العدد 1482 - الثلثاء 26 سبتمبر 2006م الموافق 03 رمضان 1427هـ

«سويتش» البندر... صادوه!

قاسم حسين Kassim.Hussain [at] alwasatnews.com

كاتب بحريني

ربما يأتي يومٌ يتفرّغ فيه المرء للحديث عن الناحية البلاغية والأدبية في تقرير البندر، بصفته وثيقةً تاريخية! فمقدمته كُتِبَت بلغةٍ عربيةٍ بحثيةٍ راقية، أما الوثائق الداخلية الأخرى (خطط النهوض بالطوائف والقبائل والأفخاذ العربية)، فضعيفةٌ أدبياً، وركيكةٌ لغوياً، ومتهافتةٌ عقلياً!

وممّا يلفت النظر أدبياً، استخدامه لكلمة «سويتش» الانجليزية، من دون أن يترجمها، وربما لهدفٍ مقصود لتبقى غامضة. ولو سألت أي بحريني عن الكلمة لقال من دون تردد: «سويتش السيارة أو الكهرباء»، وهو معنى بعيدٌ جداً، فما دخل السيارة بمقالات (أم عشرة دنانير) أو شيكاتٍ بآلاف الدنانير، واستئجار كراسي وطاولات من أجل دخول البرلمان!

هذا الغموض المقدّس دفعني إلى البحث عن معناها في «المورد»، وهالني أن أكتشف ان لها 12 معنى، من بينها السوط، والضرب بالسوط والاختطاف؛ والانتقال؛ وتعني أيضاً: كتلة شعر طويل في طرف ذيل البقرة، كما تعني كتلةً من شعرٍ مزيّفٍ تضيفها المرأة إلى شعرها ليبدو أطول وأغزر. ويبدو أنها ممارسةٌ كانت شائعةً لدى بنات الانجليز في القرون الخالية لإغراء الرجال بطلب أيديهن وأرجلهن خوفاً من العنوسة!

لا يمكن الجزم بالمعنى الذي قصده البندر عندما أبقى الكلمة من دون ترجمة، ولكن يمكن الجزم بأنه عبقريٌ لعين، لأنه سيترك الكثيرين حيارى لا عقول لهم لأمدٍ طويل، خصوصاً من ظهرت أسماؤهم ضمن قائمة الفائزين بالشيكات!

على أن من المسئولية الوطنية، أن ننبّه إلى حدوث تجاوزاتٍ خطيرةٍ فيما يخص «مجموعة السويتش»، (ولن نتكلم اليوم عن المجموعة المصرية والأردنية)، ما يستدعي تشكيل لجنةٍ خاصةٍ للتحقيق مع قائد حملة أنفال «السويتش» للتحقق من الأرقام وخصوصاً فواتير الهاتف والكهرباء التي كان يزعم دفعها!

كثيرٌ منا كبحرينيين تخدعهم صور بعض «الدعاة»، خصوصاً إذا تكرّر نشر صورته مع أخبار جمعيته الدينية، وحتى عندما شاهدوا طلته البهية بالتقرير، لم يصدّقوا أن مثل هذه اللحية يمكن أن «تقبض» 1000 دينار مكافأةً شهريةً من تحت الطاولة مقابل عملٍ «دَعَوِي» كان يؤديه السلف الصالح مجاناً قربة لله!

إلا أن أحد الزملاء الشياطين التقط اسم أحد من جرى تغيير «سويتشهم»، واتصل بالشركة التي زعم انه يعمل فيها، وسأل رئيس الموارد البشرية، فنفى أن يكون لديهم شخص يحمل هذا الاسم. وهي مسألة تدفع إلى التشكيك في بقية المعلومات التي يحشي بها تقاريره، وهو فضيحة إضافية تزعزع الصدقية وتهدد بالإطاحة بعملية «السويتش» كلها في عيون الناس!

من هنا نطالب «الجماعة» بتشكيل لجنةِ تحقيقٍ خاصةٍ للتحقق من صحة ادعاءاته وأرقامه، والتأكد من الأسماء لئلا نكتشف انها وهمية. فـ «الداعية» ربما كان يضحك عليكم، وكنتم تدفعون له «هبرات» مقابل خدمات صورية، وبالتالي جعلكم ضحية أكبر عملية نصب وتزوير «إداري» و«دَعَوِي» في تاريخنا المعاصر، على طريقة الانجليزيات في إضافة خصلة الشعر الطويل ليرغب فيهن الرجال!

يقال إن انجليز القرون الوسطى كانوا يتحققون بأنفسهم من «البضاعة» بطلب النوم ليلةً واحدةً مع البنت قبل طلب يدها، فإذا اكتشفوا ان شعرها أصلي وليست صلعاء مغشوشة، فإنهم يخطبونها من والديها. لذا نقترح عليكم من باب النصيحة لعامة المسلمين، التحقق من كفاءة وصدق ونزاهة فريق «السويتش» عندكم، الطريقة بسيطة جداً: أوقفوا عنه الألف دينار شهراً واحداً فقط، فإذا لم ينشر تقرير «السويتش» الحقيقي وجاءكم بأسماء جديدة فاخطبوه من والديه... وألف مبروك، وبالرفاه والبنين

إقرأ أيضا لـ "قاسم حسين"

العدد 1482 - الثلثاء 26 سبتمبر 2006م الموافق 03 رمضان 1427هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً