ماذا يريد البحريني؟ سؤال ربما يبدو بسيطاً والجواب عليه لا يحتاج إلى تعقيد... فالبحريني يريد ان يعيش في بلاده آمناً مطمئناً كريماً معززاً، لديه ما يكفيه لاحتياجاته المباشرة واحتياجات من يعتمد عليه من أسرته. البحريني يريد ان يشارك برأيه في ادارة شئون بلاده، ومستعد للتنازل عن الأحلام وان يكون واقعياً، يقبل بالفروقات التي فرضتها الظروف التاريخية أو الاقتصادية، ولكن على شرط عدم إذلاله أو استغفاله أو استغلاله أو اتهامه بما ليس فيه.

البحريني الاعتيادي، من أية فئة كان، ليس إرهابيا ولا يخطط لقلب نظام الحكم، ولا تحتاج أية جهة رسمية ان تحشد ضده أو تخاف منه أو تصرف أموالها على من لا ينتمي إلى البحرين من أجل ضبطه. فالبحريني منضبط بطبعه، بسيط في تصريف حياته اليومية، والحكومة ليست بحاجة لأن تعمل المستحيل لإرضائه، فهو يرضى بسرعة ويقنع بالقليل ولا ينظر إلى ما لدى غيره من خيرات وملذات.

هذا البحريني الاعتيادي يستحق كل احترام وتقدير، ويستحق ان يعامل كإنسان غير منتقص الحقوق، وغير مستهجن، وغير متهم في نواياه وسجاياه. وهذا البحريني يستحق ان يعلم بما يدور حوله بشفافية توازي شفافيته، وبصورة مباشرة ومتواضعة من دون غموض.

البحريني الاعتيادي حمل هم البحرين في قلبه ووجدانه، ووسعته البحرين كما وسعت آباءه وأجداده، ولذلك فإن من المستغرب ان تنشأ بين ظهرانينا اتجاهات شوفينية، عنصرية وطائفية ودكتاتورية تنطلق من أفق ضيق يستشعر بأن وجود الآخر خطر عليه، وانه لا سبيل الا بتصفية نفوذ هذه الفئة أو تلك، حتى لو تطلب الأمر اهدار الثروات الوطنية على كل من لا يستحق، وتصعيد كل متزلف فاقد كرامته وتركيبه على ظهور البحرينيين الاعتياديين.

ان مثل هذا التفكير ينطلق من أناس لم تدخل في قلوبهم مفاهيم خلاقة حث عليها ديننا الحنيف، وحثت عليها كل المدارس الانسانية التي تؤمن بأن خير البلد لأهل البلد، وأهل البلد هم الأساس في كل شيء... فالبحريني الاعتيادي ليس إنساناً خطراً أو طارئاً ولا يحتاج إلى كل ما يسعى اليه البعض، كما ان البلدان لا تضيق بأهلها ... «لعمرك ما ضاقت بلاد بأهلها، ولكن أخلاق الرجال تضيق»