الأحاديث والسوالف الشعبية والحكايات والنوادر في المجالس الرمضانية البحرينية دائماً ما تتصل بحياة الناس... سواء في يومنا هذا أم في الماضي، لكنها تأخذ طابعاً جديداً حينما يكون صاحب المجلس مسئولاً كبيراً في الدولة! ففي مجلس وزير الداخلية الفريق الركن الشيخ راشد بن عبدالله آل خليفة الرمضاني، لم يقصده المسئولون والبلديون وأعضاء مجلسي الشورى والنواب فحسب، بل كان لفيف المواطنين من مختلف مناطق البلاد يتوافدون على المجلس لتقديم التهنئة بالشهر الفضيل وللالتقاء بالناس، بل حتى أن أصحاب الحاجات يقصدون المجلس للتقدم برسائلهم وما تحويه من شئون وشجون.

كان سفراء الدول الإسلامية والعربية والصديقة يقضون جزءاً من الوقت في التحدث مع الوزير في أمور مختلفة، وقد تغيب الجوانب السياسية لتحل محلها الجوانب الاجتماعية والإنسانية والتراثية المرتبطة بالشهر الفضيل، فسفراء الدول الأجنبية الذين زاروا المجلس كانوا يتجاذبون أطراف الأحاديث الطريفة والتعرف على مستجدات الشهر الفضيل في البحرين كانو يرغبون في التعرف على المزيد من العادات والتقاليد.

وفي مجلسه، تحدث الوزير عن أمور مختلفة، لكنه كان مركزاً على مستقبل المملكة وشعب المملكة، وكان من بين ما تناوله الوزير هي تلك الأمور المرتبطة بالعمل الجاد لخدمة الوطن إذ وجه خطابه للضيوف قائلاً: «تحدثت مع بعض الأخوة النواب حينما دار الحديث عن مستقبل البلاد، فقلت إن من يعيش في البحرين لا يجب أن يخاف من المستقبل، وهذا مستقبلنا كلنا ولننظر على عقود مضت من الزمن حيث كان اقتصاد البلاد وواقعها شيئاً، وصار اليوم شيئاً آخر بعد أن وضعت القوانين والأسس للتنمية وانطلقت المسيرة».

اهتمام العالم بالانتخابات

واشار الوزير الى أن السفراء كانوا يتساءلون عن سير العمل لتنظيم الانتخابات المقبلة في البلاد، وأبلغتهم أن هذا السؤال يعني أن للبحرين اليوم حضورها السياسي على خريطة العالم، خصوصاً وأنها ترأس حالياً الجمعية العامة للأمم المتحدة ولهذا تحظى بالاهتمام، لكن بالنسبة للوضع داخلياً، فالبحرين لها وضعها الخاص الذي تبني عليه ترتيباتها وشأنها الداخلي، ولها أيضاً مكانتها على مستوى دول العالم ضارباً المثل بمشاركة سمو الشيخ سلمان بن حمد آل خليفة ولي العهد القائد العام لقوة الدفاع في المؤتمر الثاني لمبادرة كلينتون الدولية بنيويورك، وهي مشاركة تأتي في وقت مهم لبناء علاقات، وقد رأينا كيف يستمعون لسموه وهذا نتاج عمل شاق، ويعطينا في الوقت ذاته الدافع للحفاظ على المستوى الذي حققناه.

وكان من بين ضيوف المجلس رئيس المجلس النيابي خليفة بن أحمد الظهراني، وعدد من النواب وأعضاء مجلسي الشورى والنواب الذين تحدث معهم الوزير عن أمور العمل، واستغل بعض المواطنين فرصة للوجود في مجلس الوزير لتقديم رسائلهم لقضاء حوائجهم، فيما كان الوزير يبادر للسؤال عن أحوال المواطنين، وتبادل الوزير مع الحضور الأحاديث الفكاهية، إذ اشار النائب جاسم عبدالعال الى اختلاف يوم الصيام بقصة المواطن الذي تم توقيفه بسبب تدخين السجائر إذ اعترض على ذلك بالقول إن رمضان عنده لم يبدأ بعد، وسيبدأ غداً (كان يقصد يوم الاثنين) وبهذا فهو ليس مخالفاً للقانون، فيما اثار احد الحضور المسلسل الطويل لمحاكمة صدام حسين وقصة طرده من المحكمة.

فرص الكفاءات الشابة

وزار المجلس وفد من شباب منطقتي الحورة والقضيبية برئاسة عادل العسومي إذ دار الحديث مع الوزير عن الأنشطة الاجتماعية والخيرية التطوعية، ودعا الى الاعتماد على التخطيط واستغلال الموارد المالية لضمان نجاح خطط العمل، مشيراً الى أن الوزارة تستعين من خلال المحافظات بالكوادر الشابة في تنفيذ برامج العمل الإنسانية والاجتماعية في مشروعات تخدم المجتمع.

جهاز الأمن لا يعمل وحده

وتطرق الوزير في حديثه مع الضيوف الى الدور الذي يلعبه المواطنون في دعم ومساندة عمل الوزارة إذ اشار الى أن المواطنين الصالحين هم الذين ينجحون عمل جهاز الأمن في القيام بواجبه لخدمة الوطن، وحدث في كثير من القضايا ان النتائج الجيدة لم تتحقق الا بتعاون المواطنين أنفسهم مشيداً بمستوى وعي الناس من خلال المثل الذي ساقه في الاثنين الأسود، وهو يوم 25 أغسطس/ آب 2004 حين انقطعت الكهرباء عن البلاد ولم يتم تسجيل حادث مروري واحد فقد كان الناس يسيرون بنظام في الشوارع والإشارات المرورية متعطلة فيما كان المواطنون يوفرون المياه لرجال المرور.

وزاد قوله إن هناك توجهاً لإعداد برنامج عمل لخطة الطوارئ التي سيكون المواطنون جزءاً رئيسياً منها