ناقش مرشحو المجلس النيابي في الدائرة الثالثة بالعاصمة فكرة تنظيم انتخاب داخلي للمرشحين قبل موعد الانتخابات الرسمية بغرض التوافق على مرشح معين تجنبا لتشتيت الأصوات الانتخابية. وفي حين أكد بعض المرشحين استعدادهم للتنازل عن ترشيح أنفسهم لصالح اصوات أخرى تتوافر فيها الكفاءة والنزاهة في حال وصلت الجمعيات إلى توافق بشأنها، رفض مرشحون آخرون هذه الخطوة على اعتبار أن من حق أي مواطن المشاركة في الانتخابات بصرف النظر عن انتماءاته. وعلى رغم اتفاق مرشحي الدائرة على أن كثرة عددهم من شأنه أن يؤثر سلبا في تشتيت الأصوات الانتخابية، فإنهم أكدوا، على حد تعبير أحدهم، أن هذا «قدر» الدائرة التي يسيطر عليها صراع أجندات جمعيات الوفاق وأمل ووعد، ويزاحمهم في هذه المساحة مرشحون مستقلون.
يعولون ويتخوفون من المجنسين... في مناظــرة لمرشحـي الدائرة الثالثة القوية في العاصمة:
الوسط - أماني المسقطي
سيطر هاجس الاتفاق على مرشح واحد للنيابي بالاتفاق بين الجمعيات على جو المناظرة التي عقدتها «الوسط» مع ممثلي الدائرة الثالثة في العاصمة، وهي الدائرة التي تضم مرشحين من مختلف التيارات والجمعيات، أو كما وصفها البعض بالدائرة «رمادية اللون».
وعلى رغم اتفاق مرشحي الدائرة على أن كثرة عددهم من شأنه أن يؤثر سلبا في تشتيت الأصوات الانتخابية، غير أنهم أكدوا على حد تعبير أحدهم أن هذا «قدر» الدائرة التي يسيطر عليها وعلى قدرها صراع أجندات جمعيات الوفاق وأمل ووعد، ويزاحمهم في هذه المساحة مرشحين مستقلين، بعضهم وفاقي الهوى والآخر لا، وآخر وصف نفسه بأنه ممثل لـ «الاعتدال الوفاقي/ الأملي».
وفي ظل هذا الزخم من المرشحين الذين اختلفت ألوانهم، يبدي البعض تخوفا من تأثير عملية التجنيس على سير العملية الانتخابية، بينما البعض الآخر كان على النقيض إذ يرى في المجنسين خيط أمل وسط هذا الصراع في الأجندات الذي يسود هذه الدائرة.
المرشحون الذين التقتهم «الوسط» هم إبراهيم كمال الدين (مرشح وعد)، رضوان الموسوي (مرشح أمل)، سيدهادي الموسوي (مستقل - وفاقي الهوى)، الشيخ مجيد الأدرج (اعتدال - وفاقي/ أملي)، ومحمد الأنصاري (مستقل - ممثلا لجمعية الحريات العامة).
وفيما يلي النقاشات التي دارت بين المرشحين وأدارتها «الوسط»
هل يمكن معرفة لمحة عن برامجكم الانتخابية؟
- سيدهادي: لن أتكلم عن أرقام وإنما سأتكلم عن البرنامج الانتخابي الذي يمكن أن يكون له خصوصية تتوافق مع وضع البحرين، فهو وضع له خصوصية تختلف عن أية دولة أخرى، فبريطانيا على سبيل المثال حين تقدم مرشحيها وتحصل على الأصوات التي تؤهلها للحصول على الأغلبية من موقعها البرلماني تستطيع أن تشكل حكومة، ما يعني أن أثر برنامجها الانتخابي سيكون فاعلا لأنها تملك القدرة على تطبيقه، في حين أن الوضع في البحرين يختلف، إذ على رغم وجود الفصل بين السلطات، غير أن السلطة التشريعية مازالت تجد صعوبة في التماشي مع السلطة التنفيذية خصوصا إذا كانت السياسة التي من المفترض أن ترسمها الدولة في خارج حتى مصالح المواطنين.
الأنصاري: سأنطلق في برنامجي الانتخابي من الإعلان العالمي لحقوق الإنسان والعهدين الدوليين، وهما ملزمان للدولة غير أن الالتزام لم ينعكس على التشريعات البحرينية وصوغ القوانين، إذ استمر هناك غياب للقوانين التي تضمن للمواطن بعض الحقوق الاقتصادية أو تلك التي تحمي الحرية الثقافية أو الحقوق المدنية. وبالتالي فإن برنامجي يسعى إلى العمل على إصدار القوانين والتشريعات أو تعديلها بما يتناسب مع الإعلان العالمي لحقوق الإنسان والعهدين الدوليين.
سيدرضوان: سأكون واقعيا أكثر في برنامجي... فنحن أمام معضلة حقيقية في موضوع التشريع في ظل اللوائح الداخلية لمجلس النواب التي تصعب على المشرع تمرير الكثير من التشريعات، قد تكون الكثير من القوانين والمقترحات لن تمر بالصورة المتوقعة، حتى فيما تبناه التحالف من حيث التعديلات الدستورية سيعترضه الكثير من الإشكالات في موضوع التطبيق، لأن البرلمان المقبل لن يكون مؤهلا لإصدار التشريعات كونه سيكون مكبلا بقوانين ولوائح صعبة.
لذلك سأركز في برنامجي الانتخابي على الاستفادة من بعض الثغرات الموجودة في داخل المجلس النيابي فيما يتعلق بالمساءلة والموازنة العامة للدولة، لربما حققنا فيهما بعض الانجازات، وأرى أيضا أن البرلمان قد يتخذ منحى خدماتي وبما أن الدائرة التي أمثلها تعد إحدى الدوائر التي تعاني من إهمال واضح وسوء تدبير في موضوع توزيع الخدمات وإحدى المشكلات التي يعانون منها هي قضية الإسكان، وخصوصا منطقة النعيم لأن من يخرج منها لا يعود إليها وستبقى في النهاية منطقة أثرية.
كما أن عدد العاطلين في المنطقة لا يستهان به، ناهيك عن موضوع الفقر الذي انتشر في المنطقة بشكل مخيف (...)، صحيح أن المجلس خصص للتشريع لا لتقديم الخدمات، غير أن المشكلة تكمن في أن الحكومة أرادت للبرلمان أن يكون هكذا، والمعارضة ستشارك بأجندتها وهذا ما ستعمل به في واقع الأمر حين تصل لقبة البرلمان، لكن من غير المعلوم فيما إذا كانت هذه الأجندة ستحقق النجاح المطلوب، لذلك فإن النواب المستقبليين لن يقفوا كثيرا في موضوع التشريعات.
كمال الدين: أرى أن النائب سيكون نائبا عن الشعب وليس المنطقة التي يمثلها، وبالتالي يجب أن يكون البرنامج المطروح برنامجا متكاملا وللوطن كاملا، وبالنسبة لجمعية وعد فقد رسمنا الخطوط العريضة وسيقر البرنامج في اجتماع الدورة المركزية المقبل وستقر المرشحين، وهناك مجموعة من الخطوط العريضة التي ستركز عليها وعلى رأسها الإصلاح الدستوري بعد أن جاء النظام منفردا بتغيير دستور 73 من دون توافق شعبي وجاء التوافق على نقطتين فقط تتمثلان في اعتبار البحرين مملكة وفي أن يكون المجلس ذا غرفتين تشريعية ومعينة وهذه السلطة هي فقط للاستشارة، وبالتالي محاولتنا لتغيير الدستور ستأتي من خلال التوافق بين الكتل السياسية والبرلمان وبين النظام لأن هذا الدستور كبل البلد.
إضافة إلى ذلك سيتم التركيز على إصلاح النظام السياسي باستقلالية السلطات الثلاث، والسلطة التنفيذية هي من يشرع في البلد، وهذا ما يمكن اعتباره نظاماً فريداً من نوعه، ناهيك عن كشف الفساد وسرقة المال العام ومحاسبة المتورطين في التجنيس السياسي الذي خرج عن أطره القانونية لأنه سيكون مشكلة لا يعلم الله متى ستنفجر، (...) لماذا نعطي عشرة آلاف شخص الجنسية لمدة شهرين؟ وهذا ما يفرض سؤالاً كبيراً عن أسباب التجنيس في هذا الوقت.
إضافة إلى الحاجة لحل ملفات الإسكان، وخصوصا أن هناك 50 ألف طلب لخدمة الإسكان، كما أن العائلات في تزايد ومع ذلك يفتح المجال للتجنيس، وكذلك السعي إلى منع سرقة الأراضي والسواحل ودفن البحار وتدمير البيئة البحرية.
وكذلك تعديل بعض القوانين كالتجمعات والإرهاب ووضع ضوابط على قانون الجنسية، وعدم استيراد المجنسين للتأثير على العملية الانتخابية. ويأتي ذلك في ظل إيماننا بأن المجلس مكبل باللوائح الداخلية وبالدستور لم يعد السلطة الحقيقية الممثلة للشعب، وبالتالي سنستغل الرقابة ومحاسبة الدولة في الموازنة بدليل خشية الدولة من رقابة القوى السياسية على الموازنة أنها رحلت موازنتين سابقتين لم يهل هلالهما بعد وصدق المجلس على الموازنة.
في ظل اتساع رقعة الدائرة التي تمثلونها والتي تضم إلى جانب النعيم، وفريق أبو صرة وغرب فريق المخارقة والقفول والبرهامة، فهل تضمنون حصولكم كمرشحين على أصوات من كل مناطق الدائرة، خصوصا وان غالبيتكم تتمركز في منطقة النعيم؟
- سيدرضوان: لن تكون هناك مشكلة في دخولي على دائرة المنامة على اعتبار أن عائلتي تسكن في المنامة.
الأنصاري: أنا الآخر ليس لدي مشكلة لأني درست في مدارس المنطقة، كما أن المناطق في الدائرة تعتبر قريبة من بعضها البعض أضيفي إلى ذلك الاختلاط بين أهالي هذه المناطق وخصوصا بالنسبة للشباب منهم، وبعيدا عن ذلك فإن علاقتي مع أهالي المنطقة جيدة، وأي حدث يحدث في أي منطقة من هذه المناطق تكون له أصداء في المناطق الأخرى.
سيدهادي: على العكس من ذلك فإني أرى أن المنطقة معقدة جدا لأنها تحتوي على نمطية مختلفة من ساكنيها، إذ إنها تضم العجم والبحارنة والمتجنسين من العرب والآسيويين والسنة كذلك على رغم قلة عددهم في المنطقة... العمل صعب وأعتقد أن التنوع الموجود في المرشحين سيعطي خيارات أكثر للناخبين، وخصوصا أنه في كثير من التصورات التي تطرح يتكلمون عن نسبة كبيرة من الناخبين يقفون في الوسط وعلى خط التردد والحياد ويطلقون صوتهم في اللحظة الأخيرة، إلا إذا كان هناك مرشحان اثنان مثلما في الدائرة الأولى في العاصمة، وهما العضوان اللذان بينهما شد واضح جدا وكل واحد منهما يعرف مؤيديه وناخبيه وربما يأخذ عهوداً واتفاقات مع الناخبين، وفي منطقتنا يعتبر صعبا خصوصا أني مستقل وسط مرشحين تدعمهم جمعياتهم، وهذا التنوع سيخلق خيارات أكثر للناخب، وفي الوقت نفسه على رغم كوني مستقلاً غير فإني أعتبر نفسي وفاقياً بلا جواز، لجمعية ليست جمعية عضوية، وشعرت بالغبطة بعد تصريحات رئيس جمعية الوفاق الشيخ علي سلمان الذي أكد أن الوفاق ليست جمعية عضوية وإنما تمثل الكل، كما، وجود مستقل في هذه الدائرة يعد في صالح الوفاق، لأنه إذا كانت الوفاق لا تستطيع ان تأخذ العدد الكافي الذي يؤهلها للدور الأول من الانتخابات وربما حتى في الدور الثاني، على الأقل يمكن تعليقها على رقبة مرشح مستقل من تيار الوفاق حتى لا تشعر بأنها لم تنتصر في هذه الدائرة.
كمال الدين: ليس لدينا مشكلة لأن جمعية وعد جمعية تضم فئات مختلفة وفيها أعضاء من أصول إيرانية وفيها من العرب السنة والشيعة، ويدعون إلى الوحدة الوطنية فوق الطائفية، وبالتالي فإن هذه المنطقة باختلافها وتنوعها تمثل حالاً جيدة لعمل جمعية وعد في أن تطرح برنامجها
العدد 1482 - الثلثاء 26 سبتمبر 2006م الموافق 03 رمضان 1427هـ