العدد 1480 - الأحد 24 سبتمبر 2006م الموافق 01 رمضان 1427هـ

حتى لا يكون البحريني «قشة»!

عادل مرزوق Adel.Marzooq [at] alwasatnews.com

-

ورد اسمك أيها البحريني في التقرير الثاني، تقرير «اللاشيء». خذ حلمك وألقه فوق ظهرك، رتله شعوذة إن شئت، اجعله ثقلاً تنوء به، لكنه ملتصق بك حد الموت. عاقب نفسك ما تستطيع من بأس، لن تصل لحلمك المقبور، أراهنك يا صديقي... لن تصل.

تمسك بقشة رجال الدين والسياسيين والصحافيين الذين تنوء بهم هذه الأرض، لا تمسك يا صديقي بالقشة إلا قشة مثلها. احمل نفسك خفيفاً لا وزن لك. وزنك تقرير، ارتداد وزنك هو ردة الفعل التي شاهدتها على التقرير نفسه.

تحملك يا صديقي «شاشة»، لربما «يد» تضع التقرير/تضعك على مكتب ما، أو شاشة منتدى إلكتروني، لن تزداد ثقلاً، لست في وزنك كما أخبرتك، سوى قشة!

خذ من مسالك «اليأس» ما يستطيع ظهرك ان يحمل من أثقال، تدرب على اليأس، لا تيأس من اليأس، لا تيأس من أن لا تيأس من اليأس، حاول أن تكون أكثر استطاعة لتقبل المزيد، العابثون بأقدارك كثر، وكن حذراً من كل شيء. كن حذراً من هذه المقالة أيضاً، فلربما أختبأ خلفها «يأس» آخر، تتجرعه عما قريب.

تعود على الاستماع لأبطال الكرتون في التحالف الرباعي، التي تعرف كل شيء/ تفهم كل شيء/ تخطط لكل شيء/ تبارك كل شيء/ تعقل كل شيء/ تدير كل شيء/ تمثل كل شيء، أو عش حلمك مع من باتت مقاهي لندن مكان بطولتهم الوهمية. لكن تأكد من حقيقة أنك «أنت» لست حتى شيئاً من الأشياء، أنت لا تعدل كرسياً برلمانياً يبرق بالمال والوجاهة، لا تعدل بياناً لندنياً يكتب على طاولة فارهة.

كانت ومازالت ثوابت هذه البلاد قائمة، لا جدال فيها ولا مواربة، ليس ثمة جديد سوى التقرير «المعجزة». «التقرير» يحتاج لجنة تحقيق، والمتهمون نحتاج إلى إجلاسهم على منصة القضاء العادل، البريء منهم بريء، والمذنب منهم إلى القضاء يحكم أمره فيه بما يرى. أما أن يخرج أحد «المتهمين» في اليوم الثاني للصحافة وأجهزة الإعلام مصرحاً... فهذا تجاوز لكرامة الناس ومشاعرهم لا نقبل به.

أعطى جلالة الملك للقضاء استقلاليته، وضَمِنَ للبحرينيين نزاهته. وعليه، لابد للقضاء البحريني أن يمسك بالتقرير والمتورطين فيه، نقطة النظام الأهم هي أن لا يتحول صلاح البندر إلى شخصية «البطل» فجأة فيروج له المعارضون هنا أو هناك.

الأهم هي وثائق التقرير، كبار موظفي الدولة، الساسة، الحقوقيون، والصحافيون الذين وردت أسماؤهم في التقرير يجب أن يجلسوا على مقاعد قاعات القضاء البحريني، القضاء الذي يمثل سيادة «الدولة»، دولة كل المواطنين شيعة وسنة، خلاف هذا القول لا شيء، سوى مقايضات أخرى نحو تقرير آخر تكشفه الأيام في يوم آخر، على يد «صلاح بندر» آخر

إقرأ أيضا لـ "عادل مرزوق"

العدد 1480 - الأحد 24 سبتمبر 2006م الموافق 01 رمضان 1427هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً