ما حصل في انطلاق مباريات كأس الاتحاد لكرة القدم من انقطاعات في الكهرباء وغياب للملاعب الصالحة يدلل بلاشك على الحال التي وصلت إليها المنشآت الرياضية في البحرين والتي تتطلب وقفة صريحة لمعالجتها.
الاستمرار على الوضع الحالي ينبئ بأن الأيام المقبلة ستكون أكثر قساوة وخصوصا بعد تصريح رئيس الاتحاد البحريني لكرة القدم بأن المشكلة التي تواجه الاتحاد هي نقص الملاعب. بالأمس كنا نتحدث عن حال أنديتنا المحلية التي مازال الكثير منها يلعب على الملاعب الرملية، كما أن بناياتها أكل عليها الدهر وشرب، واليوم بتنا نتحدث عن ملاعب الدولة عموما، إذ إن الاتحاد والمؤسسة غير قادرين على تنظيم البطولات المحلية بنجاح ناهيك عن البطولات الخارجية. وما اعتذار المؤسسة العامة للشباب والرياضة عن عدم استضافة البحرين لبطولة مجلس التعاون للأندية لكرة السلة إلا دليل واضح على واقع منشآتنا ورياضتنا المحلية.
مشكلة المنشآت أصبحت تؤرق الجميع في ظل زيادة أعداد المنتمين إلى الأندية وزيادة القاعدة الرياضية مقابل ثبات في المنشآت بل تراجع إلى الأسوأ بالنظر إلى واقع بعض الملاعب اليوم والتي كانت بالأمس تعتبر من الملاعب الحديثة. الحلول المؤقتة للمشكلة واعتماد سياسة الترقيع لم تعد تجدي نفعا، إذ إن الواقع الرياضي الحالي وفي جميع دول العالم اختلف كثيرا عن السابق، وباتت الرياضة علما يدرس في الأكاديميات المتخصصة وعلى أيدي خبراء وفنيين، واستمرارنا نحن في البحرين على النهج نفسه منذ تأسيس الاتحادات الوطنية وإلى اليوم سيؤدي بلاشك إلى جعلنا في ذيل السلم الرياضي وعلى جميع المستويات. في بلد صغير بحجم البحرين نحتاج فعلا إلى التركيز على الكيف أكثر من الكم من خلال وجود منشآت على أعلى المستويات وخبرات فنية عالية تسهم في تحويل القاعدة الرياضية المحدودة إلى أبطال عالميين، والتحرك متأخرا خير من عدم التحرك أبدا
إقرأ أيضا لـ "محمد عباس"العدد 1481 - الإثنين 25 سبتمبر 2006م الموافق 02 رمضان 1427هـ