العدد 1482 - الثلثاء 26 سبتمبر 2006م الموافق 03 رمضان 1427هـ

تفكيك «الوفاق»

عادل مرزوق Adel.Marzooq [at] alwasatnews.com

-

بدأت منذ يومين جمعية الوفاق الوطني الإسلامية برنامجها الخلافي بشأن أسماء مرشحي النيابي، تبعات هذا الخلاف الذي لا يتوقع أن تنتهي حتى الحادي والعشرين من نوفمبر/ تشرين الثاني موعد الانتخابات القادمة على ما هو متوقع.

قبل أيام كان لي حوار مع بعض الأسماء الوفاقية التي تحدثت بثقة - مشكلة هذا التجمع السياسي هذه الثقة - أن جميع قضايا الترشيح تسير كما يرام، وأن الأجواء صحية. حتى خيل لي أن الأمين العام بات يستجدي أعضاء شورى الوفاق إلى الترشح من دون جدوى، فالزهد انعكس على «السياسي» فجأة، فعزف المؤمنون عن الترشح.

فليسمح لنا الوفاقيون أن نزعم أن التسريبات الصحافية حتى الآن تدل على أن أجواءهم ليست من الصحة أو الزهد في شيء، وأن التوافق على المرشحين داخل الوفاق مجرد «مزحة» يختبئ وراءها صراع يبدأ اليوم أو غدا.

الوفاق التي لم تستقبل/ تستشر وجهاء وأعيان الدوائر الانتخابية في المناطق التي تعتقد أنها مصنفة باعتبارها وفاقية أو قريبة من الوفاق، استخدمت تكتيك مرشحي «البرشوت» بحسب تعبير أحد الزملاء. إذ تختار الوفاق المرشحين، وعلى جمهور الوفاق في أية دائرة انتخابية أن يقبل أي مرشح ترشحه الأمانة العامة للوفاق أياً يكن، تسطيح متعمد لعوامل اجتماعية أخرى سيدفع الوفاقيون ثمن إهمالها في حصتهم من المقاعد النيابية لا محالة.

الوفاق التي تتعامل مع جمهورها باعتباره جمهوراً لا يفكر، مسلوب الإرادة أمام كاريزما الوفاق الأسطورية، والتي أيضاً لا تمتلك أي برنامج اتصالي حقيقي مع جماهيرها العريضة سيتمخض موقفها المضطرب خلال الأيام الماضية إلى ترشيحات مستقلة قوية، وستفعل هذه الترشحات فعلتها في نتائج يوم الانتخابات المرتقب.

أسلوب التعالي على الجمهور وإغفال خصائصه الاجتماعية، مقترناً بسلسلة الإخفاقات السياسية المتوالية في أكثر من ملف سياسي، وصولاً إلى الأداء السياسي الهزيل / غير المقنع في شأن تسوية تقرير صلاح البندر. كلها عوامل تقويض لهيمنة الوفاق على الشارع الشيعي.

هذا الشارع هو اليوم مستعد أكثر من أي وقت مضى أن يستمع ويقبل بأي بديل جاهز للوفاق، سواء كان البديل راديكالياً فوضوياً لا يعترف بحدود المعقول، أو غير ذلك بما يشبه انشقاق العدالة والتنمية.

جميع هذه الأفكار تصب في تفكيك الوفاق، وقد يقرأ البعض انقسام الوفاق بوصفه حدثاً سلبياً. ولي في هذا رأي مخالف، فالوفاق هي تجمع إرث تاريخي متضاد، وبه الكثير من الاختلافات والتخالفات، تمسك بهذا التجمع توليفة مؤامرات/ مصالح كاريزمية نعلمها جيداً، ولعل الانتخابات المقبلة هي التوقيت الأفضل لأن يتجه كل طرف من هذه الأطراف لخياراته الواقعية، والتي يؤمن بها، وعلى الجمهور أن يختار من يشاء بينهم بوضوح وواقعية

إقرأ أيضا لـ "عادل مرزوق"

العدد 1482 - الثلثاء 26 سبتمبر 2006م الموافق 03 رمضان 1427هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً