عندما نقول إنها حرب، فإننا لا نقصد بها الحرب المشروعة في الانتخابات الديمقراطية بتاتا، بل إنها حرب بكل ما تحمله الكلمة من معان، لأنها تمس الشرف والكرامة، وهو ما حدث بالفعل في إحدى مناطق البحرين، فلنستمع لما جرى.
في دائرة من دوائر المحافظات الخمس، دارت الدوائر بأحد المرشحين ليصبح هدفا لبعض المتصيدين في الماء العكر، الذين انتظروا فترة ما قبل إعلان الانتخابات ليشنوا حربا ضروسا شعواء على المرشح المعروف في المنطقة، وكانت ضربتهم الأخيرة ضربة قاصمة إذ شوهوا سمعة المرشح وضربوه في عرضه وشرفه وكرامته، حتى أذعن وفضل الانسحاب من المعركة التي بدأها منذ زمن طويل مع المتصيدين، وأبى أن يستمر معهم حتى لو كان ذلك على حساب تخليه عن الكرسي، فالكرامة أرفع بكثير من كرسي نيابي أو بلدي.
غريب أمر أولئك الذين يسعون للحصول على السلطة بأية وسيلة كانت، بضرب عرض الناس، بالارتشاء... وغريب أمر أولئك الذين يريدون إبعاد كل منافسيهم ليمتطوا ظهور الناس المخدوعين ويصلوا بسهولة ومن دون شقاء إلى مآربهم، وكما يقول المثل الإنجليزي «ما يأتي بسهولة يذهب بسهولة»!
لقد سمعنا حكايات غريبة عن المرشحين الذين يضربون في بعضهم البعض، هذا يهين، وذاك يخون، وآخر يحاول أن يلعب دور المهادن... والقائمة تطول.
لنعد مرة أخرى إلى قصتنا، فقد فاحت روائح المكيدة التي حاكها بعض المتصيدين لهذا المرشح منذ أمد بعيد، إذ حاولوا تخوينه مرات ومرات رغم أنه مزكى من جهة يثق بها أبناء الدائرة التي يسكن فيها. والأغرب من ذلك، أن هذا الشخص - المرشح المطعون - كان على الدوام يعمل ليل نهار لصالح الدائرة، ولم يصدر عنه أي تصرف غير لائق مع أية جهة كانت، بل يشهد كل العاملين معه على أنه شخص يسعى إلى التطوير والمطالبة بما هو أفضل للدائرة التي يمثلها.
قد يقول البعض إننا نتحدث بالألغاز، أتفق تماما معهم، ولكن يكفي هذا الشخص ما ناله من طعون وآخرها طعن في الشرف، ولو كان فيه ما قيل لما تعمد العامدون التشهير به في كل قرى ومدن البحرين، وكان بإمكانهم إسقاطه بطريقة تحفظ له شرفه وتستر ما فعله، فالله ستار يحب الستر على العباد. ولكن المكيدة، ومع الأسف آتت أكلها ونالت من صاحبنا ليعلن بأنه لن يخوض غمار الانتخابات.
نحن لا ندعو إلى رفض السجال والمعارك الانتخابية، ولكن في حدود العقل والمنطق والمعقول، ومن دون أن تمس الكرامة والشرف، لأن المرشح الذي يسعى إلى الطعن في شرف منافسيه لا يستحق بأن يحظى بثقة الناس، فأي مدخل قد اختار لنيل الثقة، وأي طريق قد اختار لاختصار المسافات.
دعونا لا نتغنى بديمقراطية مزيفة، ودعونا نضع المرشحين في قالب العقل ونرمي كل من تسول له نفسه اللعب على ذقون العباد خارج قوانين اللعبة، ولا نظن بأن هناك من يتمنى تكرار ما حدث في التجربة السابقة ليضع مصير دائرته أو مستقبل وطنه في يد شخصيات لا تعرف ولو القليل لا عن البلديات ولا عن الحياة النيابية، ولعل سوء الوضع الذي نعيشه في بعض جزئيات البلديات والممارسة النيابية سببه مرشحون فازوا بـ «العافية»
إقرأ أيضا لـ "عبدالله الملا"العدد 1481 - الإثنين 25 سبتمبر 2006م الموافق 02 رمضان 1427هـ