمال، وما تقي منه على صعيد الجسد أمور منها:

أ- الوقاية من الأورام:

وهو يقوم بدور مشرط الجراح الذي يزيل الخلايا التالفة والضعيفة في الجسم، باعتبار أن الجوع يحرك الأجهزة الداخلية في الجسم لمواجهة ذلك الجوع، ما يفسح المجال للجسم لاستعادة حيويته ونشاطه، ومن جانب آخر، فإنه يقوم بعملية بناء الخلايا والأعضاء المريضة، ويتم تجديد خلاياها، فضلاً عن دور الوقاية من كثير من الزيادات الضارة مثل الحصوة والرواسب الكلسية والزوائد اللحمية والأكياس الدهنية، والأورام في بدايات تكونها.

ب- التوازن في الوزن:

يقوم بدور إنقاص الوزن لمن يعاني السمنة، ولكن بشرط أن يصاحبه اعتدال في كمية الطعام في وقت الافطار، والا يتخم الإنسان معدته بالطعام والشراب بعد الصيام، وهنا يفقد الصيام خاصيته في جلب الصحة والعافية والرشاقة، ويزداد معه بدانة.

ج- الحماية من السكر:

يقوم بعملية خفض نسبة السكر في الدم إلى أدنى معدلاتها، ويتم ذلك من خلال إعطاء البنكرياس فرصة للراحة، لأن البنكرياس يفرز الأنسولين الذي يحول السكر إلى مواد نشوية ودهنية تخزن في الأنسجة، وعندما يزيد الطعام عن كمية الأنسولين المفرزة يصاب البنكرياس بالإرهاق ويعجز عن القيام بوظيفته، فيتراكم السكر في الدم وتزيد معدلاته بالتدرج حتى يظهر مرض السكر، وللوقاية من هذا المرض أقيمت دورة للعلاج تتبع نظام حمية وتوقف عن تناول الطعام باتباع نظام الصيام لفترة تزيد على عشر ساعات، وتقل عن عشرين كلٌ حسب حالته. ثم يتناول المريض وجبات خفيفة، وذلك لمدة متوالية لا تقل عن ثلاثة أسابيع، وقد حقق هذا الأسلوب في المعالجة نتائج مهمة في علاج مرض السكر ودون الاستعانة أو استخدام أية عقاقير كيميائية.

د- علاج الأمراض الجلدية:

إن الصيام يفيد في علاج الأمراض الجلدية، والسبب في ذلك أنه يقلل نسبة الماء في الدم فتقل نسبته بالتالي في الجلد، ما يعمل على:

ـ زيادة مناعة الجلد ومقاومة الميكروبات والأمراض المعدية الجرثومية.

ـ التقليل من حدة الأمراض الجلدية التي تنتشر في مساحات كبيرة من الجسم مثل مرض الصدفية.

- تخفيف أمراض الحساسية والحد من مشاكل البشرة الدهنية.

- مع الصيام تقل افرازات الأمعاء للسموم وتناقص نسبة التخمر الذي يسبب دمامل وبثوراً مستمرة.

هـ- الوقاية من داء النقرس:

وينتج عادة عن زيادة التغذية والإكثار من أكل اللحوم، ومعه يحدث خلل في تمثيل البروتينات المتوافرة في اللحوم «خاصة الحمراء» داخل الجسم، ما ينتج عنه زيادة ترسب حامض البوليك في المفاصل، خاصة مفصل الأصبع الكبير للقدم، وعند إصابة مفصل بالنقرس فإنه يتورم ويحمر ويصاحب هذا ألم شديد، وقد تزيد كمية أملاح البول في الدم ثم تترسب في الكلى فتسبب الحصوة، وإنقاص كميات الطعام علاج رئيسي لهذا المرض.

و- الحماية من جلطة القلب والمخ:

أكد الكثيرون من أساتذة الأبحاث العلمية والطبية وأغلبهم غير مسلمين أن الصوم ينقص من الدهون في الجسم ما يؤدي إلى نقص مادة «الكوليسترول» فيه، وهي عادة تترسب على جدار الشرايين، وبزيادة معدلاتها مع زيادة الدهون في الجسم تؤدي إلى تصلب الشرايين، كما تسبب تجلط الدم في شرايين القلب والمخ.

ز- علاج لآلام المفاصل:

آلام المفاصل مرض يتفاقم مع مرور الوقت، فتنتفخ الأجزاء المصابة به، وترافق الانتفاخ آلام مبرحة، وتتعرض اليدان والقدمان لتشوهات كثيرة، وذلك المرض قد يصيب الإنسان في أية مرحلة من مراحل العمر، ولكنه يصيب خصوصاً المرحلة ما بين الثلاثين والخمسين، والمشكلة الحقيقية أن الطب الحديث لم يجد علاجاً لهذا المرض حتى الآن، ولكن ثبت بالتجارب العلمية في بلاد روسيا أنه يمكن للصيام أن يكون علاجاً حاسماً لهذا المرض، وقد أرجعوا هذا إلى أن الصيام يخلص الجسم تماماً من النفايات والمواد السامة، وذلك بصيام متتابع لا تقل مدته عن ثلاثة أسابيع، وفي هذه الحال فإن الجراثيم التي تسبب هذا المرض تكون جزءاً مما يتخلص منه الجسم أثناء الصيام، وقد أجريت التجارب على مجموعة من المرضى وأثبتت النتائج نجاحاً ملموساً.

ح- حكمة الصيام:

ويبقى أن نشير إلى ضرورة اتباع نظام دقيق في الغذاء، وعدم الإكثار من الإفطار والسحور فوق طاقة الجسم، والحصول على المقصود من حكمة الصيام. ولكن للأسف، فإن كثيراً من الصائمين يقضون فترة المساء في تناول مختلف الأطعمة، ويتم حشو المعدة بأنواع عدة من الطعام، وقد يأكلون في الصيام أضعاف ما يأكلونه في الحياة العادية، ولهذا تنتفي الفائدة من حكمة الصوم، باعتباره يسير بالإنسان في طريق الكمال الجسدي والروحي الذي يجب أن تصوم فيه الجوارح كلها عن معصية الله، فتصوم العين بغضّها عما حرّم الله النظر إليه، ويصوم اللسان عن الكذب، والغيبة والنميمة، وتصوم الأذن عن الإصغاء إلى ما نهى الله عنه، ويصوم البطن عن تناول الحرام، وتصوم اليد عن إيذاء الناس، والرجل تصوم عن المشي إلى الفساد فوق الأرض، لتعود في شهر رمضان الروح إلى منبعها الأزلي، فتبرأ من أدران الحياة، وتتخلص من مباذل الدنيا وتتجه إلى الله خالق السموات والأرض داعية مبتهلة بخشوع وإيمان

العدد 1483 - الأربعاء 27 سبتمبر 2006م الموافق 04 رمضان 1427هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً